في ظل تبدل المعطيات الداخلية والخارجية: هل تغير قوى 14 اذار رؤيتها الحكومية؟

منذ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتكليف النائب تمام سلام تشكيل حكومة جديدة ، طرح تيار المستقبل وقوى 14 اذار عددا من المواقف والشروط بشأن تشكيل الحكومة ، ومنها تشكيل حكومة حيادية او حكومة تكنوقراط او حكومة غير سياسية ، كما تم الاعتراض على مشاركة حزب الله في الحكومة بسبب مشاركته في الصراع في سوريا، اضافة لرفض العودة الى صيغة”الشعب والجيش والمقاومة” في البيان الوزاري والدعوة للالتزام ب”بيان بعبدا ” الداعي لحياد لبنان وابتعاده عن صراعات المنطقة.وكان من المفترض ان تكون الحكومة السلامية حكومة انتخابات بحيث تشرف على اجراء الانتخابات التي كانت مقررة في شهر حزيران الماضي، لكن تأجيل الانتخابات بعد التمديد لمجلس النواب ادى الى تغيير دور الحكومة وطبيعتها.وكان الرئيس العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلفة تمام سلام ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزب الكتائب يدعون لتشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة مصلحة وطنية واشراك جميع الاطراف مع عدم اشراك الشخصيات الاستفزازية او الحزبية الفاقعة وطرحت صيغة (8-8-8) بحيث توزع الحقائب بشكل متساوي بين قوى 8و 14 اذار والقوى الوسطية(الرئيس سليمان ورئيس الحكومة وجنبلاط)، كما طرحت فكرة المداورة بالحقائب وعدم ابقاء حقيبتي الاتصالات والنفط بيد التيار العوني مع احتمال تغيير وزارتي الخارجية والصحة من حركة امل.اما قوى 8 اذار فقد طالبت بتشكيل حكومة وفقا لتوزع القوى النيابية او ابقاء الثلث الضامن بيدها اضافة لرفض المداورة بالحقائب واشراك الحزبيين وابقاء صيغة “الشعب والجيش والمقاومة” وعدم الالتزام المسبق ب”بيان بعبدا”.

وكانت قوى 14 اذار تستند بمواقفها على دعم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والنائب جنبلاط مع بعض التمايز في المواقف ، اضافة لبعض العوامل الخارجية ومنها الحملة على حزب الله واحتمال تبدل الاوضاع في سوريا وما يجري في المنطقة من صراعات قاسية ضد المحور السوري- الايراني الداعم لحزب الله. لكن منذ تكليف النائب تمام سلام وحتى اليوم تغيرت الكثير من المعطيات الداخلية والخارجية لكن قوى 14 اذار لا تزال متمسكة بمواقفها بشان تشكيل الحكومة مع بعض التغييرات التفصيلية. فهل ستظل قوى 14 اذار على مواقفها لحين موعد الانتخابات الرئاسية وبقاء حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي؟ وما هي خيارات قوى 14 اذار في ظل تغير الاوضاع الداخلية والخارجية وخصوصا موقف الاستاذ وليد جنبلاط الداعي لتشكيل حكومة (9-9-6) اي اعطاء الثلث الضامن لقوى 8 اذار، اضافة لتغير الاوضاع في سوريا والمنطقة؟

تبدل المعطيات

من الواضح ان الوضع اللبناني والوضع في المنطقة يشهدان تغييرات جذرية فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومعه حزب الكتائب اصبحا يدعوان لتشكيل حكومة وحدة وطنية وسياسية مع اشراك الحزبيين كما دعا جبلاط لصيغة جديدة (9-9-6) اي اعطاء قوى 8اذار الثلث الضامن ولم يعد هناك تركيز على الالتزام المسبق ببيان بعبدا مع الدعوة للمشاركة في الحوار قبل تشكيل الحكومة وعدم انتظار التطورات في سوريا والمنطقة. اما على الصعيد الخارجي فقد حصلت تطورات عديدة بعد تراجع خيار الحرب على سوريا والاتفاق الروسي-الامريكي والعودة للدعوة لمؤتمر جنيف -2 دون استقالة الرئيس بشار الاسد ، ويضاف لذلك بدء التواصل الايراني-الاميركي وتراجع دور السعودية في المنطقة. اذن فان الرهان على الوضع السوري او تطورات المنطقة لم يعد مفيدا ،كما ان الاوضاع الداخلية اصبحت اكثر ضغطا على قوى 14 اذار في ظل تغير المواقف واقتراب موعد استحقاق الانتخابات الرئاسية وضعوط الوضع الداخلي.

موقف قوى 14″ اذار”

لكن رغم تغير المعطيات الداخلية والخارجية ،فان موقف قوى “14 اذار” حول تشكيل الحكومة لا يزال على حاله حسب مصادر مطلعة على اجواء هذه القوى.وتشير هذه المصادر ” ان قوى 14 اذار تفضل بقاء حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي وترفض تشكيل حكومة جديدة تضم حزب الله وتعطي قوى 8 اذار الثلث المعطل او الضامن وهي تريد قيام الحزب بالانسحاب من سوريا والالتزام ب”بيان بعبدا” قبل تشكيل الحكومة ، اضافة لبقية الشروط المعلنة، مما يعني ان الوضع الحكومي سبيقى على حاله بانتظار حصول تطورات جديدة داخلية او خارجية تقنع قوى 14 اذار بان تشكيل حكومة جديدة افضل لها من بقاء الحكومة الحالية ختى لو اضطرت للقبول بشروط حزب الله وقوى 8 اذار، لان بقاء الاوضاع على ما هي عليه اليوم وحتى موعد الانتخابات الرئاسية سيدخل البلاد في الفراغ الكبير وهذا ليس من مصلحة قوى 14 اذار ، لان الاوضاع المقبلة خارجيا وداخليا لن تتجه لصالح هذه القوى والوقت ليس لصالحها، بل ان هذه القوى قد تضطر للقبول بشروط جديدة تطرحها قوى 8 اذار او سيشهد لبنان المزيد من الضغوط والتطورات السلبية بعكس ما تخطط له قوى 14 اذار.

السابق
شيعي شيوعي وطفولة الحرب السعيدة
التالي
لجنة الدفاع عن الاسرى سلمت الصليب الاحمر الدولي مذكرة تطالبه بالتحرك الفوري