الديار : ضبابيّة” حول أسباب تأجيل موعد سليمان مع الملك السعودي … بري: مُصرّ على متابعة مبادرتي ولقائي مع السنيورة لم يكن عاطلاً … الجيش رسّخ أمن بعلبك واتصالات لتهدئة الأوضاع… “مافيا” تلاحق الناجين من عبّارة أندونيسيا لإخفاء أعمالها غير الشرعيّة

كتبت “الديار ” تقول : رغم انشغال لبنان بمأساة قبعيت وغيرها من قرى وبلدات عكارية، وعلى رغم الانهماك في تداعيات ما جرى في بعلبك، جاء اعلان تأجيل زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى السعودية التي كانت مقررة يوم غد الثلثاء الى موعد يحدد لاحقا ليزيد المشهد “ضبابية”. وفيما لم يعلن البيان الرئاسي عن سبب التأجيل، فقد لفت ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن ان الملك السعودي التقى امس امراء ورجال دين، وجاء هذا الخبر كرد غير مباشر على ما اثير بشأن صحة الملك عبدالله التي كانت السبب المباشر في تأجيل لقائه مع الرئيس سليمان.
مصادر سياسية عزت التأجيل الى سببين : اما بانتظار اللقاء المرتقب بين الملك عبدالله والشيخ حسن روحاني، واما انه يتعلق بالتطورات التي طرأت اخيرا اقليميا ودوليا خصوصا في ما خص التقارب الاميركي – الايراني، فهذا ما عدّل في نتائج زيارة سليمان خصوصا في موضوع الحكومة لذلك اقتضى الامر التأجيل.

بري
على صعيد آخر، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لزواره امس: “انا مصر على متابعة مبادرتي”. ووصف مرة اخرى جو اللقاء مع الرئيس فؤاد السنيورة “بأنه لم يكن عاطلا ولكن لم ينته بالتأكيد الى نتائج فورية وبحاجة الى متابعة وسنتابع الموضوع”.
وأشار الى انه شرح موقفه المعروف الذي “يؤكد ان مبادرته لا تتعدى صلاحيات رئيس الحكومة، فلو اعتمدنا هذا التفسير المغلوط لكان هناك ايضا تعد على صلاحيات المجلس النيابي والمجلس الاقتصادي – الاجتماعي وغيرها”.
وفي الموضوع الامني، قال بري: “ان هذا الموضوع امني شامل، وفيما كان البحث جارياً من اجل تنفيذ خطة طرابلس، اذ يأتي هذا الحادث في بعلبك، واكد “ان الوضع الامني متكامل وعلينا ان ننتبه له ونتابعه بدقة”.

بعلبك
وفي مدينة بعلبك التي شهدت سخونة امنية فقد سادت امس حالة من الهدوء الحذر وسط اقفال تام للمحال التجارية والسوق باستثناء الافران. وسير الجيش اللبناني دوريات مؤللة في النقاط الساخنة ومسرح الاشتباكات داخل السوق التجاري، فيما استحدث بعض النقاط الثابتة في السوق وسط حال من الهدوء الذي يخيم على المدينة ودعوات للتهدئة من ابنائها وفاعلياتها.
وقد اكد وزير الداخلية مروان شربل ان اللواء السادس تسلم كل حواجز حزب الله الذي انسحب منها لا سيما الحواجز التي كان يقيمها عند مداخل مدينة بعلبك الخارجية.
بدوره فان حزب الذي عمل على اطفاء فتيل الفتنة في المدينة فقد شيّع الضحيتين اللتين قضتا خلال احداث بعلبك كما عقد لقاء موسع في دار بلدية بعلبك حذر من الفتنة وطالب بملاحقة المرتكبين.
وفي المواقف، اكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام ان الحادثة ابرزت المخاطر الجدية والعميقة التي تهدد المناطق بسبب الشحن والخطاب الفئوي وبسبب انتشار السلاح غير الشرعي واعتماده وسيلة هيمنة قرار لفئة ما على اخرى. وكان لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين موقف اكد فيه انه اعتدي علينا وصبرنا وتحملنا وعملنا على التهدئة والاحتواء حتى لا نأخذ بعلبك وكل البلد الى الفتنة، لكن بالرغم من ذلك اصبح التجني علينا اكبر من قبل بعض الموتورين الذين لا يعرفون استخدام سوى لغة التوتير المذهبي والطائفي.
اضاف : اننا منذ اللحظة الاولى لحادثة بعلبك قلنا ان الذي يعالجها هو الدولة والقوى والاجهزة الامنية المخولة معالجة هذه الاحداث كما كل الاحداث في كل المناطق، مشيرا الى ان هؤلاء الموتورين يختارون التحريض والتوتير المذهبي والطائفي لمصلحة من يدعمهم سياسيا واعلاميا وماديا، متسائلا : ألم يتعظ هؤلاء من كل التجارب الماضية التي لم تحصد لهم سوى الخيبات والفشل والويلات من التحريض المذهبي والتي لم توصلهم في يوم من الايام الى تحقيق مأرب واحد بل جعلت مناطقهم تعيش المزيد من الذل والضعف والخسارة.

