طفرة أمنية وطفر سياسي

الفراغ السياسي تجلى في مجلس النواب
الطفرة الامنية لم يواكبها اي نشاط سياسي ايجابي . بل على العكس سجلت سلبيات عدة ، منها تطيير الجلسة النيابية العامة واصرار الرئيس نبيه بري على تحديد موعد جديد لها وبجدول الاعمال نفسه . ومنها أيضا زيارة من نوع لزوم ما لا يلزم ، للرئيس المكلف تمام سلام الى قصر بعبدا حيث عرض مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للمشاورات والاتصالات الجارية بهدف تشكيل الحكومة.

مر تأجيل الجلسة العامة التشريعية الى موعد جديد في 23 ايلول مرورا صامتا على اللبنانيين المشغولين هذه الايام بأمنهم قبل اي شيء آخر .

 في التطورات الامنية ، استمر الانتشار الامني الواسع للجيش في منطقة الضاحية الجنوبية والمحيط مترافقا مع اقامة حواجز في عدد من الشوارع والاحياء ، فيما واصل “حزب الله” اجراءاته المشددة عند مداخل الضاحية . وعمد عناصره الى التدقيق في هويات المارة والداخلين الى المنطقة وتفتيش السيارات، ما اثار ردودا متفاوتة بين المواطنين . ولكن الثابت ان لا خيار للمواطنين سوى التسليم بالواقع على صعوبته .

 واكدت مصادر قريبة من “حزب الله” لـ”جنوبية ” ان هذه الاجراءات مستمرة بالتعاون مع الجيش وغيره طالما دعت الحاجة لانه من غير المسموح تكرار مأساة الرويس . كما سيتم تعزيز الجهاز الامني البشري من خلال تزويده بآليات جديدة لتعزيز الحماية الأمنية لن تكون مزعجة للمواطنين،ومن بينها استقدام أجهزه كاشفه للمتفجرات عن بعد تنصب بشكل ثابت على مداخل الضاحيه الجنوبية، اضافة الى أجهزه كاشفه متطورة أخرى متحركه تجول بها سيارات في الشوارع بحثا عن اشارة تدل على مواد متفجرة أو ما يشابهها من أسلحه تحتوي على تلك المواد.

وفي الاطار نفسه أعطى قائد الجيش العماد جان قهوجي تعليمات لاركان القيادة وقادة الاجهزة والوحدات الكبرى بتكثيف الاجراءات الامنية وتعزيز انتشار القوى العسكرية لضبط الامن والاستقرار في مختلف المناطق.

وأثمرت جهود الاجهزة الامنية الرسمية توقيف فرع المعلومات محمد قاسم الاحمد ، المشتبه به بانه المسؤول عن اعداد سيارة الناعمة المحملة بالمتفجرات ، وبقي مطلوب آخر هو سعيد محمد مرعي . كما أوقف الامن العام شبكة تزور رخص الزجاج الداكن للسيارات باسم وزارة الداخلية ، لاستخدامها في العمليات الارهابية .

  كما أفيد عن توقيف المدعو احمد طه المتهم باطلاق الصاروخين من الوادي الواقع بين بلدتي بسابا وعيتات في اتجاه الضاحية الجنوبية، في بعلبك وان التحقيقات جارية معه لكشف باقي افراد الشبكة المتورطة في القضية.

 هذه الطفرة الامنية لم يواكبها اي نشاط سياسي ايجابي . بل على العكس سجلت سلبيات عدة ، منها تطيير الجلسة النيابية العامة واصرار الرئيس نبيه بري على تحديد موعد جديد لها وبجدول الاعمال نفسه . ومنها أيضا زيارة من نوع لزوم ما لا يلزم ، للرئيس المكلف تمام سلام الى قصر بعبدا حيث عرض مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للمشاورات والاتصالات الجارية بهدف تشكيل الحكومة.

 الا ان اللافت حصل قبل الزيارة ، اذ نقلت وكالة الانباء المركزية عن زوار سلام عنه، اعادة نظر في ملف تشكيل الحكومة برمته خصوصا بعد انفجار الرويس وفتح الملف الامني على مصراعيه والمعلومات المتقاطعة عند مخطط امني كبير يعد للبنان بما بات يوجب اعادة تقويم للوضع بناء على المعطيات المستجدة والتريث قبل الاقدام على اي دعسة ناقصة، خصوصا ان القواعد التي كانت قائمة قبل هذا الواقع قد تكون غير صالحة في مرحلة ما بعده.

مصدر قيادي بارز في قوى ١٤ اذار حذر من ان الفراغ السياسي ينذر بالاسوأ ، وخصوصا ان الوضع الامني مرشح للتأزم أكثر ، مع استمرار تورط حزب الله واطراف آخرين ، ولو بمستويات مختلفة ،  في الحرب السورية .

 واعتبر ان اعلان بعبدا الذي أرداه حزب الله مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى ، لان النار المنتقلة الى لبنان لن توفر أحدا ، وسيكون أول ضحاياها ، من تسبب باستيرادها .

السابق
توقيف 3 أشخاص زوروا تراخيص زجاج سيارات حاجب للرؤية
التالي
السفارة الكندية تحذّر رعاياها زيارة الضاحية