سوريا تضرب الجنوب: الزيتون للنازحين هذا العام

قطف الزيتون
خبر غير معلن في جنوب لبنان، تأكّد فوز العمال السوريين في مناقصة جني محصول الزيتون، متغلّبين، بشكل شبه تامّ، على العمال اللبنانيين. فقد فرضوا معادلة جديدة في السوق ضمنت لهم الاستمرار في احتكار هذا العمل الشاق والمربح.

خبر غير معلن في جنوب لبنان، تأكّد فوز العمال السوريين في مناقصة جني محصول الزيتون، متغلّبين، بشكل شبه تامّ، على العمال اللبنانيين. فقد فرضوا معادلة جديدة في السوق ضمنت لهم الاستمرار في احتكار هذا العمل الشاق والمربح.

كانت الاتفاقيه التي سادت في السنوات السابقه بين صاحب كرم الزيتون والعمّال تقوم على تقاسم المحصول بالتساوي بينهما. أي ان العمال يأخذون نصف الجنى، وصاحب الأرض النصف الآخر. وكان ذلك الاتفاق يسمح بالتنافس العادل بين العمال السوريين ونظرائهم من اللبنانيين. غير ان المعادلة الجديدة القائمة على “الكيل” وتسعير “مدّ الزيتون” بعد فرطه بـ 5000 ليرة، أطاحت بأمال العمال اللبنانيين نهائيا بسبب التسعير البخس والمجحف بحقهم، على ما يقولون. التسعير الذي لن يفوته أصحاب الأرض لأنه سيزيد من أرباحهم بكل تأكيد.

هذا وقد كان يشكو أصحاب كروم الزيتون سابقا من ان موسم الزيتون في السنوات الأخيرة لم يعد يدرّ عليهم الأرباح المأمولة بسبب التكاليف العالية. ان كان من ناحية الاعتناء بالشجر، من تشحيله وتسميده الى فلاحة الأرض، أو من ناحية التكاليف الباهظة التي يدفعونها للعمال عند جني المحصول. فجاءت تلك المعادلة الجديدة لتريحهم وتضمن، في المقابل، للعمال السوريين احتكار الموسم بشكل كامل. لم يخطر ببال الفلاح أحمد ياسين، ان ابن بلدته عباس، الذي يملك كرم زيتون في بلدة خربة سلم، وكان يضمن موسمه كل عام، انّ عباس سوف يفضّل عمالا سوريين هذا العام، ويختارهم بدلا منه لهذا العمل.

يتحدّث أحمد عن “الدنيا الغرارة”، و”المصالح التي تتقدّم على الصحبة والقرابة”، ويقول: “نحن اللبنانيون لا نستطيع منافسة السوريين في هذا العمل، حتى ان البعض منهم يكتفي باشغال سكن لمدّة عام له ولأسرته في غرفة حقيرة ويجني مقابل ذلك محصول الزيتون مجانا لصاحب هذه الغرفه دون مقابل ماليّ”.

الزيت والزيتون “بركة” جنوب لبنان. لكنه هذا العام لن يكون بركة على عماله الفقراء الذين كانوا ينتظرون الموسم ليحصّلوا “القرشين” اياهما. أخذه السوريون من دروبهم بمعادلة جديدة “قاهرة”، لكنها قاهرة لهم أيضا، هم العمال الذي رضيوا بتبخيس تعبهم كي لا يعانون الذلّ وكي لا يشحذوا رغيف الخبز المرّ بعيدا عن وطنهم المدمّر الذبيح.

السابق
أمسية شعرية في برج الشمالي
التالي
ميلا تتخلى عن نانسي عجرم