البركان الامني على وشك الانفجار

هل تعود التفجيرات

القنبلة الموقوتة التي يشكلها النازحون السوريون على وشك الانفجار . فبالتزامن مع مخاوف من تدفق مئات الآلاف منهم بفعل تداعيات الضربة العسكرية الغربية ضد النظام السوري ، وعزم المعارضة الزحف على دمشق وريفها ، أعلنت الامم المتحدة  نيتها خفض مساعداتها الى النازحين في لبنان بمقدار الربع . فرد لبنان على لسان رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي ، بان كل نازح لا يستفيد من المساعدات  الدولية سيفقد شرعية اقامته في هذا البلد .

ماذا يعني هذا الكلام ؟ وهل ستبادر القوى الامنية الى اغلاق الحدود بداية ، والمباشرة بترحيل “الفائض” من النازحين تاليا ؟ وهل تملك الدولة امكانات التصدي لهذا الملف ، سواء عبر حل ايجابي ، أو عبر الخيار السلبي المتمثل باقفال الحدود والترحيل ؟ علما أن وزير الداخلية مروان شربل حذر بالامس من أن نصف عدد سكان لبنان من الاجانب ( في اشارة الى السوريين والفلسطينيين) ، وهذا خطر جدا.

 ولان الدولة قررت منذ زمن النأي بالنفس عن المشاكل القائمة على ارضها بانتظار الفرج من مكان ما ، ينتظر المسؤولون اجتماع نيويورك في 25 الجاري لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين السوريين، ولا سيما الى لبنان، للتأكد من مدى الحرص الغربي على استقراره واستمرار المظلة الدولية الواقية لأمنه، والتوافق العالمي على رغم الخلافات الكبيرة حول مقاربة ازمة سوريا، على ابقاء الساحة اللبنانية مضبوطة الايقاع.

 في غضون ذلك نقلت وكالة الانباء المركزية عن اوساط نيابية في قوى 14 آذار بالغ استيائها من انفلاش الامن الذاتي الذي يفرضه حزب الله في مناطق سطوته والمحيط وتمدده الى مناطق جرد جبيل ، بعد تمدد جزئي الى بيروت ، وحذرت من ان استمرار هذا الوضع من دون رادع يؤسس لمشروع حرب اهلية في غياب اي حضور لاجهزة الدولة.

 يذكر ان منطقة الضاحية الجنوبية التي تعتبر المعقل الرئيسي لحزب الله تشهد يوميا اشكالات امنية بين عناصر من حزب الله وآخرين من حركة أمل ، أو مع عناصر امنية رسمية تسكن المنطقة ، عدا عن مواطنين عاديين ، على خلفية التمادي في الاجراءات الامنية .

وعلى خط مواز توقعت مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت عودة مسلسل التفجيرات والاغتيالات. وتلقف الوزير شربل هذا الامر ليطلق تحذيرا . وسرعان ما تبين مصدر التحذير اذ قلصت وزارة الخارجية الاميركية عدد موظفي السفارة في بيروت غير الاساسيين . وحثت المواطنين الاميركيين المقيمين والعاملين في لبنان على الرحيل وترتيب سفرهم من لبنان في اسرع وقت.

السابق
أربعة موظفين فقط بقوا في السفاره الأميركية في بيروت !
التالي
أسرة مصرية تلتهم البجعة الجاسوسة !