رفسنجاني: حظوظ بقاء العلويين في الحكم بسوريا ضئيلة جداً

ما هي "الرسالة الملحّة" التي يريد هاشمي رفسنجاني إيصالها الآن؟ فقبل يومين، اتهم رفسنجاني نظام الأسد بقصف شعبه بالكيميائي. وهذا يذكر الجمهور الإيراني بـ"كيميائي" آخر هو "علي الكيميائي" العراقي! وها هو اليوم يقرّر نشر توقّعاته بسقوط "العلويين" (حسب تعبيره هو). فما الداعي لهذه العجلة؟

ما هي “الرسالة الملحّة” التي يريد هاشمي رفسنجاني إيصالها الآن؟ فقبل يومين، اتهم رفسنجاني نظام الأسد بقصف شعبه بالكيميائي. وهذا يذكر الجمهور الإيراني بـ”كيميائي” آخر هو “علي الكيميائي” العراقي! وها هو اليوم يقرّر نشر توقّعاته بسقوط “العلويين” (حسب تعبيره هو). فما الداعي لهذه العجلة؟
في بقية التصريح الذي نقلته العربية أن رفسنجاني يقول أن إيران إذا باعت النفط لا تستطيع أن تقبض ثمنه! أي أن الوضع الإقتصادي بائس. ولكن ذلك معروف، ولا يحمل طابع العجلة!
هل يقصد رفسنجاني فتح معركة مع “الباسداران” المتورّطين في دعم نظام الأسد، أي عملياً مع خامنئي، وهل يشتبه في دور إيراني ما في قضية “الكيميائي السوري”؟ وهذا أمر يصعب استبعاده بسبب “التداخل” بين الوحدات السورية والوحدات الإيرانية المقاتلة في سوريا؟ بما فيها الوحدة ٤٥٠ السورية المتهمة بقصف الغوطة؟
وهل يرمي رفسنجاني إلى تحذير خامنئي من مغبة الردّ على الضربة الأميركية، وجرّ البلاد إلى معركة يرفضها الرأي العام الإيراني الذي يتعاطف مع “ضحايا الكيميائي” بعد أن شن صدام حسين ٣٠٠ هجوما كيميائي على ايران.
في الوقت الذي يتعرض فيه هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس النظام، لحملة واسعة إثر تأكيده أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيماوي ضد شعبها، نشر موقع هاشمي رفسنجاني الرسمي تصريحات تعود إلى تسعة أشهر خلال لقائه بوزير النفط العراقي، قال فيها “حظوظ العلويين للبقاء في الحكم ضئيلة جداً”، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول توقيت نشر هذا التصريح.
وكان رفسنجاني قد أكد حينها أن “المجازر بحق الشعب في سوريا تحوّل مستقبل البلاد أكثر تعقيداً”.
وأكد موقع رفسنجاني الخاص أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، كان قد أدلى بهذه التصريحات يوم الاثنين “الرابع من شهر دي عام 1391 الهجري الشمسي” حسب التقويم الإيراني، الذي يعادل 24 ديسمبر/كانون الأول 2012، لدى استقباله الدكتور باقر العلوم، وزير النفط العراقي السابق والمبعوث العراقي الخاص.
سوريا تشكل قلقاً شخصياً لرفسنجاني
وقال رفسنجاني لباقر العلوم أيضاً: “المشكلة السورية تشكل قلقاً شخصياً بالنسبة لي. ما هو تأثير أحداث سوريا على مستقبل العراق. بوجود العلويين كانت الظروف أنسب، ولكن على ما يبدو أن حظوظهم للبقاء في الحكم ضئيلة جداً، فما رأيكم أنتم؟”.
ثم أشار رفسنجاني إلى الأعداد الهائلة من القتلى والمشردين والدمار، مستنتجاً أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من التعقيد.
وكان رفسنجاني أعرب عن قلقه حول تواجد من أسماهم المجموعات المسلحة غير الشيعية، موضحاً: “هناك مجموعات مسلحة غير شيعية لا تخضع لإمرة أحد. الأمر يقلقنا إلى أين سيؤول الوضع، حيث لو انتهت القضية السوريه فهؤلاء سيتوجهون إلى العراق، فهم ليسوا من الشيعة، بل سلفيون متطرفون يفضلون الحلول العسكرية على السياسية”.
نصح العراقيين بالحوار مع المعارضة السورية
هذا وحذر رفسنجاني من وقوع الأسلحة الكيماوية بيد المجموعات المسلحة، وطالب الجانب العراقي غير الحكومي بفتح باب الحوار مع المعارضة السورية، مشدداً: “يجب إيجاد حل، فهذا مهم للغاية لمستقبلنا، لا ينبغي أن تغلق الطرق علينا وعليكم (العراقيين) في سوريا، علينا أن نحافظ على سوريا”، مضيفاً: “لو انقطعت السلسلة التي تمتد من لبنان إلى هنا سنواجه أحداثاً سيئة”.
وبعد أن أعرب عن قلقه الشديد إزاء تواجد الأميركيين، زاعماً أن “تواجد الغربيين في المنطقة وصرفهم الأموال الطائلة لإسقاط صدام حسين سببه النفط والغاز، فهؤلاء لن يغضوا الطرف عن ذلك بتاتاً”.
وتأتي إعادة نشر تصريحات رفسنجاني بعد تسليط الضوء على أقواله الأخيرة التي اعتبر فيها النظام السوري هو الذي قصف شعبه بالكيماوي، وبعد يوم من تفنيد هذه الأقوال من قبل الخارجية الإيرانية، تم نشر التسجيل الصوتي لهذه التصريحات الذي أكد أن رفسنجاني حقاً كان اتهم النظام السوري باستخدام الكيماوي، الأمر الذي أثار حملة واسعة النطاق ضده من قبل المحافظين المتشددين في إيران.

السابق
حرب طويلة جدا
التالي
خامنئي يوبخ رفسنجاني والتناقض سمة الموقف من سوريا