الشرق : بوادر حلحلة سياسية وبري: واقعية مستقبلية في مقاربة الملف الحكومي/ مواقف جنبلاط فرملت “الامر الواقع” … و”حزب الله” حمّل الرئيس المكلف المسؤولية

كتبت “الشرق ” تقول : هز نبأ غرق عبارة قبالة سواحل اندونيسيا كانت تقل على متنها 80 شخصا، لقي اكثر من 20 لبنانيا من بينهم حتفه، لبنان بكل مناطقه، ولئن كانوا جميعا من اهالي بلدة قبعيت في عكار، وبدا لبنان تحت وطأة المأساة البحرية التي تعد الحادثة الاسوأ منذ فجيعة تحطم الطائرة الاثيوبية قبالة شاطئ الناعمة منذ سنوات، خصوصا ان معظم الضحايا من النساء والاطفال الذين دفعوا حياتهم ثمن رحلتهم “غير الشرعية” من لبنان في اتجاه اوستراليا لكن البحر عاجلهم فابتلعهم لتنتهي رحلة البحث عن حياة لائقة وهادئة بعيدا من وحول السياسة اللبنانية وانقساماتها ومفاعيلها وطلبا للقمة عيش بعدما سُدت الافاق في وجه هؤلاء في وطنهم، في قعر البحر.
وفي ثنايا المآساة اكثر من حكاية تحاكي كل منها قصة عائلة لبنانية دفعت اكثر من عشرة الاف دولار عن كل فرد للجوئها الى اوستراليا، فكان المصير الاسود في انتظارها على رغم الامال المعقودة على اعمال الغوص في اعماق البحر بحثا عن ناجين وسط صعوبات كبيرة تواجه العملية، اذ ان الوصول الى مكان غرق الباخرة يحتاج الى اكثر من عشر ساعات وفق ما اعلنت القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في اندونيسيا جوانا قزي.
ونظرا الى هول الكارثة شهد لبنان استنفارا واسعا للدولة بأركانها واجهزتها المعنية، وفور وصوله من نيويورك تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان القضية واوعز الى المعنيين متابعة الموضوع واتخاذ الاجراءات اللازمة، في حين اجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا بأمين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير وفيق رحيمي طالبا منه اجراء الاتصالات الديبلوماسية، وشدد على سرعة الاتصال بالسلطات الاندونيسية لكشف الملابسات وتحديد مصير اللبنانيين وتأمين سلامة الناجين. وفي انتظار تظهر تفاصيل الحادثة وتشييع جثامين الضحايا، بقيت الساحة السياسية الداخلية في حال ترقب لمفاعيل مؤتمر نيويورك بعد عودة رئيس الجمهورية والوفد المرافق الى بيروت ظهر امس على ان تشكل عطلة نهاية الاسبوع مناسبة لتقويم النتائج بين المسؤولين اذ يتوقع ان يضع رئيس الجمهورية رئيسي الحكومة والمجلس النيابي نجيب ميقاتي ونبيه بري في حصيلة مشاوراته وما أفضى اليه مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي شكل ظاهرة سياسية نوعية على مستوى الدعم السياسي، قبل ان ينتقل الرئيس سليمان الى الرياض الثلثاء المقبل لعقد لقاءات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والمسؤولين الكبار في المملكة، وهي لقاءات يعول عليها المراقبون السياسيون لما قد تحمل من معطيات مستجدة تتصل بمفاصل الوضع الداخلي اللبناني لا سيما على مستوى تشكيل الحكومة.
وفي السياق ذكرت “وكالة الانباء المركزية” نقلا عن مصادر مواكبة ان موعد زيارة الرئيس بري الى قصر بعبدا يبقى رهن سفر الرئيس سليمان الى السعودية، واشارت الى ان اللقاء المسائي الذي عقد بين الرئيسين بري وفؤاد السنيورة شكل اول مفاعيل ترجمة مبادرة بري واستكمل زيارة وفد كتلة التحرير والتنمية الى الرئيس السنيورة منذ اكثر من اسبوع حيث ابدى الطرفان رغبة في استمرار التواصل. واشارت اوساط نيابية في قوى 8 اذار الى ان بري لمس واقعية لدى السنيورة في مقاربة الملف الحكومي وابدى استعدادا لنقاش اي صيغة يمكن ان تفضي الى تشكيل الحكومة وتحظى بالاجماع.
واعتبرت الاوساط ان موقف النائب وليد جنبلاط الاخير حسم كل جدل ورهان على تغيير مواقفه ورأيه من حكومة الوحدة الوطنية الجامعة وفرمل الاندفاعة نحو تشكيل حكومة الامر الواقع التي لاحت بوادرها في الاونة الاخيرة، مؤكدة ان اي حكومة لا تنال موافقة قوى 8 اذار لن تمر ولن تصرف الاعمال ولن تستلم الوزارات وستواجه بعصيان مدني ضمني سياسي وشعبي، مشددة على تمسكها بصيغة 9-9-6.
وليس بعيدا، اكد نائب الامين العام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ان حكومة الامر الواقع هي حكومة الهدم والتخريب واي حكومة يجب ان تكون على شاكلة التمثيل النيابي بحسب الاحجام والاوزان، ملاحظا ان رئيس الحكومة الذي اختارته هذه الكتل يتحمل مسؤولية امامها وامام الشعب في ان يقدم تشكيلة وزارية تلتزم مع احجام الكتل وليس حرا ان يتصرف كما يريد البعض…
الى ذلك، توقعت مصادر عاملة على خط الاتصالات في ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم حصول انفراجات في وقت غير بعيد في ضوء معطيات مستجدة اقليميا ودخول اكثر من وسيط على محور المفاوضات بما يؤمل منه احداث خرق في الجمود المتحكم بهذا الملف.

 

السابق
اللواء : سليمان إلى السعودية الثلاثاء.. ويتوقع عودة “حزب الله” من سوريا تداخل سياسي أمني يعيق خطّة طرابلس .. وكرامي للتحرّك في الشارع فاجعة أهالي عكار: غرق 18 مهاجراً في بحر أندونيسيا.. ومطالبة بمحاسبة المتورّط
التالي
الأخبار : جعجع يعود بـ “14 آذار” إلى الحكومة الحيادية