ينبغي الافراج عن الجميع

يقول عنوان صحافي في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن بوتين يفتح أبواب القولاق، ويضع مئات آلاف الروس مقبورين أحياءً، كما كانت الحال في عهد القيصر وفي عهد ستالين، يقضي عشرات الآلاف منهم مدة العقوبة بسبب جرائم اقتصادية. إن باعث بوتين معلوم وهو ان يعيدهم الى الطريق السوي، أي الافراج عنهم من القولاق، أي اعطاء اقتصاد روسيا المتعثر دفعة.
يوجد في القولاق الذي لم يتغير كثيرا عما كان عليه في الماضي، أناس كانوا أرباب اقتصاد وتجارة الى ان زال حُسنهم أو تورطوا مع قوانين الامبراطورية. فاذا كان هذا صالحا لروسيا بوتين فربما تستطيع اسرائيل بنيامين نتنياهو ايضا ان تربح من اجراء كهذا.
سيُنتج صنع اسرائيل للسلام مع العدو ربحا ضخما. لا أعني الـ104 السجناء الأمنيين الملطخة أيديهم بالدماء، بل أعني أكثر من 10 آلاف سجين أمني فلسطيني يتعفنون عندنا في المعسكرات. هذا هو التفضل الانساني الذي سيُذيب الكراهية. فالمذاق الحلو للحرية سيُذيب العداوة وذكرى المعاناة، ويجب ان يُستبدل بعشرات السنين التي كنا نسير فيها في اماكننا خطوة من السياسة الواقعية المفاجئة. فيستطيع نتنياهو ان يفاجئ نفسه بل سيتفاجأ حتى باراك اوباما. علّم اوباما نفسه أنهم قادرون! ويستطيع نتنياهو ايضا ان يحرق أوراق لعب ‘المسيرة’ وان يجعلها قصة ليست حتى من الأفلام.
إن الافراج عن ارهابيين قرار صعب ومؤلم وهو مثير للاختلاف والمعارضة، لكنه سياسة واقعية للسلام بين الأعداء. وهنا خاصة يكمن المفتاح لقلب العدو. فقلب العدو هو الهدف في صنع السلام. وهذا هو الهدف الذي ينبغي ان توجه اليه مدافع المستقبل. يجب على من يصنع السلام، ولا أعني الله جل شأنه، أن يخاطر بقدر لا يقل عن مخاطرة اسحق رابين. ويجب عليه ان يبرهن بالاشارات والدلائل للعدو على ان نيته حقيقية وجدية. ماذا يعني أن نتنياهو لا يشبه بوتين؟ وماذا يكون حتى لو كان يخشى من ان يصرخ حجر من الجدار قائلا إنه يبحث عن السلام ولو كلف ذلك دما على الأيدي؟ وإنه ينطبق عليه حكم المضطهِد؟ اذا كان هذا هو الوضع فهذه علامة على أننا في مشكلة وسنضطر مرة اخرى الى انتظار ولاية رابين التالية.

السابق
الافراج عن الشقيقين من بريتال
التالي
الهبارية تحيي مهرجانها السنوي