نعمت بدرالدين ابنة مدينة النبطية تعمل في الاعلام وتحمل إجازة في العلوم السياسية، اضافة الى دبلوم في العلاقات الدولية والدبلوماسية، وتحضّر لماجستير في هذا المجال. انتخبت شخصية عام 2013 في احتفال يوم الاستقلال في بلدة راشيا من قبل جمعية “راشيا ماراثون”. كما انضمت الى دليل النساء اللبنانيان البارزات. وهي فاعلة سياسيا واجتماعيا حسبما تعرّف عن نفسها. كيف ترى وضع المرأة الجنوبية على الصعد السياسية؟
في حوار سريع معها، تقول: “انتسبتُ الى الحزب الشيوعي عام 1998 ولكني حاليا غير فاعلة في اي اطار داخل الحزب بسبب جمود نشاطات الحزب، ولان الحزب غائب عن دوره وعن مكانه وهو مقّصر تجاه حاله وجمهوره”.
وكما هو معلوم شاركت بدر الدين في برنامج “الزعيم” الذي بثته قناة الجديد لتخريج زعماء شباب كنواب، الا ان تأجيل الانتخابات النيابية غيّر كل شيء. وكانت قد شاركت في العام 2011 في “حملة اسقاط النظام الطائفي” بعد ظهور ما يسمى “الثورات” في كل من مصر وتونس في محاولة للتغيير في لبنان. وحاليا تنشط في الشأن السياسي(مكافحة الطائفية-قانون انتخابي نسبي-تعزيز المواطنية-السلم الاهلي..) كما تنشط في الشان الاجتماعي حيث تقوم بمبادرات لتوزيع مساعدة للاجئين السوريين في النبطية و البقاع الغربي.
وتتابع موضحة: “أنشط بالشأن الاجتماعي، وأدرّب في مجال تمكين المرأة في الشأن العام، مع لجنة حقوق المرأة، وجمعية المساعدات الشعبية النروجية، وندرب بمجال تمكين المرأة بالشأنين السياسي والعام”.
وتكمل بحماسة: “تتضمن التجربة النروجية والسويدية كيفية تمكين المرأة وتشجيعها، فالمراة اللبنانية لا تنقصها اي كفاءة لتكون رئيس لجنة بناية او مختارة او عضو مجلس بلدي او رئيسة بلدية ايضا او نائبة. مع دفعها الى الامام وتوعيتها حول حقوقها وواجباتها، كما أدرب في اطار اتفاقية سيداو”.
ولا تنسى بدرالدين القضايا الحقوقية فهي تعمل على ملف “جنسيتي حق لي ولأسرتي” حيث بينّت دراسة قامت بها احدى المؤسسات ان عدد المسلمات المتزوجات من فلسطينيين قليلات جدا نسبة الى المسيحيات المتزوجات من أجنبي. وهذا ردا على حجج عدم قبول منح المرأة اللبنانية الجنسية لابنائها تحت عنوان الغلبة الاسلامية في الموضوع والخوف من التوطين. وهذه فضيحة بحد ذاتها كما تقول: “هذه القضايا ذات البعد الانساني والاجتماعي تهمني كثيرا”.
وتضيف:”كما انشط حاليا في عدد من التجمعات كيسارية، ونؤسس لعدد من المبادرات السياسية والاجتماعية، وللاسف لا انشط في الحزب الشيوعي اللبناني- رغم انني لا زلت احافظ على عضويتي لانه غارق في أزماته الداخلية في ظل وجود ديكتاتور قائم على رأسه دون انتخابات. ولا زلت اؤمن ان الاحزاب السياسية هي وسيلة التغيير الاساسية في البلد،وعندما لا يقوم الحزب بدوره سأفتش عن دوري خارجه. لا يزال هناك أمل. ففي الفترة القادمة سيعقد مؤتمرا عاما وسنبدأ عملية التغيير”،كما انشط في المنتدى الثقافي التقدمي.
المعوقات التي تواجه المراة في الجنوب، هي نفسها التي تواجهها في كل البيئات والمناطق اللبنانية، وعلينا بداية ان نعمل لتأسيس ثقافة المواطنية قبل ان نفكر كإمرأة ورجل…ولتكن الكفاءة هي بوابة العبور الى الدولة”.
وتعتبر ان “تحرك المرأة في الجنوب معطّل في الجانبين النسوي والعام. الا ان هذا لا يزال خجولا ،فعلى سبيل المثال “اني المراة الوحيدة المرشحة على صعيد النبطية والزهراني للانتخابات النيابية، لذا علينا ان نحرّك النساء ليرتفع عدد المرشحات وتكسرن الحواجز المفروضة عليهن، فقد قمنا بتجربة في برنامج (الزعيم) وحصلت على اعلى نسبة تصويت شعبي وان لم أفز. فاعتبر اني نجحت بكسر السائد والمحظور سياسيا واجتماعيا بمجرد الترشح الى الندوة البرلمانية”.
تشدّد على أنّها “مع المقاومة، ومع كل التحركات الاجتماعية والانسانية في الداخل، فهناك معركة لا تقل اهمية تقوم بها هيئة التنسيق النقابية. كما اني اتحرك ضد الفساد حيث تقدّمت منذ فترة طويلة بشكوى ضد الوزير غازي العريضي” بسبب عدم ائتمانه على الاملاك العامة.
وتشرح: “عائلتي تشجعني واصدقائي ومحيطي ايضا، لذا لن أيأس. لاني اعتبر ان المشوار طويل ويجب ان نؤسس لقاعدة شعبية تدعم مواقف المرأة المواطنة، وان نصل لان تدعم المرأة المرأة”.
تختم لـ(جنوبية): “مثلي الاعلى هي السيدة ليندا مطر. فهي المثال الذي يجب ان يحتذي به قادة العمل النسوي في لبنان، فهي الى كونها ام لولدين، ومتزوجة، ناضلت على مدى عقود سياسيا واجتماعيا من اجل استرداد حقوق المرأة في لبنان، وفرضها، وان كنّ قد خذلنها حين ترشحت الى النيابة. وطبعا افتخر بالشهيدات البطلات مثال لولا عبود ، سناء محيدلي، وفاء نورالدين… وبالمناضلة سهى بشار