إنذار إلى العربي: لا تفكر في لمس فتاة يهودية

العرب واليهود

لم يكن الاعتداء العنصري على مسجد في بلدة باقة الغربية داخل الخط الأخضر وعلى سيارات تابعة لفلسطينيين في قرية عكبرة المحاذية لمدينة صفد، بكتابة شعارات تدعو إلى ترحيلهم وثقب إطارات سياراتهم، هذا الأسبوع، الاعتداء الأول ولا العاشر على مساجد وممتلكات عربية تنفذها مجموعة من اليهود المتطرفين تحت عنوان «جباية الثمن» و «نريد دولة يهودية نقية»، لكن الجديد في الاعتداءات الأخيرة الشعارات الجدارية في البلدات العربية واليافطات التي رفعت في جامعات إسرائيلية ضد «ذوبان الفتيات اليهوديات مع الشباب العرب»، بداعي أن الشباب العرب يتحرشون بالفتيات اليهوديات ويغرونهن بالمصادقة والمعاشرة.
وكانت هذه الذريعة لاعتداءات نفذها قبل عام يهود متطرفون ضد طلبة عرب يدرسون في الكلية الأكاديمية في صفد ناشدوا خلالها، مدعومين بالحاخام الأكبر في المدينة، السكان اليهود في المدينة عدم تأجير شقق سكنية للعرب «خوفاً على بناتنا من معاشرتهم».
وتنشط في الفترة الأخيرة منظمة «لهفاه» الدينية المتطرفة التي نصبت يافطات في ساحة إحدى الجامعات الإسرائيلية تحذر فيها العرب حتى «من التفكير باليهوديات» (بالعبرية) أو لَمْسهن (في الترجمة العربية)، وتحض كل من يملك معلومات عن مضايقات العرب للفتيات اليهوديات على التقدم بشكوى لها من خلال الاتصال برقم هاتف المنظمة.
واتصلت «الحياة» أمس بالرقم للتعرف إلى نشاط المنظمة، فجاء الرد في رسالة مسجلة: «وصلتم إلى منظمة لهفاه لمنع الذوبان في الأرض المقدسة. إذا كنتي على علاقة مع أحد الأغيار، وتحتاجين للمساعدة نحن عنوانك. وإذا كنتم تعرفون عن فتيات عالقات مع عرب وتريدون مساعدتهن لإنقاذهن من الأغيار، فنحن العنوان». كما تقترح المنظمة على المتصل أو المتصلة نصّ صلاة خاصة «لمنع الذوبان».
وتدعو المنظمة على موقعها على شبكة الإنترنت اليهود إلى إقامة خلايا تابعة للمنظمة في مختلف البلدات اليهودية «هدفها ملاحقة الشباب العرب» الذين يقيمون علاقات غرامية أو جنسية مع الفتيات اليهوديات «لأن حب إسرائيل هو أحد أسُس التوراة يفرض على اليهودي إنقاذ حياة كل إسرائيلي أو إسرائيلية معرض للخطر».
وتضيف المنظمة أن «مشكلة العلاقات بين بنات يهوديات، علمانيات ومتدينات ومتزمتات، وشباب عرب وأغيار وعمال أجانب، قائمة في كل طبقات المجتمع اليهودي وفي أنحاء البلاد بأحجام مرعبة. وحيال اتساع الظاهرة أقمنا منظمتنا لتضم تحت سقفها كل الهيئات التي تنشط من أجل إنقاذ بنات إسرائيل».
ويرى العرب في لهجة المنظمة دعوة علنية للاعتداء عليهم وعلى مقدساتهم وبلداتهم لمجرد الاشتباه بأن شباباً عرباً من البلدة يقيمون علاقات مع يهوديات. ويتهم النواب العرب في الكنيست الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس في مواجهة ظاهرة الاعتداءات التي بدأها المتطرفون اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ووسعوا نطاقها إلى داخل أراضي العام 1948، مضيفين أن المتطرفين يرون في هذا التقاعس «ضوءاً أخضر لهم للتمادي في الاعتداءات على العرب».
من جهتها ترجمت إدارة كلية صفد عنصريتها تجاه طلابها العرب بمنعهم من تزيين شجرة عيد الميلاد ليس في مبنى الكلية أو مدخل مساكن الطلبة، بل في غرفهم الشخصية.

السابق
مدرسة امجاد تطلب من التلاميذ ارسال ثياب شتوية لاجل اللاجئين
التالي
ابنة السنوسي: اطالب بمحاكمة عادلة لأبي