إنتداب فارسي بدل الفرنسي بمدارس المهدي

مدارس المهدي
لماذا استبدلت مدارس "المهدي" في الضاحية الجنوبية لبيروت اللغة الفرنسية باللغة الفارسية. وبماذا تفيد تلك اللغة الطلاب اللبنانيين؟ وهل ستبقى هذه الظاهرة المنتقلة من الجامعات الى المدارس محصورة بتلك التابعة لحزب الله ام ستتعداها لتصبح لدى معظم المدارس الخاصة في الضاحية؟

مهى نعيم (18 عاما) هي واحدة من طلاب مدارس المهدي سابقا. لم تعلم ماهي اللغة الفرنسية كلغة إضافية إلى جانب اللغتين العربية والانكليزية منذ صف السادس إبتدائي إلى البكالوريا لأنها كانت تتلقى اللغة الفارسية بدلاً منها. مهى ورولا شقيقتان تعلمتا اللغة الفارسية بمعدّل حصتين في الاسبوع، الى ان غادرتا المدرسة وانتقلتا الى مدرسة أخرى تدرّس اللغة الفرنسية، وباتتا مثل “الاطرش بالزفة” لأنهما التقتا تلك اللغة للمرة الاولى في حياتهما.

ليس حراما ولا عيبا ان يتم تلقين اللغة الفارسية في بعض مدارس الضاحية الجنوبية، ولكنها مستغربة، وربما بالنسبة للقسم الاكبر من اللبنانيين غيرمقبولة. فما حاجة الطلاب إلى تلك اللغة، التي في أغلب الاحيان لن يستخدمونها في حياتهم اليومية ولن يتحادثون بها مع أصدقائهم في الجامعة ولن يستفيدوا منها في مجال العمل. وماذا يعني ان تدرس اللغة الفارسية لطلاب لن يستفيدوا منها إلا إذا انتقلوا للعيش في ايران، أو أكملوا دراستهم في قم؟ ولماذا تعمد الادارة إلى إضافة اللغة الفارسية في منهاج الدولة الفرنكوفونية المفروض على المدارس اللبنانية منذ قيامها؟

أسئلة طرحناها على الادارة في المدرسة المعنية لمعرفة خلفية هذا القرار، ونظرة المدرسة المستقبلية لطلابها إلا أنها رفضت التعليق على الامر، وأكدت أن أي تعليق على الموضوع لا يمكن أن يتم إلا بموافقة المسؤول الاعلامي في “حزب الله”. في حين أكدت مريم النعيم، خالة الفتاتين، انه تم إضافة اللغة الفارسية الى المنهج التعليمي في العام 2009 – 2010 ، ولا تزال تدرّس الى اليوم لطلاب “المهدي” من السادس إبتدائي إلى صفّ البكالوريا. الاكيد ان اللغة الفارسية ليست محرّمة في لبنان. ولا أي لغة أخرى حتى العبرية. بل هي جميعها تدرس في المرحلة الجامعية بطريقة إختيارية. وبالتالي فإنّ السؤال عن الاسباب والخلفية الاجتماعية والسياسية او النظرة المستقبلية المقصودة لتعليم هذه اللغة في مرحلة المدرسة لا يبغي الانتقاص من اللغة ولا انتقاد المدرسة، بل فقط القول إنّ الفيدرالية تستفحل من دون إعلان، وأنّ “الفرنسة” و”الأنغلة” بات في مقابلة “الفرسنة” في الضاحية. كما لو أنّ هناك من يريد للضاحية أن تستكمل “انفصالها” في لحظة “دخول الدولة” إليها. أو كما لو أنّ هذا الدخول ليش إلا شكليا فيما تسير عملية “العزل” ببطء حائك السجّاد.. وحنكته ورؤيويته أيضا.

السابق
الديار : مأساة غرق عشرين لبنانياً في اندونيسيا اكثريتهم من عكار اب فقد عائلته ونجا: “هربنا من 8 و14 آذار بعدما موتونا من الجوع”
التالي
المستقبل : جعجع يدعو إلى حكومة من خارج “8 و14 آذار” .. ويرفض “تخويفنا بـ 7 أيار” سليمان مجدداً.. لانسحاب “حزب الله” من سوريا