القاعدة اقوى في ذكرى اغتيال زعيمها

يصادف اليوم الذكرى الثانية لاغتيال الشيخ اسامة بن لادن في بلدة ابوت اباد قرب العاصمة الباكستانية اسلام اباد، على ايدي وحدة العجول التابعة لقوات النخبة الامريكية.
تنظيم ‘القاعدة’ الذي اسسه الشيخ بن لادن عام 1996 في افغانستان، لم يضعف مطلقا مثلما توقع الامريكان، سواء بعد احتلال افغانستان في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2001، او بعد اغتيال زعيمه، بل اصبح اكثر قوة وخطورة وانتشارا.
قبل احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001 كان التنظيم مركزيا صغيرا يتخذ من افغانستان مقرا له، وتنطلق منها عملياته ضد اهداف امريكية وغربية مثل الهجوم على سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، ومهاجمة السفينة الحربية اس.اس كول في ميناء عدن جنوب اليمن، او الهجوم الاكبر والاهم على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.
الآن، تغيرت الصورة كليا، فقد بات التنظيم منتشرا في معظم انحاء العالم الاسلامي، والفضل في ذلك لا يعود فقط الى ايديولوجيته الجهادية المغرية للكثير من الشباب الاسلامي الساخط، وانما ايضا الى تغول السياسات الامريكية والغربية في الهيمنة على العالم الاسلامي، او بعض اجزائه، وتبنيها للمجازر الاسرائيلية المتواصلة في فلسطين المحتلة ودول الجوار، ولبنان على وجه الخصوص.
تنظيم ‘القاعدة’ يملك عدة مقار رسمية حاليا في اليمن والعراق وافغانستان والصومال وشمال افريقيا ومنطقة الساحل في الصحراء الكبرى، واخيرا في سورية متمثلا في جبهة النصرة التي قدمت البيعة لزعيمه الدكتور ايمن الظواهري قبل ثلاثة اسابيع.
الادارة الامريكية ما زالت تعتبر التنظيم الخطر الاكبر الذي يهدد امنها واستقرارها، وتنفق حاليا عشرات المليارات من الدولارات على اجراءات امنية وشبكات استخبارية على امل التقليص من خطورته ومنع اي هجمات انتقامية يمكن ان يقدم على تنفيذها للانتقام لمقتل زعيمه.
ومن اللافت ان هذه الادارة ما زالت تخشى من الرجل ميتا، بدليل انها حتى هذه اللحظة لم تنشر صورا له بعد اغتياله، ولم تكشف عن كيفية تنفيذ هذا الاغتيال، والسبب الحقيقي لسقوط مروحية في فناء المنزل وادعت انه لاسباب فنية، بينما لا يستبعد خبراء ان تكون اسقطت من قبل الشيخ وحراسه.
اسئلة كثيرة ما زالت مطروحة ومشروعة حول مصداقية الرواية التي تقول انه جرى دفن جثمانه في البحر وعلى الطريقة الاسلامية، ومعه احد ابنائه، فلماذا الدفن في البحر وليس على اليابسة، حتى لو كان هذا الدفن في مكان مجهول مثلما حدث مع العقيد معمر القذافي وابنه ووزير دفاعه، مع تسليمنا بالفارق الكبير في المقارنة بين الرجلين.
صحيح ان الادارة الامريكية اغتالت رأس التنظيم، ولكن جسمه اصبح اكثر قوة واقوى عضلات وقادرا على توريط هذه الادارة وغيرها من الادارات الغربية في حروب استنزاف دامية بشريا وماديا، وما يجري في مالي واليمن وافغانستان احد ابرز الامثلة.
ولعل اتساع دائرة نفوذ التنظيم ووجوده في كل من العراق وسورية الكابوس الاكبر لامريكا، فالشغل الشاغل للرئيس باراك اوباما وحليفه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي هو احتمال وقوع اسلحة كيماوية سورية في يد هذا التنظيم والجماعات الجهادية المنضوية تحت خيمته، واستخدامها ضد دولة الاحتلال في فلسطين.
تنظيم ‘القاعدة’ مثل التنين الاسطوري، كلما قطعت احد رؤوسه تنبت مكانه عدة رؤوس اخرى، ولذلك سيظل يشكل هاجسا مرعبا للادارات الامريكية الحالية والقادمة طالما تتمسك بسياستها نفسها التي ادت الى وجوده وصعوده.

السابق
خاطفو اللبنانيين في أعزاز يطلبون مبادلتهم بسجينات سوريات
التالي
تدريبات اسرائيلية مفاجئة على الحدود تحضيرا للمواجهة