الراعي : كفاكم تبعيّة للسنّي والشيعي

الموارنة

يحمل الراعي نقمة كبيرة على زعماء طائفته، والمواقف التي أطلقها طالباً منهم الكّف عن التبعية والالتحاق بالمحورين السنّي والشيعي، كان لها وقع مؤثر على الساحة المسيحية، وهي تأتي من ضمن سلسلة المواقف المفاجئة التي يطلقها الراعي في الفترة الأخيرة والتي بلغت ذروتها في انتقاده السلاح غير الشرعي كائناً من كان يحمله.

وتُفسّر أوساط متابعة أنّ الراعي لم يقصد في موقفه الهجوم على أي زعيم ماروني، فجميعهم “أبناؤه وأبناء الكنيسة”، وهو لم يدعِ الى الانفصال عن المكوّن السنّي او الشيعي والعيش بانعزال ضمن “كانتون” مسيحي ماروني، بل هدفه تحقيق وحدة الصف المسيحي المتمزّق والذي يتلهّى بالقشور وبخلافات الزواريب المسيحية الضيقة، ولا يعطي أهمية للنزاع السنّي – الشيعي وما يجلبه من خطر على الوجود المسيحي وسط التطاحن المذهبي الحاد”.

وتشدّد الأوساط على أنّ “المسيحيين سيخرجون محطّمين إن هم انغمسوا في هذا الصراع، لانهم الحلقة الأضعف فيه، فالسّنة لديهم دول تدعمهم والشيعة تمدّهم إيران بالمال والسلاح، والعلويون تساندهم إيران وروسيا والصين، بينما يتخلّى الغرب عن المسيحيين”.

وتوضح الأوساط انّ انتقاد الراعي الزعماء الموارنة ودعوتهم الى الانفصال عن المحور السنّي – الشيعي “ترافق مع الهجوم على دول الغرب التي لا يهمّها وجود المسيحيين بل مصالحها، وهي التي تغذّي الأصوليات. وقد التمس الراعي هذا الأمر من خلال جولاته وزياراته الخارجية، التي طرحت فيها القضايا المسيحية اللبنانية المحقّة، وخرج بنتيجة واحدة هي أن المسيحيين متروكون لقدرهم”.

وتضيف: “يأتي الهجوم المباغت أيضاً بعد يأس البطريركية من زعماء الموارنة، وهم اذا كانوا غير قادرين على تغيير مجرى السياسات في المنطقة، فعلى الأقل يمكنهم التأثير في الملفات الداخلية الوجودية، لأنهم لم يستطيعوا الاتفاق على قانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل المسيحي، ولم يعالجوا المواضيع التي تطرح على اللجان التي شكّلتها بكركي بجديّة.

أما الموضوع الضاغط الذي يُرعب البطريركية ويهدّد الوجود المسيحي فهو بيع الأراضي الذي تكثّف في الفترة الأخيرة، وترى البطريركية انّ الأحزاب المارونية لا تقوم بأيّ عمل جاد من أجل الضغط لمنع محازبيها على الاقل من بيع أراضيهم، بعدما تبيّن لها انّ معظم المسيحيين الذين يعرضون أرضهم للبيع مرتاحون مادياً، ولا يحتاجون الى أموال”.

أما بالنسبة الى مساواة فريق “14 آذار” بفريق “8 آذار”، فيرى الراعي بحسب الأوساط، انّ الجميع مسؤول عن الأزمة، “لأنّ المسيحيين في الفريقين
لا قدرة لهم على التاثير في السياسات الكبرى والاستراتيجية للفريقين، فـ”8 آذار” عموده الفقري “حزب الله” وحركة “أمل”، وقد رأينا “بأمّ العين” ماذا حصل مع “التيار الوطني الحرّ” الذي لم يدعمه حلفاؤه في أيّ من المواقف المفصلية التي كان يطالب بها التي تعارضت مع مصالحهم، فيما لم يتمكن مسيحيّو “14 آذار” من إقناع حلفائهم بقبول الاقتراح “الأرثوذكسي” ولا حتّى بتحسين التمثيل المسيحي داخل ادارات الدولة، مع انّ رئاسة الحكومة كانت مع حلفائهم من العام 2005 الى العام 2011، مع تفهّم الراعي للعوائق والمشكلات والصعوبات التي واجهها كلا الطرفين، مع التاكيد انّ البطريركية المارونية تدعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة قتلة شهداء “14 آذار”.

لن يتهاون الراعي من الآن فصاعداً مع استمرار خرق الصف المسيحي، وهو يرى انّ فترة السماح التي أُعطيت للزعماء الموارنة قد انتهت الى غير رجعة، فيما ستشهد الايام المقبلة مزيداً من التصعيد في المواقف، لوضع الزعماء أمام واجباتهم ومسؤولياتهم، غير آبه من ردّة الفعل التي قد تأتي منهم، لانه يتكلم بوجدان الشعب الماروني والمسيحي الذي تتدهور أوضاعه ويدفع ثمن مواقف ممثليه التي تقحمهم في النزاع السوري علماً أنّ نتائجه لن تكون ايجابية عليهم مهما كان المنتصر.

السابق
احمد طعمة الاوفر حظاً لرئاسة حكومة المنفى
التالي
شربل: هناك 3 اهداف اساسية موجودة على خرائط داريا