المدافع عن مساجين ثورتها: مصر إلى حرب أهلية

مصر
الوضع في مصر غير مستقر، الأمن متدهور، الاقتصاد يشهد تراجعاً شديداً. الفئات الشعبية تواجه مأزقا في مختلف جوانب الحياة، ونسير نحو حرب أهلية"، هذا ما يقوله لـ"جنوبية" رئيس "جمعية الدفاع عن المساجين" بعد ثورة يناير 2011، المحامي محمد زارع، أحد صانعي الثورة والمدافعين عنها.

محمد زارع هو رئيس جمعية الدفاع عن المساجين في مصر. هو أحد الذين شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، وممن سكنوا في ميدان التحرير لأشهر كثائر. يخبرنا أنّه في 30 يونيو “تخلصنا من محمد مرسي الذي مثّل حكم طاغية كان يمكن أن يستمر عقودا من الزمن، وكان يمكن أن يدمر مؤسسات الدولة المصرية، لكن من استولى على السلطة، أي العسكريون، لا يقلّ عداءً للناس عن مرسي”. ويضيف زارع: “العسكر يحاول أن يستعيد ما فقده من دور سلطوي أيام حسني مبارك، على مدى 30 عاماً كان رأس السلطة يخصم من دور الجيش لمصلحة أمن الدولة ووزارة الداخلية، إنه صراع فوقي بين أطراف السلطة، والناس لا علاقة لهم بالموضوع”.

يتذكر زارع ما فعله الحكم السابق في مصر فيوضح: “كان حكم مبارك يستخدم الطائفية ليتمكن من السيطرة على الجميع، كان يوهم المسيحيين أنه الطرف الوحيد الذي يمكن أن يحميهم وأنه حامي الأقليات كلّها، الى ان افتضح دور وزير الداخلية السابق حبيب العدل بتفجير كنيسة القديسيين قبل الثورة بشهر”.

ويزيد: “عاش الشعب المصري 30 عاماً في ظل قانون الطوارئ، تصور كيف عاش 80 مليون شخص تحت قانون الطوارئ، الذي استخدم فزاعة تارة بسبب الحرب مع إسرائيل وأحياناً للقضاء على الإرهاب وحيناً لمواجهة تجار العملة وحيناً آخر بسبب حرب العراق. لكن الحكم لم ينجح في معالجة هذه المشكلات التي طرحها، نجح في قمع الشعب المصري. وفي هذه المرحلة تعاظم دور أمن الدولة وصار هو القوة الفاعلة. إما الأحزاب الأخرى فإن أحداً منها لم يطرح مسألة وصوله للسلطة، كانت الأحزاب تكتفي بالحصول على مقعدين أو ثلاثة في مجلس الشعب”.

عن التيارات الإسلامية يشير زارع إلى ثلاثة: “الأول، الإخوان المسلمين الذين كانوا يطرحون مسألة وصولهم إلى السلطة عبر الانتخابات. والثاني، الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تستخدم العنف للوصول إلى أهدافها. والثالث، التيار السلفي الذي رعته السلطة ويدعو إلى استخدام الجامع للوصول الى السلطة”.

ويضيف: “لكن كلهم سعوا إلى بناء دولة إسلامية”. وعن قوة الإخوان يوضح: “لدى الإخوان نحو 200 ألف شابا مستعدّين للتحرك مع نحو مليون نصير لهم”. ويعود زارع إلى ما قبل 25 يناير ليقول: “خرج الشعب المصري لأن أكثر من 50 % منهم تحت خطر الفقر، المنازل غير صحية، المياه ملوّثة، لا مستشفيات كافية، أعداد كبيرة من مواطني الريف لا يملكون شهادات ميلاد، وقدم الشعب أكثر من 1000 قتيل وعشرة آلاف أصيبوا بعاهات دائمة خلال الثورة”. ويضيف: “وبعد وصول مرسي إلى الحكم، لم يحاسب الحكم السابق على جرائمه، مبارك يحاكم الآن على جرائم تافهة، معظم رجال الحكم السابق نال براءة ذمة”.

ويكمل: “رحل مبارك، وتحالف الإسلاميون مع العسكر، واستخدموا شعارات طائفية في الاستفتاءات مثل: تقول نعم إرضاء لله ورسوله. وفي هذه المرحلة خطابات مرسي كلّها كانت غير متسامحة. واليوم كان الخيار بين مشروع ظلامي أو حكم ديكتاتوري. خلال حكم مرسي كان الوضع أبشع من أيام مبارك. خلال عام لسيطرة الإسلاميين على الحكم تضاعفت ثروتهم، استولوا على 14 ألف وظيفة في القطاع العام، سيطروا على الأندية والجمعيات. وإعلامهم كان عبارة عن خطاب متكبّر ومتعجرف. والآن صاروا مطاردين”.

ويرى زارع أن المشكلات التي واجهها حكم مرسي مثل الوقود والغاز والصحين هي مشكلات مدبّرة من قبل العسكر من أجل انضاج الظروف للإطاحة به.

وعن الوضع الحالي يشير زارع إلى أنّ الشارع المصري “منقسم على نفسه: فريق مع الإسلاميين الذين يخرّبون البلد يومياً ويقطعون الطرق ويحرقون المؤسسات، وفريق مع النظام العسكري، والمجتمع المدني غائب والأحزاب المدنية الليبرالية لا أثر لها”.

ويرى زارع أن الوضع المصري يسير نحو نفق مظلم: “ننزلق إلى حرب أهلية ستؤدي إلى تدمير مصر”.

السابق
لن يرافق سليمان أي وفد رسميّ الى الرياض
التالي
للفنانين والفنانات: شهر الزواج.. والخيانة