اعتبر النائب نضال طعمة ان “الإهمال والحرمان ونسيان الدولة أبناء عكار بين أنياب الفقر والبطالة والحرمان، هو الذي دفع بمواطنين مقهورين ليغامروا، في مجهول أسود، ليبحثوا عن لقمة عيش يرجونها كريمة وراء البحار، وما دروا أن شبق المنتفعين، باستغلال الهاربين من مواطنة هشة، على متن مركب غير شرعي، سيخطف أرواحهم بمصير بائس مؤلم”.
واضاف في تصريح: “إن هذه الحادثة الكارثة، أدمت قلوب العكاريين وعموم اللبنانيين، وإذا كان لبلدة قبعيت جرح كبير بفقدان أبنائها، فقلوبنا كلها متضامنة معها، وكي لا يكون التضامن مجرد كلام عابر، فلنطلق صرخة عكارية مدوية تقول كفى حرمانا، كفى تهميشا، كفى متاجرة بهذا البلد وبأبنائه، وتركهم أسرى في لعبة الصراعات الإقليمية.
فلنصرخ معا منادين ضمائر كل اللبنانيين، لنقول لهم اليوم نحن وغدا قد تكونون أنتم، لا سمح الله، إذا بقيت دوامة الإهمال تعصف بالمصير والمستقبل.اليوم اختنق أبناء عكار في لجج العتمة، وغدا قد يغرق البلد بأمه وأبيه في دوامة الإهمال، نتيجة الغياب التام لدولة العدالة في لبنان”.
واردف: “فجروا وقتلوا وعربدوا وسكتنا، هربنا منهم بحثا عن بارقة أمل فاصطادنا الموت على الطريق. ماذا ننتظر لننتفض على كل المتاجرين بكرامتنا؟ ماذا ننتظر لنمنع الحوت من ابتلاعنا ونحن أحياء؟ ماذا ننتظر لنقول لهم نريد حقنا بالحياة، نريد وطنا يليق بطموحاتنا، نريد عيشا كريما خلقنا الله كي ننعم به، ولم يخلقنا للدموع والآلام والقلق الدائم”.
وختم طعمة: “نعزي ذوي شهداء الحرمان، ونشد على أيديهم، معلنين تضامنا مع أهالي قبعيت، وكل العكاريين واللبنانيين الذين فقدوا أحبة لهم في مجاهل أندونيسيا.
نناشد ما تبقى من أشلاء دولتنا، إذا كان هناك من زال يسمع، العمل الحثيث لعودة الناجين إلى ديارهم، ولنقل الجثث إلى ذويها، فإكرام الميت دفنه، ودفن الهاربين من ظلم الحياة وانسداد أفق العيش الكريم، تحد لكل صاحب ضمير، ليقول قولة الحق، ويدعو القابعين في زوايا التعطيل، ليكفوا عن دوس كرامات كل الناس، من أجل مصالح خارج الحدود، تتحدى إرادة الشعوب، وتسهم في قتل أبناء الحرية”.