تصاعد الاهتمام الاميركي بلبنان: متابعة الاوضاع الامنية ودور حزب الله في سوريا

 تصاعد الاهتمام الاميركي بلبنان: متابعة الاوضاع الامنية ودور حزب الله في سوريا

تزايد الاهتمام الاميركي بالوضع اللبناني مؤخرا ان من خلال الزيارات المتكررة للمسؤولين الاميركيين الى لبنان ، او من خلال الاتصال الذي جرى مؤخرا بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس اللبناني ميشال سليمان، وقد اوضح بيان صادر عن  البيت الابيض الاميركي ان الرئيس اوباما عبر للرئيس سليمان عن قلقه من نشاط حزب الله وتزايد دوره في سوريا والقتال عوضا عن نظام الاسد وتناقض ذلك مع سياسات الحكومة اللبنانية.

واضاف البيان الاميركي ان اوباما وسليمان اتفقا على احترام سياسة النأي بالنفس وبحثا كيفية حماية الاستقرار في لبنان وتعهد اوباما باستمرار مساعدة لبنان لمواجهة التحديات الناتجة عن الوضع السوري وان الرئيس الاميركي اشاد بجهود سليمان لتشكيل حكومة جديدة واجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد وفقا للمتطلبات الدستورية والقانونية.

فما هي ابعاد الاهتمام الاميركي بلبنان؟ وكيف يتجلى هذا الاهتمام؟ والى اين تتجه الاوضاع في لبنان والمنطقة وفقا للاوساط الاميركية؟

الاهتمام الاميركي بلبنان

بداية كيف يتجلى الاهتمام الاميركي بلبنان ؟

تجلى الاهتمام الاميركي بالوضع اللبنان من خلال العديد من المؤشرات ومنها الزيارات المتكررة للمسؤولين الاميركيين السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين والامنيين للبنان ومنهم اخيرا قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد ج.اوستن الثالث الذي التقى برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي حيث بحث الاوضاع السياسية والامنية معهما وفقا لبيان السفارة الاميركية.

ويضاف لذلك التعاون المستمر الامني والعسكري بين القوات الاميركية والاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية  واهتمام الجهات الاميركية بمتابعة اوضاع المصارف اللبنانية والشركات المالية اللبنانية ونشاطاتها في لبنان والخارج ويضاف لذلك تكثيف التحركات التي تقوم بها السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي على المسؤولين اللبنانيين ، واخيرا الاتصال الذي اجراه الرئيس الاميركي باراك اوباما بالرئيس ميشال سليمان لمتابعة الاوضاع اللبنانية وانعكاس ما يجري في سوريا على الوضع اللبناني وخصوصا دور الحزب في سوريا وكيفية تطبيق سياسة الالتزام بالنأي بالنفس التي اعلنتها الحكومة المستقيلة.

كما تشير مصادر مطلعة الى وجود اهتمام اميركي مكثف بملف النفط والغاز ودور مراكز الدراسات والابحاث المعنية بالشؤون الاستراتيجية والعسكرية وان هناك متابعة تفيصلية لكل الاوضاع اللبنانية الامنية والعسكرية والاجتماعية وخصوصا تداعيات الوضع السوري على لبنان وامور اللاجئين السوريين في لبنان والمنطقة.

الاسباب والنظرة المستقبلية

لكن ماهي الاسباب الحقيقية للاهتمام الاميركي المتزايد بلبنان؟ وكيف تنظر الاوساط الاميركية للبنان والمنطقة؟

تقول مصادر دبلوماسية مطلعة: ان هناك عدة اسباب للاهتمام الاميركي بلبنان ومنها: اولا الاوضاع السورية المتفاقمة وانعكاس ما يجري في سوريا على الوضع اللبناني اجتماعيا وسياسيا وامنيا وعسكريا وتزايد دور حزب الله في سوريا والتخوف الاميركي من وصول اسلحة كيماوية او استراتيجية الى الحزب وانعكاس ذلك على الصراع مع الجيش الاسرائيلي.

ثانيا: متابعة ملف النفط والغاز المكتشف في لبنان والمنطقة والاهتمام الامريكي والدولي يهذا الملف نظرا لاتعكاساته الاقتصادية والسياسية والحرص الاميركي والدولي على الاستقرار لتأمين انطلاق عمليات التنقيب واستخراج النفط.

ثالثا :متابعة اوضاع اللاجئين السوريين في لبنان وقيام المؤسسات الاميركية بتقديم الدعم للبنان نظرا لعدم قدرة لبنان على تحمل هذه المسؤولية.

رابعا : اهمية التعاون العسكري والامني والمالي والاقتصادي بين المؤسسات الاميركية واللبنانية وخصوصا في اطار مواجهة دور حزب الله ومايسميه الاميركيين "ملف الارهاب" ورغبة الاميركيين بدعم الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية والتعاون معها.

واما عن الاوضاع المستقبلية فرغم ان المصادر الدبلوماسية تتحدث عن وجود مخاوف لدى الاوساط الاميركية من التطورات الامنية والسياسية واندلاع معارك كبرى في المنطقة فانها تعتبر ان حماية الاستقرار في لبنان يشكل احد اهم الاولويات الاميركية لاسباب عديدة ، لكن ذلك لا يعني ان الاوضاع ستبقى تحت السيطرة دوما بل هي مفتوحة على كل الاحتمالات.

قاسم قصير

 

السابق
ترقب عالمي لخطاب نصر الله.. وكوادر حزب الله في القصير
التالي
حزب الله يهدد اسرائيل بإعادتها للعصر الحجري