حارث سليمان : اﻻسد سيرد في لبنان

حارث سليمان : اﻻسد سيرد في لبنان

دعا عضو هيئة التنسيق في  تجمع لبنان المدني الدكتور حارث سليمان الى تشكيل حكومة مصغرة من ستة وزراء فورا للامساك بوضع البلد، معتبرا ان التصعيد اﻻمني الراهن مرشح للاستمرار والتفاقم وخصوصا ان النظام السوري قد يرد في لبنان على اي هجوم غربي عليه، مستبعدا في الوقت نفسه سقوط هذا النظام اﻵن ما يعقد الاوضاع اللبنانية أكثر .

وقال سليمان في حديث لـ”جنوبية ” : الوضع في البلد سيء للغاية وخطير جدا بسبب تشابك العوامل المحلية والخارجية بكل تعقيداتها . ولم نعد على حافة الخطر بل صرنا في قلب دائرته . واتوقع ان التصعيد اﻻمني المتمثل بالتفجيرات اﻻرهابية هنا وهناك سيستمر ويتفاقم خصوصا بعد التطور التصعيدي في اﻻزمة السورية. فالقرار الغربي يتطور باتجاه فعل شيء ما ضد النظام السوري بسبب استخدامه السلا الكيماوي ضد شعبه . وهناك تحركات عسكرية واجتماعات وتحديد اهداف ، باﻻضافة الى تهيئة الأاي العام اﻻوروبي والغربي عموما تمهيدا لحصول أمر ما . وهذا من شأنه أن يعقد اﻻمور أكثر في لبنان .

وهل يمكن أن يؤدي الحسم في سوريا الى انفراج في لبنان ؟ أجاب سليمان :المشكلة أنه ﻻ حسم في سوريا في اﻻمد المنظور . فالمطروح اليوم هو توجيه ضربة عسكرية للنظام على خلفية استخدامه للسلاح الكيماوي. ولكن لن يتم اسقاط بشار اﻻسد ﻻن ﻻ مصلحة ﻻحد اﻵن باقفال الملف السوري . وكل ما يريده الغرب حاليا هو حفظ ماء الوجه .

وعن امكانية قيام توازن عسكري ما في سوريا تمهيدا للذهاب الى جنيف 2 قال سليمان : الغرب ﻻ يفكر بهذه الطريقة ، وفي كل اﻻحوال فان ﻻ توازن في سوريا اﻵن ، هناك اﻻيرانيون واتباعهم مثل حزب الله والعراقيين وغيرهم الذين يقاتلون الى جانب اﻻسد ويمنعون سقوطه . قد تحصل بعض المعارك الهامة في حلب ودرعا فتتمكن المعارضة من تعزيز اوراقها . وهذا ما يجعل النظام السوري يرد في لبنان .

وهل يتهم النظام السوري بزرع سيارات الموت في مختلف المناطق اللبنانية ؟ أجاب سليمان:ثمة احتماﻻن . اﻻول أن هذا النظام هو الذي وضع متفجرات الضاحية والرويس . والثاني أن حزب الله رد على تفجيرات الضاحية باستهداف المسجدين في طرابلس . ولكن كل ذلك ﻻ يهم. فالحقيقة في هكذا أمور ﻻ تعرف . ما يهم هو أن التفجيرات تنتقل من منطقة شيعية الى منطقة سنية . وهذه الهجمات المتبادلة هي التي تنذر باﻻسوأ . وعلى سبيل المثال فان خلية داريا هي اﻻخطر ﻻ من حيث الفعل اﻻمني وانما من حيث دﻻلتها. فقد تبين أن هذه الخلية غير مرتبطة باي تنظيم او حزب او جهة مخابراتية ، وانما هي مجموعة مستقلين ﻻ ينتمون اي احد . وهم مبتدأون وهواة اشتروا بعض المفرقات النارية وافروغها من محتوياتها لحشوها بالمتفحرات ﻻستهداف حزب الله و المناطق الشيعية . وما اﻻنفجار الذي وقع بهم سوى دليل على انهم مبتدأون .

خطورة هذا اﻻمر أنه يعكس مدى اﻻحتقان القائم في الشارع السني ما يجعل افرادا عاديين يتحولون الى مشاريع ارهابيين . وهذا اﻻحتقان موجود ايضا في الشراع الشيعي .

وعن آفاق المخرج السياسي للوضع القائم وهل هو بالحوار او بتشكيل الحكومة. قال سليمان: استمعنا الى دعوة رئيس الجمهورية واعتقد ان المطلوب منه ومن الرئيس المكلف تمام سلام تشكيل حكومة مصغرة من ستة وزراء فورا ، على ان تكون موقتة وغير نهائية ، ويمكن توسيعها لتضم 24 أو 30 وزيرا عندما يتفق الفرقاء . ولكن ﻻ يمكن انتظار هذا اﻻتفاق والناس يقتلون في الطرقات أو أنهم يلازمون منازلهم خوفا من الموت الداهم . لقد سمعنا كثيرا عبارة “فدا اجر السيد” في الضاحية ولكن نحن نسال أين هم أهل الضاحية . وهل يخرجون من بيوتهم ويفتحون محلاتهم بشكل طبيعي ؟

وعن تهديد حزب الله بتفجير البلد اذا قامت حكومة امر واقع ، قال سليمان : نحن ﻻ نقترح حكومة امر واقع وانما حكومة مصغرة وموقتة بانتظار ان يشارك فيها الجميع .اي انها حكومة ﻻ تقصي حزب الله او غيره . كما ان منطق التهديد بالقوة مرفوض دائما . وثمة طريقة واحدة ﻻسقاط الحكومات وهي في مجلس النواب ، او باقناع اكثرية اعضائها باﻻستقالة.

المهم في المسألة انه بانتظار اﻻتفاق السياسي يجب ان تقوم حكومة يرجع اليها الناس ويسألونها عن أمنهم واستقراره وحياتهم بدﻻ من البقاء في بلد يشبه بيت خلعت ابوابه وشبابيكه وبات مفتوحا على كل اﻻخطار .

 

السابق
خامنئي: بعض دول المنطقة تشكّل جماعات تكفيرية لمحاربة الأمة الإسلامية
التالي
رعد هدد .. الحكومة نامت