قضية اللبنانيين في اندونيسيا
وأفاد مندوب “الديار” جهاد نافع انه لا تزال قضية الفاجعة الكبرى التي حلت بعكار واودت بحياة اكثر من عشرين شهيدا ومفقودين غالبيتهم من بلدة قبعيت التي خسرت 17 شهيدا من ابنائها تأخذ ابعادا خطرة جداً وتنكشف من خلالها خيوط عصابات تمتهن عملية الهجرة غير الشرعية حيث تتقاضى ملايين الدولارات من هذا العمل.
وافادت مصادر مطلعة على هذا الملف الخطر ان السلطات الامنية والقضائية بدأت تضع يدها على هذه القضية وتجري تحقيقاتها لكشف حقيقة العصابات التي ذهب ضحيتها عشرات العكاريين الراغبين بالهجرة بحثا عن لقمة العيش الكريم وهربا من الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية .
وفي آخر المعلومات ان اهالي الضحايا في قبعيت يحاولون الاتصال بالناجين من ابنائهم دون جدوى وقال ناصر اسعد انه لم يستطع الاتصال بشقيقه الناجي اسعد علي اسعد الذي خسر زوجته وثلاثة اولاد .
وطالب الخارجية اللبنانية بتأمين الاتصال بالناجين ومعرفة مصيرهم حيث ذكرت مصادر الاهالي ان السلطات الاندونيسية عمدت الى حجز اللبنانيين الناجين في فندق بما يشبه الاقامة الجبرية لعدم حيازتهم الاوراق الثبوتية التي فقدت منهم في عرض البحر وقد منع البوليس الاندونيسي حيازة اجهزة هاتفية او الاتصال بأهاليهم .
كما افيد ان البعض الآخر من الناجين ربما عمد الى الاختباء خشية من رجال المافيا الذين يحاولون تصفية من نجا للتستر على اعمالهم غير المشروعة بعد سرقة اموالهم .
ومن المقرر ان يسافر الى اندونيسيا غداً الثلاثاء وفد من اهالي الضحايا في قبعيت يترأسه رئيس البلدية الدكتور حمزة عبود والرئيس السابق احمد درويش حاملين معهما الاوراق الثبوتية للناجين وللضحايا وللتعرف اليها وتحديدها ولاستعادة الناجين والجثامين.
ومن المقرر ايضا ان ينتقل المدير العام للمغتربين الى جاكرتا لمواكبة عملية استرجاع المهاجرين الذين نجوا والجثامين.
وفي المعلومات الجديدة تبين ان مفقودين آخرين من بلدات عكارية لم يعرف مصيرهم بعد فلا يزال محمد عزالدين الهيبي من بلدة الشيخ زناد وباسل احمد المصري من بلدة برقايل في عداد المفقودين. كما لم يعرف مصير عمر عباس من بلدة مجدلا .. اما افراح حسن فقد عثر عليها حية لكنها تعالج في احد المستشفيات الاندونيسية جراء كسور اصيبت بها وتمكنت من الاتصال بأهلها وطمأنتهم واعربت عن اصرارها بالهجرة الى اوستراليا.
وكشف اهالي الضحايا ان اولادهم تعرضوا لعملية احتيال من العصابة التي تقاضت عن كل منهم ما بين 7 الاف الى 15 ألف دولار ثم تركتهم يلقون مصيرهم في البحر، حتى ان المدعو ابو صالح حجزهم في احد الفنادق في اندونيسيا ومنعهم من المغادرة ثم وشى بهم الى البوليس الاندونيسي .
احد الناجين حسين خضر حمل مسؤولية الكارثة الى الحكومة الاوسترالية التي لم تستجب لنداءات الاستغاثة وتركتهم يواجهون مصيرهم المحتوم الى ان ضربت العاصفة العبارة وحطمتها فغرق من غرق ومن استطاع السباحة وصل الى البر منهكاً..
وصباح امس الاحد نظمت وقفة تضامنية مع قبعيت وفاجعتها تحدث فيها رئيس البلدية حمزة عبود وإمام المسجد الشيخ علي خضر الذي شن هجوما عنيفا على الحكومة الاوسترالية التي رفضت الاستجابة لنداءات الاستغاثة وانقاذهم. كما تحدث مفتي عكار الشيخ زيد زكريا وعدد من النواب.
وأجمعت الكلمات على مطالبة الدولة اللبنانية برفع مستوى الاهتمام بالقضية والعمل على استعادة الناجين والجثامين وكشف مصير المفقودين حيث تبين ان العدد يصل الى ما يقارب الاربعين مهاجرا لبنانيا والناجين حوالى 15 مواطنا. واستغربت الكلمات فقدان المعلومات الدقيقة حتى الان للضحايا والمفقودين والناجين حيث يكشف في كل ساعة عن مفقود او ضحية او ناج جديد. وفي المقابل، فقد كلف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور سفير لبنان في ماليزيا علي ضاهر الانتقال الى اندونيسيا لمتابعة استلام الناجين وجثث اللبنانيين.

السابق
السفير : بعلبك في عهدة الجيش لماذا أرجأت السعودية زيارة سليمان؟
التالي
المستقبل : سليمان إلى الإمارات الأربعاء في إطار جولة لمتابعة شؤون اللبنانيين في الخليج العربي بعلبك تلملم آثار معركة “الأمن الذاتي”