قلق متنام من انفجار امني في عين الحلوة

توفيق طه

سلط كشف الخلية الارهابية بزعامة الموقوف عمر ابراهيم الاطرش الذي ادعى عليه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر امس مع 12 آخرين وما تكشفت عنه التحقيقات من معلومات واعترافات خطيرة تتصل بأشخاص آخرين ما زالوا طليقين من بينهم نعيم عباس الذي افاد الاطرش انه سلمه سيارات مفخخة واحزمة ناسفة وانتحاريين، الضوء مجددا على وضع المخيمات الفلسطينية وخصوصاً عين الحلوة الذي يشكل ساحة ساخنة للصراعات الاقليمية والداخلية.

وتبلغ حساسية الوضع في المخيم الجنوبي ذروتها بتداخل العوامل السياسية الاقليمية بالامنية المحلية وبروز معطيات غير مطمئنة تتصل بحراك امني مريب لبعض المجموعات المتطرفة بالتزامن مع محاذير دولية بلغت مسامع مسؤولين لبنانيين من امكان وقوع مواجهات ان في المخيم بين اطراف داخلية او بين الجيش وعدد من هذه المجموعات لا سيما بعد اعترافات الاطرش ومضامينها الخطيرة والتي لم يعد جائزا في ضوئها السكوت عن واقع التطرف المعشش في ازمة المخيم مهددا بانتاج المزيد من الارهابيين مع كل يوم يمر.

ولا يسقط اي فريق صيداوي من مفكرته حساسية الوضع الامني في التعامل مع ساحة مليئة بالحساسيات المرجح ان تتحول دموية في اي لحظة مفصلية خصوصا ان المواجهة في ما لو وقعت لن تكون مع حزب او تيار منظم بل مع جماعات اصولية ارهابية امتهنت لعبة الموت والانتحار، بما يرفع منسوب القلق من طبيعة المواجهات خصوصا اذا ما وقعت مع الجيش.

وتؤكد مصادر مواكبة للوضع الامني الصيداوي ان ابناء صيدا والمحيط ليسوا بعيدين من هذه الاجواء والقوى السياسية بدأت تبحث في الموقف الواجب اتخاذه والتداعيات المحتملة في ما لو انفجر الوضع الامني. وللغاية قالت المصادر ان لقاء الاحزاب الوطنية عقد امس اجتماعا في صيدا اكد على ثلاث نقاط رئيسية: تقديم الدعم المطلق للجيش اللبناني، الوقوف الى جانبه في اي خطوة يقدم عليها، ومجابهة الحملة التي تحاول بعض الاطراف شنها عليه لتشويه دوره الوطني.

وتحدثت عن ان القيادات الفلسطينية ليست بعيدة من هذه الاجواء وهي تحرص على ابقاء امن المخيم تحت السيطرة بالقدر الممكن وللغاية سيزور لبنان عدد من المسؤولين الفلسطينيين من بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمشرف على فتح في اقليم لبنان عزام الاحمد للوقوف على آخر التطورات.

وفي السياق اكدت مصادر لـ”المركزية” المعلومات التي اشارت الى وجود عباس في مخيم عين الحلوة، لافتة الى أنه كان ينتمي سابقا الى “الجهاد الاسلامي”، ويحمل فكر “القاعدة”، كما يقيم في حي “حطّين” في المخيم. وأفادت ان تحركاته قليلة، لكنه يلتقي في شكل متواصل مع “توفيق طه” وكلاهما مطلوب بمذكرات توقيف عديدة لاستهدافهما الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وإطلاق الصواريخ على اسرائيل.

الا ان المصادر نفت بشكل قاطع ما يشاع عن تردد الشيخ عمر الاطرش الى مخيم عين الحلوة.

على صعيد لآخر، لفتت المعلومات الى ان فضل شاكر دخل المخيم وسكن في حي التعمير الخارج عن سيطرة الجيش وحركة “فتح”، لكنه اختفى منذ شهر رمضان الماضي، ولم يلمحه أحد منذ ذلك الحين.

السابق
بري: الدولة تسبح نحو اللادولة في كل المؤسسات
التالي
منع المخيمات جنوبا