الشرق: 14 اذار على موقفها و 8 اذار تنتظر عودة سلام من باريس

كتبت “الشرق ” تقول: الوضع الداخلي اللبناني على حاله، ولم يسجل اي خرق ايجابي على محاور الملفات العالقة، وابرزها الملف الحكومي، في ظل التأثر المستحكم بالاوضاع الاقليمية وتداعياتها السلبية على المسرح اللبناني. وقد شهد الامن الطرابلسي انتكاسة بعد ظهر امس على محور التبانة – جبل محسن، اسقطت الهدنة التي فرضها انتشار الجيش وان نسبيا، فيما استعادت ارض عكار جثامين 34 لبنانيا من ضحايا عبارة الموت الاندونيسية لتحتضنهم في مثواهم الاخير.
وانشغل المسؤولون في مواكبة عودة الجثامين 34 الى مطار بيروت على متن طائرة مستأجرة من الحكومة اللبنانية وكان في انتظارها ممثلون عن الرؤساء وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات الحزبية وفاعليات عكار، ونقلت لاحقا في سيارات اسعاف الى عكار حيث اقيمت عليها الصلاة في قبعيت ومجدلا وبرقايل وفنيدق بمشاركة عائلات الضحايا على ان تنقل الى مدافن القرى لتوارى الثرى.
وبالعودة الى امن طرابلس فاهتز مجددا مع تسجيل اطلاق نار كثيف واشتباكات بالاسلحة الرشاشة على كل محاور القتال التقليدية وفي شارع سوريا ما ادى الى سقوط جريح حالته حرجة، ورد الجيش على مصادر النيران ونفذ مداهمات لتوقيف المسلحين. واكدت مصادر امنية ان الاجهزة الامنية لن تسمح بعودة الوضع في طرابلس الى الوراء وستنفذ الخطة الامنية الموضوعة للمدينة لقطع الطريق على العابثين بأمنها وامن المدنيين العزل.
وحكوميا، لم يطرأ اي جديد في غياب الرئيس المكلف تمام سلام الموجود في باريس حيث اجتمع الى الرئيس سعد الحريري واعلان قوى 14 اذار رفض صيغة الـ9-9-6 التي دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى تبنيها، وتمسكها بـ”الاعلانين”، اعلان بعبدا واعلان حزب الله سحب مقاتليه من سوريا للقبول بالمشاركة في الحكومة الجامعة، اذ من غير المقبول بحسب اوساط 14 اذار ان نشارك في حكومة تلتزم سياسة النأي بالنفس ومكونات اساسية فيها تخرقها.
في المقابل، نقلت “وكالة الانباء المركزية” عن مصادر في قوى 8 اذار “ان بعض قوى 14 آذار ابلغ عبر قنوات مشتركة، قوى 8 آذار موافقته الضمنية على صيغة الـ9-9-6 بينما بقي تيار المستقبل على رفضه وزاد هذا الرفض والتصلب بعد الزيارات المتلاحقة لقيادات تيار المستقبل واجتماعاتها مع الرئيس سعد الحريري في باريس وانسجاماً مع رغبة السعودية الامساك الكامل بالورقة الداخلية اللبنانية وتعطيلها”. واوضحت المصادر ان وفداً من 8 آذار ينتظر عودة الرئيس المكلف من الخارج للقائه والتباحث معه في المعطيات الجديدة على رغم اعتقادها ان لا حكومة قبل وضوح مصير جنيف 2 .
من جهة ثانية، اعتبرت المصادر ان كل ما يحكى عن استدارة كاملة للنائب وليد جنبلاط من الازمة السورية مبالغ فيه، لكنها اشارت الى ارتياحها للتقارب الذي يجريه مع اكثر من حزب لبناني وفلسطيني ويساري حليف لها. ولفتت الى ان العلاقة ممتازة بين جنبلاط وحزب الله والتواصل مستمر عبر لجنة مشتركة بين الجانبين تجتمع دورياً وكلما دعت الحاجة، نافية في المقابل وجود اي توجه لعقد لقاء قيادي رفيع بين الجانبين.
على خط آخر، وصل الى بيروت مساء امس المبعوث الاممي لسوريا الاخضر الابراهيمي مع الوفد المرافق في طريق عودته من سوريا على ان يجتمع ظهر اليوم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ويعقد لقاءات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي تتناول الاوضاع الاقليمية وازمة سوريا وامكانات عقد مؤتمر جنيف 2 والظروف المحيطة ودور لبنان فيه كبلد معني بالقضية مباشرة ان من خلال النزوح السوري الى اراضيه او الوضع الامني الحدودي.
من جهة ثانية، وفي اعقاب عودة رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة من باريس حيث اجتمع مع الرئيس الحريري وتشاورا في ملفات الساعة وفي مقدمها تشكيل الحكومة زار السنيورة والنائب بهية الحريري ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ورئيس بلديتها محمد السعودي قصر بعبدا وعرضوا ورئيس الجمهورية ميشال سليمان الاجراءات المتخذة في شأن حوادث عبرا.
وذكرت اوساط السنيورة لـ”المركزية” ان موعد اللقاء مطلوب منذ نحو أسبوع وليس مرتبطا بلقاء باريس بل بملف حوادث عبرا في ضوء ما وصفته ببعض التجاوزات الامنية وعدم وضع اطار حل لقضية المعتقلين الذين اوقفوا ابان الاشتباكات من بين المواطنين او ممن ظنت الاجهزة الامنية انهم من جماعة احمد الاسير وثبت عكس ذلك.
في غضون ذلك، وضمن سياسة الانفتاح على القوى الداخلية التي اقرها في خلوة 11 تشرين في دير القلعة، يمضي المسؤولون في التيار الوطني الحر في فتح قنوات التواصل مع الاطراف المعنية لا سيما الاحزاب المنضوية في قوى 14 اذار، تيار المستقبل والقوات والكتائب. واشارت مصادر في التيار الى ان الاسبوع الحالي لن يشهد لقاءات من هذا النوع ويتوقع ان تبدأ اعتبارا من الاسبوع المقبل بعدما طلب المولجون بالملف مواعيد من هذه الاحزاب ينتظرون الرد عليها، متوقعة ان يعقد اللقاء الاول مع تيار المستقبل بعدما عاد الرئيس السنيورة من الخارج.

السابق
المستقبل: ضحايا العبّارة الأندونيسية يعودون في رحلتهم الأخيرة إلى الشمال
التالي
الأخبار: رسالة أمنية لاستخبارات الجيش في البقاع