إجتماع نيويورك فيه رسالة سياسية كبيرة

نواف سلام

رأى سفير لبنان ومندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة نواف سلام في حديث إلى صحيفة “السفير” أن “اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان فيه رسالة سياسية كبيرة، فهو شدد على بيان مجلس الامن الدولي الذي صدر في العاشر من تموز الماضي، والذي يشكل تعبيراً عن إجماع الدول الخمس الدائمة العضوية، ومرتكزاته دعم سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا، ودعوة لاستكمال تطبيق القرار الدولي 1701 ودعم مهمة “اليونيفيل”، ودعم لبنان لمواجهة التحديات الناجمة عن الأزمة السورية، لا سيما التدفق المستمر للاجئين، ودعم الحاجات الاقتصادية للبنان الناجمة عن الأزمة السورية، وضرورة تعزيز القدرات العسكرية للبنان ودعم قواته المسلحة”.

وقال سلام: “أما في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان امس، فكانت الترجمة وإعادة التأكيد، ليس من الدول الدائمي العضوية ومجلس الأمن فقط، انما من هذه الدول وأجهزة الامم المتحدة المعنية، وهي مفوضية شؤون اللاجئين، ومجموعة التنمية، والبنك الدولي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الاوروبي، أي توسيع إطار الدعم، حيث جرى التشديد على المرتكزات الاساسية دعما لاستقرار لبنان وسلامه، وكما ان الخلاصات التي صدرت في نهاية الاجتماع مهمة، كذلك صورة الاجتماع مهمة، وأن ترى رئيس لبنان محاطا بهذه المجموعة الدولية فإنه لأمر مهم جداً”.

وأكد سلام أن “اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان جدي جدا بنتائجه، ولكن يصبح غير جدي اذا لم يحسن الجانب اللبناني الاستفادة منه، فهذا الدعم الدولي يجب ان يترجم بشيء ما، لذلك يجب أن ينطلق المسعى اللبناني، في ضوء ما صدر عن الاجتماع”، من أمرين:

1 ــ ان الاجتماع لم يعقد لينتهي، انما هو انطلاق للمجموعة ويجب أن تعقبه اجتماعات اخرى تتناول بالتفصيل الامور التي تمت الاشارة اليها في الخلاصات الصادرة عن الاجتماع والتي أُعلن عنها، وتحديدا اللاجئين والاقتصاد والجيش.

2 ــ توسيع رقعة المشاركين عبر اجتماعات لاحقة تضم دولا جديدة».

ولفت سلام إلى أن “الاجتماع ليس شبيهاً بباريس واحد واثنين وثلاثة، أي لحشد دعم مالي، أي ليس اجتماعاً خلاصته حمل حقيبة مليئة بالمال والذهاب بها الى لبنان، انما ستكون هناك اجتماعات لاحقة للمتابعة ووضع آليات عملية لترجمة ما صدر في متن الخلاصات الى وقائع ملموسة، فلبنان عرض حاجاته، لا سيما الماسّة منها، وأخذنا اعترافاً وتأييداً من العالم بأن الاستقرار اللبناني مهم، وكذلك دعم سياسة النأي بالنفس، وان تعزيز الامن لا يتم من دون دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته من خلال العتاد والتسليح، أما بالنسبة الى تدفق اللاجئين السوريين فإن لبنان ترك حدوده مفتوحة أمامهم إنسانيا وأخلاقيا، ولكن هذا يفترض مساعدة لبنان وليس تركه وحده يواجه هذا العبء”.

وأشار سلام الى انه “ليس من مصلحة أحد أن يقلل من أهمية هذا الاجتماع أو أن يشكك في جدواه، فهذا الاجتماع يتحول الى غير ذي أهمية اذا لم نتابعه وننقله الى مرحلة جديدة من المشاركة الدولية، فهذا الاجتماع وضع مداميك ثلاثة: إنسانية واقتصادية وأمنية، واذا لم نترجم هذه العناصر الثلاثة الى خطوات عملية، فحينها نكون في وضع غير سوي”.

وتابع سلام أنّه “منذ بداية الازمة السورية ونحن نحذر من مضاعفاتها، ولبنان أنجز لنفسه مظلة أسماها إعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس، ولكن بعدما تم خرقها من هذا الطرف وذاك فإن المطلوب ترميمها، صحيح ان الطائف شكّل مظلة للبنان ولكن طبّق نصفه، وهذا النصف طُبِّق تطبيقاً مشوهاً، وبالتجربة تبين بعد نحو خمس وعشرين سنة أن هناك اختلالات وثغرات، فلتعالج الثغرات، ولكن المعالجة مرفوضة، صحيح هناك مظلة ولكن لم نعتن بها”.

وخلص سلام الى التأكيد أن “مجموعة الدعم الدولية للبنان هي نوع من مظلة دولية لأن العالم يعمل لعدم امتداد النار السورية، وعلى اللبنانيين ألا يكونوا جزءا من عملية إشعال النار وعدم استجلابها الى بيوتهم”.

السابق
زوار بري: حزب الله وجد نفسه ملزماً بأن يملأ الفراغ الرسمي بالضاحية
التالي
مجلس الامن يصوت على مشروع قرار بشأن سوريا اليوم؟