في أمّة هداها الله: إلى التفجير والتفخيخ وقطع الرؤوس

اسلام
الحمد لله فقد هدى الله سنّة العراق الذين يفجرون أنفسهم بالشيعة بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، كذلك في سوريا، فقد حلّت عليهم نعمة الهداية بعد عام من اندلاع ثورتها ضد النظام فبدأ يعينون إخوانهم على النظام بتفجير السيارات المفخخة وقطع الرؤوس تحت شعار "الله أكبر". والشيعة أيضاً في لبنان وإيران هداهم الله أتباعا، فلم يروا حرجاً في دعم هذا النظام الجائز في سوريا والعائلة الحاكمة فيه ضدّ شعبها.

“اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”.

هذا ما قاله الله في كتابه الكريم بعد أن حج الرسول (ص) حجة الوداع. ونزيد نحن الشيعة أن الآية نزلت بعد أن ولّى الرسول الإمام علي، ابن عمه وصهره، الإمام علي بن أبي طالب (ع) على المؤمنين كي يكون خليفته من بعده، ولكن كان ما كان، واختلف المسلمون بعدها، ليظهر بعد قرون المذهب الشيعي الاثني عشري الجعفري كحزب سياسي اعتراضي لا يعترف إلاّ بالشرعية الدينية والسياسية لآل البيت ممثلين بالأئمة الاثني عشر المعصومين. فيما مثّل السلطة الحاكمة بعدها المذهب الإسلامي السنّي الذي اتبعه أكثرية المسلمين في العالم وهو يرى في الخلفاء الراشدين والصحابة القدوة الحسنة دون الأخذ بعين الاعتبار الصراعات السياسية والحروب التي نشبت بين هؤلاء الصحابة.

واليوم إذ يستشري الصراع الديني السياسي في منطقتنا كلها، يلاحظ كيف أنّ شعوبنا تعود وتنبش ما مضى من أحقاد ودفائن تاريخية لتطفو بها على السطح وتسقطها على الواقع الحالي. كما يلاحظ أن التديّن والتمسّك بالمظاهر الإسلاميّة في المذاهب الإسلامية كافة عاد وانتعش، وهو في ازدياد عاماً بعد آخر. ويحمد المسلمون هدايتهم وعودتهم إلى اتباع أصول الدين الحنيف، متمسكين بتعاليم الله كما يراها كل مذهب من منظاره. وكلّ منظار يضيق أيضاً يوماً بعد يوم حتى لم يعد يرى إلاّ نفسه.

الحمد لله فقد هدى الله سنّة العراق الذين يفجرون أنفسهم بالشيعة بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، وكذلك في سوريا، فقد حلّت عليهم نعمة الهداية منذ أكثر من عام وبعد اندلاع ثورتها ضد النظام فبدأوا يعينون إخوانهم على النظام بتفجير السيارات المفخخة وقطع الرؤوس تحت شعار “الله أكبر”.

وكي لا يعتب أحد في المقابل، فأن الشيعة أيضاً في لبنان وإيران هداهم الله ، فلم يروا حرجاً في دعم النظام الجائز في سوريا والعائلة الحاكمة فيه وهم يرون  أنه أهل للمناصرة، فمضوا إلى سوريا يقاتلون مع جيش هذا النظام ضدّ شعبه الذي كان أعزلاً في البداية ثم تسلّح واستشرس وتطرّف بعد سنوات ردّاً على همجيّة القتل والتدمير التي جوبهت بها ثورته من قبل النظام البعثي.

أما في لبنان، فقد تمزّق هذا الوطن سياسياً واجتماعياً بفعل استشراء روح هذه الهداية المباركة فيه، وأصبح الشيعة والسنّة برميلي بارود على شفا انفجار، ولكن الحمد لله أن جماهير المذهبين عادت إلى دينها وأصبحت تعلم بدقائق العبادات والمعاملات في الإسلام، بحسب فتاوى المشايخ الأجلاء في المذهبين الكريمين. فتاوى يدسّ فيها السمّ بالعسل باتقان ودقّة. فمع كل فتوى حول الصلاة أو الصوم أو الحجّ والجهاد، تمرّر فتاوى وتعاليم تستهدف رفض المذهب الآخر وتكفيره، أو إقصائه وتهميشه في أحسن الأحوال.

المسلمون في وطني يحمدون الله على نعمة الهداية. لقد بدأوا يتعرّفون إلى تفاصيل دينهم ومذهبهم الحنيف، ويحتشدون في الجوامع والحسينيات والمراكز الدينية بالآلاف كي تبرز كل جماعة دينية كثرتها وقوّتها، أما اللُحمة الوطنية والاجتماعية فأصبحت في خبر كان.

إحدى بلدات جبل لبنان المختلطة، مسيحيين ومسلمين سنّة وشيعة، عمّت الهداية الدينية أرجاءها قبل سنوات فهاجر المسيحيون لأنهم الأقلية وتركوا البلدة، وبدأ يصيب الشيعة والسنّة حمى التعصب المذهبي ويتفاقم بفعل تلك الهداية المباركة. فبنى الشيعة مسجداً خاصاً بهم كي يتجنبوا الصلاة إلى جانب أخيهم السنّي الذي لم يعد يطيقوا رؤية يديه المكتفين حول جذعه. وبنى السنّة مبنى خاصاً بهم للمناسبات الدينية كي لا يضطروا إلى دخول حسينية البلدة والتفرّج على صُوَر الإمام الخميني والشعارات الحزبيه. أما الزواج المختلط بين أتباع المذهبين فأصبح في خبر كان.

غير أن المؤمنين الجدد أصبحوا يدرون جيداً معنى الحلال والحرام وكيف يتوضّأون ويصلّون صلاة سليمة خالية من كل العيوب مع وضوء طاهر للجسد، ولكن للجسد فقط!

وبما أن الهداية في وطننا باتت مقرونة بالولاء السياسي لزعيم الطائفة القبيلة فإنّ الخارج عن هذا الولاء، في أيّ من المذهبين، بات يعامل كالمارق في الدين، فينبذ من جماعته ويلتحق في الركب الآخر.

عمَّت الهداية والحمد لله… ربنا أجرنا من شرّ هذه الهداية!

السابق
أوباما: لا نريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية وكل الخيارات متاحة امامنا
التالي
الداخلية الالمانية تعلن إرتفاع عدد اللاجئين السوريين بالبلاد بنسبة 28%