الشرق: السيارات المفخخة تشغل لبنان… ولكن لا مخاوف

كتبت “الشرق ” تقول: بعد الإنجاز الوطني الذي حققته الدولة بالإفراج عن اللبنانيين التسعة في أعزاز، يأمل اللبنانيون إقفال كل ملفات الخطف والإعتقال العالقة منذ عقود، ووضع حد لمعاناة شريحة واسعة من اللبنانيين بلغت حد اليأس، خصوصاً هؤلاء الذين لايزال أبناؤهم وأقرباء لهم في المعتقلات السورية.
واذا كانت قضية “اعزاز” طوت آخر صفحاتها بعودة “الزوار” سالمين الى ديارهم، فان علامات استفهام واسعة ارتسمت في ثنايا المفاوضات التي دفعت بالملف الى خواتيمه السعيدة، ولا سيما في الجزء المتصل بعدم اتمام “الصفقة” من الجانب السوري، اي تسليم السجينات اللواتي وردت اسماؤهن على لائحة مطالب المعارضة كشرط اساسي للافراج عن المخطوفين. وفي حين ترددت معلومات عن شروط وضعها النظام السوري مقابل اطلاق المعتقلات لديه، بعدما تم فصل القضيتين بدخول جهات اقليمية وربما دولية على خط توفير مناخات الافراج عن مخطوفي اعزاز، لم تستبعد مصادر ديبلوماسية ان تكون رياح التقارب الاميركي ? الايراني لفحت الملف من زاوية الحث على تقديم تنازلات من شأنها الدفع في اتجاه انضاج ظروف هذا التقارب بالكامل بما يخلف انعكاسات انفراجية واسعة على المستويين الدولي والاقليمي.
ورحبت مصادر سياسية في قوى 14 اذار بالافراج عن المخطوفين، الا انها توقفت، حسب ما نقلته “وكالة الأنباء المركزية” باستغراب عند خطوة القضاء المتمثلة بالموافقة على تخلية سبيل الموقوفين الثلاثة في قضية خطف الطيارين التركيين في مقابل كفالة مالية مقدارها 500 الف ليرة لكل منهم، وقالت: مع تسليمنا الكامل بأحقية قضية اهالي المخطوفين واندفاعهم اللامحدود لاعادة اهلهم واحبائهم الى ديارهم سالمين، الا ان تعاطي الدولة مع ملف الخطف يبدو بلغ مبلغا من التهاون بات يشكل حافزا لكل صاحب قضية لحذو حذو الخاطفين والتعامل على اساس مبدأ “العين بالعين والسن بالسن” لتحصيل اي مكسب استنادا الى منطق السلاح والقوة ودولة الدويلة التي تبدو اثبتت فاعليتها وتفوقت على الدولة وقدراتها.
وليس بعيدا من الملفات الامنية، رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا اجتماعا امنيا ضم قادة الاجهزة وتم في خلاله عرض للوضع الامني في البلاد والبحث في كيفية تحسين اداء اجهزة المخابرات والمعلومات المتنوعة وتفعيل آليات التنسيق في ما بينها واقتراح خطط التكامل في التعاون وتبادل المعلومات مستقبلا لتحسين الاداء على مستوى الامن القومي.
وفي السياق، انشغل اللبنانيون بالمعلومات المسربة من وثيقة امنية تحدثت عن دخول 4 سيارات مفخخة الى لبنان، عمم الامن العام مواصفاتها على كل الاجهزة الامنية لملاحقتها وتوقيفها، الا ان وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل طمأن اللبنانيين الى ضرورة عدم الخوف باعتبار ان الاجهزة تلاحق السيارات المشار اليها مقراً بصحة المعلومات في شأنها.
سياسيا، بقي الجمود مسيطرا على الوضع عموماً خصوصا الملف الحكومي في ضوء الوعكة الصحية التي ألمت بالرئيس المكلف تمام سلام الذي غادر المستشفى اليوم، في ما تتوجه الانظار الى المجلس النيابي الذي سيجدد اليوم لهيئة مكتبه ويعيد انتخاب لجانه على قاعدة ابقاء القديم على قدمه، الا ان المراقبين يتطلعون الى الاجتماعات المرتقب ان تعقد على هامش الجلسة بين اعضاء الكتل النيابية والرؤساء لا سيما رئيس المجلس نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة المرجح ان يلتقيا للمرة الثالثة بعد لقائهما الثاني ايوم السبت اضافة الى الرئيس نجيب ميقاتي الذي زار امس قصر بعبدا. اما الجلسة التشريعية فلا يبدو مصيرها افضل من سابقاتها باعتبار ان جدول الاعمال هو نفسه ومواقف الكتل النيابية على حالها، الا اذا تمكنت اجتماعات غد الهامشية من احداث خرق نوعي يفرج أسر العمل التشريعي، علما ان ازالة عقبة العقد الاستثنائي للمجلس ازيلت مع بدء العقد العادي لكن عقبتي جدول الاعمال وحكومة تصريف الاعمال ما زالتا ماثلتين بما يرفع حظوظ ابقاء المعادلة المتحكمة بالوضع المجلسي على حالها الى أعلى مستوى.
الى ذلك، بقي اللقاء الثاني الذي جمع الرئيس بري والرئيس فؤاد السنيورة في دائرة المتابعة نسبة لايجابيته وما اتسم به من ود وصراحة وقد تطرق الى الملفات الداخلية كافة من الحوار الى الحكومة الى جلسة انتخاب رؤساء اللجان ومقرريها والجلسة التشريعية يوم غد الاربعاء. الى “ان تصريحات الرئيسين بري والسنيورة الاعلامية تعبر بدقة عما يجري من احاديث وكل ما يصرح به تم التوافق عليه بينهما لاطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري”.
وعن مصير مبادرة الرئيس بري الحوارية التي تنتظر موافقة تيار المستقبل وفريق 14 آذار، اكدت ان الرئيس السنيورة ابلغ الرئيس بري انه ما زال يتفاهم مع حلفائه وان لا اجوبة نهائية بعد، واشارت المصادر الى ان للحديث صلة، واتفق الرجلان على تكثيف اللقاءات للوصول الى نتائج ايجابية. ولفتت الى ان اللقاء بين الطرفين صباح اليوم على هامش جلسة انتخاب اللجان طبيعي ومطلوب وسيلتقي الرئيس بري مع الكتل ورؤسائها.
وفي ما خص جلسة مجلس النواب التشريعية العامة غدا، اوضحت المصادر ان “مصيرها مرهون بالمشاورات التي ستجري اليوم وبعد ذلك لكل حادث حديث”.

السابق
اللواء: إهتزاز أمن طرابلس وقذائف على الهرمل
التالي
الأخبار: 14 آذار تحدّد موقفها من التشريعيّة بعد لقاء بري