ارسلان: لا أرى املا بتأليف الحكومة او بالحوار بهذا الأداء السياسي

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم في عين التينة رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان ووزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال مروان خير الدين ونائب رئيس الحزب مروان أبو فاضل وجرى عرض للأوضاع والتطورات الراهنة.

بعد اللقاء قال ارسلان: “كالعادة نحن نزور دولة الرئيس دائما للتباحث معه في الأوضاع من خلفية حرصه على الوفاق الوطني وعلى الوصول الى تفاهمات بحدها الأدنى للمحافظة على وحدة اللبنانيين وتقوية مؤسسات الدولة وعلى قاعدة المبادرات المتتالية التي قام بها منذ فترة وحتى اليوم، والتي مع الأسف الشديد لا تلاقي التجاوب من قبل فريق من اللبنانيين. من أجل ذلك نحن دائما ننادي ونطالب كل اللبنانيين بأن الرئيس بري هو الرجل المؤهل الوحيد على المستوى السياسي الداخلي اللبناني الذي يملك القدرة على تدوير الزوايا وعلى إيجاد حلول للمشاكل العالقة كافة، لكن بكل صراحة “يد لوحدها لا تصفق”. ولقد لمست كالعادة من الرئيس بري كل جدية ووضعه كل إمكاناته بتصرف الوصول الى حد أدنى من التفاهم ولكن مع الأسف الشديد هناك حاجة لتعاون الجميع معه لنستطيع ان نحد من الخسائر التي تقع على المستوى الوطني العام”.

سئل: هل هناك حلحلة في موضوع الحكومة، وهل لمستم أي تقدم؟
أجاب: “بكل صراحة، قلت قبل أن أزور الرئيس بري الآن، وخرجت بالقناعة ذاتها، انه بهذا الأداء السياسي وبرفض مبادرات الرئيس بري لا أرى أن هناك أملا لا بتأليف الحكومة ولا لغير الحكومة. بل أنه لم يعد لدي أمل أيضا بطاولة الحوار لأن الكلام على طريقة من يسبق الحصان أو العربة يدخلنا في جدل بيزنطي في البلد. في النهاية نحن أمام أزمات، فإذا لم يكن هناك نية للحل بجدية لكل هذه الأمور فبرأيي ستبقى الأمور عالقة. وقلت قبل ثلاثة أيام وأقول اليوم خوفي الكبير من أن يتحول الحوار الى حوار طرشان كما هو حاصل الآن، ولم يعد أحد يريد أن يسمع الآخر، وهذا أمر مؤسف”.

اضاف: “من هنا أقول أن الرئيس بري تعب ويتعب، وسمعت منه الآن أيضا أنه مصر على الإنفتاح نفسه والمقاربة نفسها للوصول الى حلول، ولكن الحلول ليست عنده. فهو يحاول ايصال اللبنانيين الى حل وهو يحتاج الى تفويض لكي يستطيع ان ينجح في مسعاه، ويجب أيضا ان يكون هناك نوايا صافية في التعاطي معه لكي ينجز فعلا هذه المهمة”.

سئل: هل سيسعى لتدوير الزوايا في شأن التمديد لقيادة الجيش وحل هذه المعضلة؟
أجاب: بحثنا بالتفصيل في كل الأمور، من مسألة انعقاد المجلس النيابي، الى طاولة الحوار، الى تأليف الحكومة، الى مسألة سد الفراغ في قيادة الجيش، الرئيس بري يحاول إيجاد الحلول لكل هذه القضايا بكافة الطرق والوسائل مع كل الفرقاء اللبنانيين، ولكن الأجوبة التي تأتي أو نقرأها للبعض في الإعلام والتي تستبق أي خطوة حتى قبل بحث حقيقة هذه الحلول، هذه كلها لا تساعد بل تشكل عراقيل للحلول. وإن خوفي الشخصي، وليس موقف الرئيس بري، هو أن يكون المطلوب إقليميا وضع لبنان في الثلاجة لتجميد الوضع اللبناني، لأن ما يجري فعلا غير مبرر على الإطلاق لا على المستوى الوطني ولا على المستوى السياسي أو الإقتصادي والإجتماعي وانعكاساته على المستوى الداخلي، وتبريره الوحيد هو فقط مبدأ تعطيل المؤسسات الدستورية والحوار بين اللبنانيين لأننا فعلا كحزب وكفريق سياسي في البلد لا نجد أجوبة مقنعة حول كثير من الأمور، فكلمة ال”لا” أصبحت سهلة عند الجميع، كلمة الرفض صارت سهلة عند الجميع، والمبادرة للحل هي التي أصبحت صعبة وهذا أمر لا يشكل دليل صحة في البلد ولا يدل على حس وطني عام لمعالجة القضايا التي يمر بها لبنان”.

وختم: “الذي يقول أننا نريد أن نجرب تحييد لبنان عن الإنقسام الإقليمي وانعكاسات الوضع الإقليمي والدولي عليه، هذا ليس تصرفا يحمي البلد بل يعرضه أكثر وأكثر للأجندة الخارجية والدولية المطلوبة لتعطيل المسيرة السلمية في البلد، وإننا نرى التفجيرات المتنقلة في المناطق اللبنانية التي نشهدها منذ أكثر من سنتين، وكذلك التطرف الطائفي والمذهبي وتزايد التحريض، ولا نرى إيجابية في التقارب بل على العكس نرى دائما سلبيات وانقساما ورفع شعارات الطائفية والمذهبية لزيادة الشرخ بين اللبنانيين”.

السابق
جعفر فضل الله: للعودة إلى أدياننا المتجذرة في هذه المنطقة
التالي
مصادر دبلوماسية: منحى ايجابي في لبنان بعد القرار الاوروبي