وأصبح للمرأة… مقهًى خاصاً: Women’s Café

أول كافيه للنسوان في الضاحية الجنوبية
مقهى يقدم خدمة لم يسبقه إليها أحد، لا في ضاحية بيروت الجنوبية، ولا في لبنان: مقهى للنساء فقط. البعض رأى أنّه "للنساء فقط" ويعزز خصوصية المرأة ويتيح لها القيام بما تعجز عنه أمام الرجل، فيما رأى آخرون أن "لا فائدة حقيقية منه"، على اعتبار أنّ المقاهي وجدت لالتقاء الجنسين.

يقع Women’s Café على اوتوستراد السيد هادي نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية. أسّسته وتديره السيّدة أمل علوش، التي شرحت لـ”جنوبية” أنّ “النساء بشكل عام في لبنان لا يشعرن بالراحة في المقاهي العامة، سواء في الجلوس براحة لفترة طويلة، أوشرب النرجيلة، إضافة الى وجود بعض التقاليد والأعراف في المجتمع التي تمنع وتقيد جلوس مجموعة من الفتيات، او جلوس الفتاة لوحدها في مكان عام كالمقهى”.

إذاً من حرج الجلوس في الاماكن المختلطة، وضرورة الالتفات الى أي حركة تقوم بها النساء، لكي لا تحسب عليها “إثماً”، من هنا جاءت  فكرة هذا المقهى الذي تعتبر علوش أنه أوجد “للنساء المتدينات أو غير المتدينات”، مكاناً ملائماً يمارسن به هواياتهن ويستمتعن مع صديقاتهن وأقاربهن: “بإمكان المرأة هنا أن تعبر عن نفسها بالأسوب الذي تريد، من غير أن تلفت أنظار الزبائن من الجنس الآخر، ما لا يجعلها عرضة للمضايقات و التعليقات المزعجة في بعض الأحيان”.

تؤكد علوش أن فريق العمل في المقهى هو من النساء فقط، إضافة الى أن أسعار الكافيه متدنية بالنسبة لغيره من المقاهي، لأنّ الطالبة الجامعية أو الفتيات الأصغر سناً، اللواتي يرتدينه، لا زلن يحصلن على مصروفهنَّ من ذويهنَّ، ويملكن مصروفاً محدداً لا يمكنهن تجاوزه، ولا تجبرهن الكافيه بالسرفيس الذي يشكل عبئاً على بعض منهن في كثير من الأحيان.

وعن ردود الفعل التي تلقتها علوش عند عرضها الفكرة على أقاربها و محيطها، وشروعها بالعمل، فقد انقسمت بين السلبي و الايجابي: “بعض الأفراد أعجبتهم الفكرة و شجعوني عليها، لكنّ البعض الآخر وضع حولها الكثير من علامات الاستفهام و لم تلقَ قبوله”.

تضيف علوش: “لكن فيما بعد، وعندما زارت النساء المعارضات للفكرة المقهى، تغيرت ردود الفعل لديهن، ليخبرنني، من خلال تواصلهن المباشر معي، عن إعجابهن بالفكرة وتأيدهن لها، لأن المرأة تشعر بالحرية التامة بالتصرف والتحدث والجلوس كما تشتهي، من دون أن تحسب لتصرفاتها ألف حساب.”

في المقهى نجد بعض الطالبات ويطالعن وينجزن دروسهن، ويقمن بالتحضير والدراسة للامتحانات. وعلى ما يبدو أنّ المقهى كلّف علوش مبالغ  كبيرة: “كنت مستعدة للدخول في هذا المشروع حتى لو خسرت، فتحقيقي لأمنيتي كان أكبر من خسارتي لو حصلت.”

وفي الختام أشارت علوش إلى أنّها تحمل أفكاراً ستسعى الى تحقيقها في المستقبل لتطوير الكافييه، ومنها: صالون تجميل في المقهى، ومحلات للثياب ولوازم النساء أيضا.ض

السابق
ميقاتي: لفصل النزاع السياسي الحاد عن ضرورة التوافق
التالي
حايك: لا خيار لنا الا بالحوار والتلاقي والتواصل