عون في عرين القوات

يزور رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون زحلة ابتداء من الغد، في غياب لافت لأي دعوات حاشدة أو جماهيرية صادرة عن أي قوى سياسية في المنطقة، وذلك خلافاً لكل زياراته السابقة إلى البقاع، علماً أنّ لزحلة في قلبه مكانة خاصة عائلية ووزارية.
مصادر في “القوات اللبنانية” اعتبرت “أنّ مناخات الزيارة ليست ناضجة، ورأت أنّ لعبة إحراق صورة “القائد” لم تنفع في استجلاب مؤيّدين أو استفزازهم تحت عنوان أنّ “القوات” أحرقتها، وأنّ ذلك سيؤدي إلى حملة تضامن واسعة مع عون تترجم من خلال استقبال جماهيري كردّ على عملية إحراق الصورة”.

وأضافت “أنّ العلاقة مع الياس سكاف أقل من سيئة بقليل نتيجة مساعٍ حثيثة لفريق عون تجاه الأخير وليس العكس، كما أنّ العلاقة مع الوزير نقولا فتوش غير سويّة على رغم “تطنيشات” العونيين عن مشروعهم للإصلاح والتغيير في ما يتعلّق بكسّارات عائلة فتوش، وأكثر من ذلك، فإنّ عون الخائب من طعنات حلفائه المرتفعة المنسوب في هذه الأيام، بدءاً من منعه استغلال أضحوكة حقوق المسيحيين عبر تعطيل المجلس الدستوري، وصولاً إلى منعه من إيصال صهره إلى قيادة الجيش، والتي كانت تلك الشعرة التي قصمت ظهر البعير، إلّا أنها لن تفلح في نقل تكتل “التغيير والإصلاح” إلى موقع سياسي آخر نتيجة توغّله في الإبتعاد نحو نقاط متقدّمة في التحالف القائم مع “حزب الله”.

وأضافت المصادر “القواتية” نفسها، “أنّ زحلة، “عرين القوات اللبنانية”، تنتظر عون في الوقت الذي يتوازى حجم “القوات” مع أحجام 8 آذار في المدينة، والتي يتقدّم فيها سكاف على عون بأشواط، ما جعله يعزف عن إقامة لقاء جماهيري فيها.

وبالتالي، فإنّ عون يحاول من خلال هذه الزيارة العمل ميدانياً على استعادة واقع مسيحي متفلّت من عقاله نتيجة إصراره على القانون “الأرثوذكسي” تحت عنوان “استعادة حقوق المسيحيين”، إلا أنّ الرأي العام لا يركن إلى موقف واحد، أو يكتفي به ليحرّك رسمه البياني لمصلحة تيار أو مرشّح، هكذا يبدو أنّ المسيحيين، وبالأخص النبض الزحلاوي منهم، لم تقنعه قصّة الإنتخابات لقبول “التيار الوطني الحرّ” مجدداً، أو تقبّله على الأقل في صفوف قريبة من ” ثوّار الأرز”، لأنه، وعكس كل ما يشاع، فإن ذاكرة تعطيل مجلس النواب لسنتين كاملتين كان قد ساهم التيار موضوعياً وعملانياً فيها، لا تزال محفورة في ذاكرة الزحلاويين، كما أنّ إهمال التيار إدانة كل جرائم القتل التي طاولت شخصيات وقيادات تنتمي إلى فريق 14 آذار لها مكانتها، أمثال جبران تويني، ما زال حاضراً في ذاكرة الزحلاويين ولن ينسوه سريعاً”.

وخلصت المصادر “القواتية” في معرض قراءتها للزيارة العونية، إلى “أنّ عون لم يفلح أيضاً في تغطية الشذوذ السياسي الذي مارسه تياره في قضايا حقيقية وليس في “شعارات اعلاناتية” لا اكثر، كما وصفتها المصادر نفسها، من لاسا إلى “داتا” الإتصالات، إلى الفشل في الكهرباء، فالتغطية الدائمة للسلاح خارج الشرعية، وكأن الشرعية أضحت هي الشعار، ولكن لمضمون آخر لا يلتقي معها”.

وربّ سائل، تابعت المصادر إياها، هل يتمكّن عون من الإفلات أو التفلّت من شرنقة خانقة صنعها بنفسه بعيداً عن السياديين ولمصلحة القوة على حساب الحق كما كان يقول هو بنفسه؟! وختمت: “قد يساهم ما سيقوله عون في عشاء زحلة “غير الجماهيري” في وضع الإطار “العوني” للحركة المقبلة”.

السابق
اعادة فتح مركز الامن العام في العريضة
التالي
اللبونة… بروفا حرب ثالثة؟