اللواء: السياسة الأميركية الشرق أوسطية ما تزال تحت وطأة العامل الإسرائيلي

كتبت “اللواء”تقول، يشي الحراك السياسي الخجول بشأن تأليف الحكومة أننا دخلنا غرفة الانتظار إلى حين تتوضح معالم المرحلة في المنطقة في ضوء ما طرأ من تطورات ومتغيّرات على خط العلاقات الإقليمية والدولية التي كانت حتى وقت قصير تحت وطأة الاحتقان والانقطاع بشكل أثّر سلباً على الكثير من الملفات المفتوحة على مساحة الشرق الأوسط.

وإذا كان البعض يعلّق آمالاً جمّة على التقارب الأميركي – الإيراني الذي انطلق من أروقة الأمم المتحدة، وكذلك على برودة الأجواء بين طهران والرياض كمدخل لفكفكة العقد التي تعترض سبيل ولادة الحكومة وبالتالي نقل الوضع السياسي اللبناني من دائرة الاحتقان إلى نوع من الاسترخاء، فإن مصادر وزارية تدعو إلى عدم الافراط بالتفاؤل، مع اعترافها بأن مثل هذا التقارب والتفاهم من شأنه أن يفيد لبنان ويساعده على ترتيب وضعه الداخلي، عازية سبب ذلك إلى العديد من الملفات في المنطقة التي تحتاج الى الكثير من الحوار لكي تنضج، وأن الأمور لا يمكن أن تحل بكبسة زر، أي مجرد حصول لقاء بين هذا أو ذاك من المؤثرين الفعليين بملفات المنطقة، حيث أن بعض الدول في المنطقة تخاف أن يأتي هذا التقارب على حسابها وهي تفضل التروي وتمحيص ما يجري بدقة قبل الاقدام على أية خطوة لا تأتي في صالحها.

وتلفت المصادر النظر إلى أن العامل الاسرائيلي ما يزال مؤثراً في السياسة الأميركية الشرق أوسطية وبالتالي علينا الانتظار إلى ما ستؤول إليه تطورات التقارب الأميركي – الإيراني في ظل الحرد الاسرائيلي الذي عبّر عنه صراحة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي حصر جدول أعمال زيارته الى واشنطن بهذا الملف الطارئ، كما أن لقاء القمة بين الملك عبد الله والرئيس الإيراني لم يُحسم بعد، خصوصاً وأن نائب وزير خارجية إيران أعلن أن الرئيس روحاني لا ينوي التوجه الى مكة لأداء فريضة الحج هذا العام، هذين العاملين يحتمان على اللبنانيين عدم الافراط في التفاؤل وانتظار اتجاه الريح على المستويين الاقليمي والدولي في هذه المرحلة التي تتسم بالضبابية.

وتقول المصادر صحيح أن ما حصل في نيويورك خلق مناخات إيجابية جديدة، غير أن ترجمة ذلك يحتاج إلى وقت لكي يتبلور بصيغة تفاهمات على مستوى المنطقة، سيّما وأن الملفات معقدة ومتشعبة وتحتاج مقاربتها إلى الكثير من الروية.
وتُعرب المصادر عن اعتقادها أنه ما دامت عملية الاقلاع الجديدة لم تبدأ بعد فعلياً على خط معالجة الملفات الحارة في المنطقة، فإن الوضع اللبناني بكافة مندرجاته سيبقى على حاله، بمعنى أن لا تأليف للحكومة، ولا معالجات للملفات الأخرى، والاهتزازات الأمنية المتنقلة ستستمر.

وتؤكد المصادر أن ما يتم تداوله من صيغ وأفكار حول تأليف الحكومة لا يخرج عن إطار محاولة تعبئة الوقت الضائع، لأن جميع المعنيين بهذا الملف يدركون جيداً بأننا محكومون بحالة الانتظار إلى حين إنقشاع الرؤية في المشهد الإقليمي وعلى وجه الخصوص المشهد السوري الذي يبقى المؤثر الأول والفعلي على مسار الوضع اللبناني من جوانبه كافة.

وتنبّه المصادر الوزارية إلى أنه في حال لم تدخل العلاقات الإيرانية – السعودية مرحلة جديدة من التفاهمات وتبادل الثقة، فإنه سيكون من الصعب الوصول إلى صيغة تفاهم على تأليف الحكومة في ما تبقى من أشهر في هذا العام، لا بل إن الأمور ستكون مفتوحة على المزيد من حالات الاحتقان والاشتباك السياسي الذي يؤدي بدوره إلى المزيد من حالة الشلل والجمود التي تهيمن على مفاصل الدولة بأكملها.

وتدعو المصادر إلى رصد مجريات الأمور في الخارج لأن ما يجري في الداخل اللبناني للأسف هو دائماً يكون صدى للعوامل الخارجية وطالما أن العوامل الخارجية لم تتوضح صورتها بعد، لا سيّما الدول ذات التأثير على الملف اللبناني فمعنى ذلك أن الاستحقاقات اللبنانية ستبقى على رصيف الانتظار مدة إضافية.

وحيال هذا الواقع الإقليمي والدولي تؤكد المصادر الوزارية أن لا مفرّ من التوجه إلى طاولة الحوار أقله لتنظيم الخلافات ونقلها من الشارع، لأن استمرار انقطاع التواصل بين الأفرقاء سيكون له الأثر السلبي على الواقع اللبناني الذي يعج بالانقسامات والشحن المذهبي الذي بلغ ذروته في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن مبادرة الرئيس بري ربما تكون آخر المبادرات من صنع لبناني. وأن تفويت هذه الفرصة يعني بلا شك إقحام لبنان في آتون الصراعات الحاصلة في المنطقة التي ستكلفه أثماناً باهظة.

السابق
المستقبل: الهيئات الاقتصادية تدعو الى حركة إنقاذية تُبعد لبنان عن الهاوية
التالي
الشرق: الحكومة الحيادية تسقط ذريعة حزب الله القائمة على اقصائه واستهدافه