انتخابات AUB: تسعير المذهبية.. والعلمانيون طائفة جديدة

انتخابات الاميركية
انتهت المرحلة الأولى من انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت بمواكب سيّارة جالت شوارع الحمرا وسط هتافات يهدي عبرها الفائزون نصرهم الى زعمائهم. لكن ما هي أسرار وخفايا الانتخابات الطالبية الأهمّ في لبنان، وهل بات "العلمانيون" طائفة أو مذهبا جديدا؟

انتهت الانتخابات الطالبية في الجامعة الأميركية ببيروت الثلاثاء الفائت بفوز تحالف 8 آذار و”التيار الوطني الحرّ” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” في مواجهة تحالف “تيار المستقبل” والقوات اللبنانية” في 4 كليات من أصل 6.

عكست خارطة التحالفات هذه المشهد السياسي، ومن ضمنه تحالف “الحزب التقدمي الاشتراكي” مع “التيار الوطني الحر” وحلفائه في ظل هذا الانقسام العامودي بين الفريقين. حاول عدد من المستقلين إثبات ثقلهم الانتخابي ومن بينهم “النادي العلماني”، الذي حصد 3 مقاعد في الحكومة الطالبية، في حين كان تمثيله في السنة الماضية يقتصر على مقعد واحد. رغم ذلك تراجع عدد المستقلين قليلاً مقارنة بالحزبيين، عما كانه في السنوات الفائتة. و”النادي العلماني” هو النادي الوحيد المستقل سياسيا الذي شارك في الانتخابات في ظل مقاطعة جمعية “بلا حدود” هذا العام. هي التي كانت من أبرز المستقلّين في العقد الأخير داخل الجامعة.

 رغم تفوّق الطلاّب على نواب الأمة الذين هربوا من الاستحقاق الانتخابي مفضلين التمديد، إلاّ أن هذه الانتخابات كانت ولا تزال مرآة تعكس المشهد السياسي العام في البلد حيث “غابت قضايا الطلاّب وحضرت الزعامات من خلال الهتافات التي كانت تسمع”، على حدِّ قول أحد أساتذة كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة في حديث لـ”جنوبية”.

يروي الطالب محسن الأمين، المنتمي إلى “النادي العلماني”، أنّ “الأحزاب تقوم عشية الانتخابات بالاتصال بالطلاّب للضغط عليهم واللعب على الوتر الطائفي والمذهبي لتجييشهم وحثّهم على المشاركة”.

ويضيف الأمين قائلاً لـ”جنوبية”: “الأحزاب لم تعد تقدّم نفسها على أساس برنامج انتخابي يسلّط الضوء على هواجس وقضايا الطلاّب بل تكتفي بعرض صُوَر للمرشحين وللإنجازات التي قامت بها، وغالباً ما تكون حفلات ترفيهية”، ويتابع: “وذلك خلافا للنادي العلماني الذي ينظم نشاطات ثقافية حيوية تتناول القضايا المطروحة على الساحة كمسألة الربيع العربي”.

ويتابع “من المعلوم ان النادي العلماني يشترط على مرشحه لرئاسة الحكومة ان يكون ناشطا وفاعلا والا يصوت الى جانب أيّ مصالح شخصية أو فئوية”.

ويقول طالب آخر رفض نشر اسمه: “العديد من المرشحين يقدمون أنفسهم على أنهم مستقلّين ويتبين لاحقاً من خلال ممارساتهم أنهم يعملون لصالح حزب معين لكنّهم تخفّوا في ثياب المستقلّ طمعا في أصوات المتردّدين والوسطيين”.

اللافت هذا العام أن صناديق الاقتراع لم تشهد زخماً طلابياً كما في السنوات السابقة، إذ تراجعت نسبة الإقبال 50% عما كانته السنة الماضية، ما يعكس يأس بعض الطلاّب من محدودية العمل الطلاّبي.

كالعادة لعب “التقدمي الاشتراكي” دور بيضة القبّان وساهملا في فوز لائحة 8 آذار، إلاّ أن زعيم الحزب وليد جنبلاط في برنامج “كلام الناس” قال: “تُركَ الخيار للطلاّب في تحديد تحالفاتهم لأن النتائج لا تقدّم ولا تؤخّر في ظل الواقع السياسي والانقسام الحاصل”. والنتائج النهائية أعطت 8 مقاعد لقوى 8 آذار و6 لـ14 آذار و3 للنادي العلماني، وبقي مستقل واحد قد يفوز برئاسة الحكومة ليصير نائب رئيس الجامعة الأميركية، أو أنّ الطرفين، 8 و14 آذار، سيعملان على استمالة “النادي العلماني” للفوز برئاسة الحكومة.

ما يخيف في النتائج هو تحوّل العلمانيين الى “طائفة” جديدة تنتخب مرشّحيها، فيما “المستقلّون” الذين كانوا “يحسمون” في العادة غابوا هذا العام لتحضر بدلا منهم المذهبية العارية: “انتخبني لأنّي شيعي” و”انتخبني لأنّي درزي” و”انتخبني لأنّي مسيحي” و”انتخبني لأنّي سنّي”.

السابق
الحياة: سفير ايران يشترط رزمة واحدة لانسحاب حزب الله من سوريا
التالي
تمنيات مُناهِضي السعودية لا تناسب أميركا