اوضحت مصادر قيادية في قوى 8 آذار لصحيفة “الحياة” ان “رئيس مجلس النواب نبيه بري أنجز أكثر مما يتوجب عليه لوضع الإطار السياسي العام للتفاهم، وهو ينأى حالياً بنفسه عن أن يكون شريكاً في أي مفاوضات تتعارض وهذا الإطار المدعوم من رئيسي الجمهورية والمكلف تشكيل الحكومة ميشال سليمان تمام سلام وتيار “المستقبل” ورئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط إضافة إلى حركة “أمل” و”حزب الله”.
واكدت أن “الدور التوفيقي لبري بدأ عندما أبلغ جنبلاط أنه يعمل لبلورة مجموعة من الأفكار حول قيام حكومة جامعة، وتمنى عليه القيام بدور لدى سليمان وسلام لإقناعهما بالتريث وعدم الإقدام على تشكيل حكومة حيادية كان من المفترض أن ترى النور ما بين 6 و7 من الشهر الجاري”.
واشارت الى أن “سليمان وسلام تجاوبا مع رغبة جنبلاط إفساحاً في المجال أمام وساطة يتولاها بري الذي توصل إلى تفاهم مع “حزب الله” على أن تتشكل الحكومة الجامعة من 3 ثمانيات وأن يطبق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب على أن تشمل جميع الطوائف اللبنانية”.
وكشفت أن “بري نجح من خلال تكليف جنبلاط الوزير وائل أبو فاعور بمهمة التواصل مع جميع الأطراف بإقناع من يعنيهم الأمر بتأجيل البحث في البيان الوزاري إلى ما بعد تشكيل الحكومة، خصوصاً أن لديه تفويضاً من “حزب الله” الذي طلب استمهاله لأيام عدة لإقناع حليفه رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون”.
ولفتت الى ان “حزب الله أبلغ سليمان وسلام وآخرين أنه فوّض بري تفويضاً لا تراجع عنه مهما كلف الأمر وبالتالي فهو صامد على موقفه”، موضحة أن “المستقبل وافق على الإطار العام الذي أنجزه رئيس المجلس”، مؤكدة أن “حزب الله طلب يومين أو ثلاثة لإقناع حليفه عون، وأن المهلة التي طلبها انقضت منذ أكثر من أسبوع، لكن لم يتوصل معه إلى حد أدنى من التفاهم يؤدي إلى فتح الباب أمام مشاركة عون في الحكومة”.
وسألت عن “الأسباب التي دفعت وزراء ونواب منتمين إلى “تكتل التغيير والاصلاح” إلى استحضار ما كان يسمى بالحلف الرباعي الذي جمع “المستقبل” والحزب التقدمي الاشتراكي و”أمل” و”حزب الله” في لوائح موحدة خاضت الانتخابات النيابية في عام 2009. وتؤكد أن الظروف السياسية تبدلت الآن ولم تعد قائمة وإلا لماذا قال زعيم تيار “المستقبل” رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إنه قرر أن يربط نزاعه مع “حزب الله”؟.