فلنقرأ مواقف محمد شطح لنخمّن من قتله

فلنقرأ مواقف محمد شطح
على بعد أيام من انطلاقة محاكمات المحكمة الدولية الخاصّة، بلبنان، وبعد حملة تهويل من "فتنة كبيرة" إذا شكّل الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام حكومة لا يرضى عليها "حزب الله"، قتل الوزير السابق محمد شطح في وسط بيروت أمام باب مكتبه. ربما كان أحد أخطر أسلحته أنّه هادىءٌ ينفذ إلى عقول خصومه، أو مناصريهم على الأقلّ، من دون أن يستفزّ أحدا.

لطالما سعى الوزير شطح الى لفت النظر على مجموعة مواضيع خلافية أساسية في لبنان، وهي تتلخض بأمور عدّة: سلاح “حزب الله”، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريجة اغتيال رفيق الحريري، العلاقة مع سوريا، وتحديداً مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة هناك.

تميّز الشهيد باعتداله والانفتاح على كل الافرقاء في لبنان، وكان يسعى الى تطوير فكرة النأي بالنفس للنهوض بلبنان اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

استطاعت يد الغدر ان تقضي على شطح قبل ايام من انفراجين متوقعين: تشكيل حكومة جامعة قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، والتآم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بعد طول انتظار، للبدء بالمحاكمات. وكان الوزير شطح قد كتب على موقع “تويتر” قبل وفاته: “حزب الله يهول ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاما.. تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية”. هو، شطح، كان مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الخارجية.

تميّز بآرائه السياسية القوية لا سيما تلك المتعلقة بتدخل “حزب الله” في سوريا، وكان يؤكد دائما على ضرورة تحييد الساحة اللبنانية عن الأحداث الخارجية، السورية والإيرانية، حتى لا تصبح مسرحا لنزاعات حقيقية كبيرة، وكان يصرّ على أنّ عدم تحييدها يترجم بإشكالات أمنية على الحدود اللبنانية السورية وفي الداخل اللبناني، ما ينذر بتفجير لبنان. وربما أخطر أسلحته أنّه كان هادئا ينفذ إلى عقول خصومه، أو مناصريهم على الأقلّ، من دون أن يستفزّ أحدا.

كذلك كان من أول المنتقدين لـ”أيديولوجيات إيران المتشددة” قائلا إنّ “طموحات الهيمنة والراديكالية الإسلامية والإرهاب الإيراني هما التهديدات الاستراتيجية التي يتعين التغلب عليها، ثم السياسة تجاه سوريا يجب أن تهدف إلى تحقيق نهاية سريعة لكل من الحرب وحكم الرئيس بشار الأسد”.

أما ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فكان من أوّل المطالبين بدعمها وتقديم كل الامور المطلوبة من تمويلها، الى تقديم المطلوبين الى العدال، ولطالما اكد ان مسار المحكمة يستند الى القانون الدولي وهذا القانون يسمو فوق القرارات الدولية المحلية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مشيراً الى أنها الحلّ الوحيد للوصول الى التوافقات الوطنية والحلول السياسية بين الافرقاء المختلفين، واحلال العدالة وكشف الحقائق واصدار الاحكام لمعاقبة المجرمين الذين قتلوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005.

 عايش شطح فترة سادها الكثير من التأزم والاغتيالات التي أدت الى استشهاد عدد كبير من المسؤولين والسياسيين، وقد كرر شطح في أكثر من مناسبة أنّه “لو قُدِّر للبنان أن يصرخ، لاعترف دون تفكير بأن جراحه نازفة ومفتوحة منذ 14 شباط 2005”. مؤكدا أنّ كل ذلك “يبقى أمثولة راسخة في ذهن كل لبناني دفاعا عن الحرية الذي لا يمكن تسديده إلاّ بالدم والقتل والتفجير والتنكيل ولغة الاغتيال”.

الشهيد هو محمد بهاء شطح، اقتصادي ودبلوماسي لبناني. من مواليد طرابلس العام 1951، متزوج وله ولدان. وهو ينتمي الى “تيار المستقبل”. وقد عمل في صندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة حيث تبوأ مناصب مختلفة بين العامين 1983 و2005، وشغل منصب نائب حاكم مصرف لبنان، ومنصب سفير لبنان لدى الولايات المتحدة، ثم عمل مستشارا لرئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتسلم حقيبة وزارة المال في إحدى حكوماته، وكان حتى وفاته مستشارا للرئيس سعد الحريري.

السابق
قطع الطريق بوسط بيروت باتجاه جامع الأمين من السوديكو ومن جريدة النهار
التالي
ضو يدعو سليمان وسلام الى اعلان تشكيلة حكومة الاستقلال غداً صباحا