شغلت قضايا تزويج القاصرات الرأي العام المصري لفترة طويلة وتناولتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، مشيرة إلى الجهل الذي يدفع الذي يدفع الأمهات والأباء لتزويج بناتهن ، إلا أن دراسة أجراها مركز النديم للتأهيل النفسي وعلاج ضحايا العنف ،على عينة قدرها 1091 مواطنا ومواطنة .
و يرى الدكتور عبد المعطي بيومي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف سابقا ، أن زواج الفتاة دون 18 ، هو زواج لغير مكتملة الأهلية ، مستندا إلى كون الزواج عقد بين عدة أطراف من بينها الفتاة ، وأن الهيئة –هيئة كبار العلماء – قد أجمعت على جعل سن الزواج 18 سنة ، لما تراه من اكتمال أهلية أحد أطراف العقد .
ويشبه بيومي الأمر بأنه كتزويج بقرة من فحل ، والذين يبيحون زواج الفتاة في سن 14 ، يبيحون علاقة بهيمية ، وهو ما يعارض مباديء الشريعة الإسلامية .
مستوي المعيشة
وتقول الدكتورة منى أبو الغار أستاذ النساء والتوليد بجامعة القاهرة ، أن التعريف الطبي والعالمي للطفل هو من لم يبلغ 18 سنة ، ومن سن 12:18 مراهقة ، ولو خفضنا سن الزواج فسنسمح بتزويج أطفال ، وبالتالي كل مشكلات الحمل ستكون أصعب وكذلك مشكلات الولادة .
وبالاحصائيات فإن أكثر المشكلات الي تتعرض لها الفتاة صغيرة السن ، هي ارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة ، والانيميا ونزيف ما قبل الولادة ، وصعوبتها ، وهذا للتكوين الجسماني الضعيف .
وأضافت أن الطفل المولود يعاني أيضا من مشكلات الأم الجسمانية كالانيميا وفقر الدم ، فيخرج غير مكتمل النمو .
يروي محمود – الاسكندرية قصته مع تزويج أخواته قائلا : ” توفي والدي وعمري سبع سنوات وأخوتي ثلاثة بنات ، تركت المدرسة كي أعمل على سيارة أجرة كي أحصل على قوت يومنا ، زوجت أختي الكبيرة ، بعدما حصلت على دبلوم فني ، وأختي الوسطى تستعد الآن للزواج وهي في الصف الثاني الثانوي التجاري” .
ويضيف” كثير من سكان عزبتنا التابعة لقسم المنتزة يزوجون بناتهن دون السن القانوني ، ولدى مأذون ، فيأخذون ضمانات على العريس ويترك المأذون القسيمة عنده حتى تبلغ السن القانوني “.
ضرب وإهانة
وتقول ماجدة عدلي مدير مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف ، أن الدافع وراء إجراء المركز هذا البحث هو مطالبة جماعات الإسلام السياسي تغيير قانون سن الزواج ، وقد رأى الكثير من المشاركون أن الزواج المبكر قد ينتج عنه عواقب جسدية ونفسية وخيمة ، سواء نتيجة إرهاق الأعمال المنزلية أو العلاقة الزوجية مع صغر سن الفتاة ، فضلا عن انتهاك الحقوق في حالة الطلاق أو أثناء الزواج .
واعتبرت عدلي أن العوامل الرئيسية المؤثرة على اختيار سن الزواج هي النضج ، والمسؤولية ، والانتهاء من التعليم والاستقرار المادي والاستعداد للزواج خاصة في حالة الذكور .
وأضافت ، أنه اتضح من إجراء الدراسة إدراك المشاركين لأهمية تعليم البنات وإن لم يصلن إلى الجامعة بهدف تطورها المهني وإعالة نفسها وأسرتها .
وأشارت إلى كون العادات والتقاليد هي العامل الرئيسي وراء تزويج القاصرات من وجهة نظر البحث والتي تتفق معها عدلي وليس بسبب الأحوال الاقتصادية كما يظن الكثيرين .
وكانت عينة البحث من السيدات والفتيات قد أجمعن في نهايته على كون التعليم والعمل أهم من الزواج المبكر ، وعقبوا بأن من شروط الزواج خاصة في محافظات الصعيد الآن أن تكون الفتاة عاملة كي تساعد في المعيشة حسب قولهم .