الراي: الحماوة السياسية على حالها رغم العاصفة الثلجية

بدا لبنان وكأنه في «حال طوارئ» في ملاقاة «الزائر الابيض»… كل شيء في «إجازة» إلا السياسة، التي جعلت من العاصفة الثلجية «الطبيعية» التي تعودها اللبنانيون مع كل شتاء، اشبه بـ «عدو» يغزو الجبال وسفوحها ويتربص بالسواحل ومدنها.
فلبنان «الخائف» على الدوام اصيب بـ «فوبيا» اسمها «ألكسا»، العاصفة التي أثلجت وأمطرت على بلاد مسكونة بعواصف سياسية وأمنية جعلتها في «عراء» بلا حكومة منذ اشهر، وساحة لتفجيرات دموية.
فالهلع من «ألكسا» الذي تسبب بقفل المدارس وخواء الشوارع وبالانتشار الاعلامي الكثيف على المرتفعات، مرده الى الاختبار المأسوي للدولة في «الشتوة الاولى» قبل ايام، وانكشافها على تقصير فضائحي برز في الاتهامات «المتلفزة» بين وزيري الاشغال غازي العريضي والمال محمد الصفدي.
غير ان «ألكسا» لم تنجح في تبريد الملفات السياسية الحامية او تلك الامنية التي تهب من خلف الحدود، فاستمرت المنازلات العلنية او المكتومة على حالها ازاء الواقع الحكومي والاستحقاق الرئاسي، اضافة الى اقتراب كرة النار السورية المتدحرجة في القلمون من خطوط التماس مع التخوم اللبنانية، لا سيما في عرسال.
اوساط واسعة الاطلاع في بيروت قالت لـ «الراي» انه كلما إقترب موعد الاستحقاق الرئاسي (بين 25 مارس و25 مايو) ضاقت سبل المناورة امام الجميع، خصوصاً في ضوء إنعدام اي مبادرات داخلية او خارجية من شأنها كسر المأزق الاستقطابي الحاد في البلاد، وإجتراح تسويات من النوع الذي يحول دون الانزلاق المتمادي في القعر المفتوح.
ورغم ان رئيس البرلمان نبيه بري عاود امس التأكيد على ان «صيغة الـ 6-9-9 الحكومية هي المعقولة والمقبولة (تمنح 8 و14 اذار القدرة وبالتساوي على التعطيل»، فإن «تيار المستقبل وبلسان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة كرر رفضه لهذه الصيغة لأن سلبيتين لا تنتجان ايجابية»، متمسكاً بضرورة قيام حكومة من غير حزبيين.
ورأت الاوساط السياسية ان الاستمرار في التمترس خلف هذين الموقفين اللذين لا يلتقيان حيال الصيغة المقبولة لتشكيل الحكومة، يؤشر على استحالة قيام حكومة جديدة بتفاهم الطرفين قبل الاستحقاق الرئاسي، الامر الذي من شأنه دفع رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان الى اعتمادآخر الدواء الكي» عبر تشكيل حكومة إنتقالية متوازنة، لا سيما في حال بدا انه من المتعذر إنتخاب رئيس جديد.
غير ان دوائر مراقبة في بيروت تعتقد انه من السابق لأوانه الحكم على مسار المأزق الداخلي في لبنان لأن الاشهر القليلة الفاصلة عن الاستحقاق الرئاسي على موعد مع حراك مفصلي في المنطقة على خطي الازمة السورية والملف النووي الايراني، وسط خيار اميركي – روسي واضح في تغليب منطق الحلول في المنطقة.
ولفتت هذه الدوائر الى ان واشنطن وموسكو المتفاهمتان على إدارة ديبلوماسية للأزمات المتفجرة لن تسمحا على الأرجح في نشوء حال فراغ في لبنان لأن من شأن ذلك فتح ابواب البلاد على إضطرابات سياسية وأمنية كبيرة تعاكس إتجاهات الموقف الدولي وأولوياته.

السابق
طهران: صواريخنا قادرة على ضرب إسرائيل وإذا وافق خامنئي… فسنزيد مداها
التالي
البداية من سورية… للتقارب مع إيران