“البيوت بأهلها”

يؤكد لنا هذا القول العامي أن قيمة أي بيت هي من قيمة وكرامة أهله وقاطنيه أو شاغليه. أما حينما يكون الوصول إلى بيت من بيوت الشعب قد تأمّن عن طريق التسلق على أكتاف أصحاب "القمصان السود" فيصبح عندها من البديهي لا بل من الضروري أن يسعى الأحرار والشرفاء لإزالة هذا الانتهاك وهذا التعدي.
أكثر من ذلك، حينما يثبت للعلن أن شاغل الدار لم يحفظ كرامته وكرامة الدار، عندها تشتدّ همة المطالبين بتحرير الدار من شاغلها. فكلنا يتذكّر حجم التطاول والإهانات التي تعرّض لها رئيس الحكومة، شاغل أرفع "منصب سني" من قبل طلال إرسلان وجميل السيد ووئام وهاب وميشال عون وجبران باسيل وحتى من نبيه برّي…. وما ذِكرُنا "لسنيّة" المُعْتَدَى عليه إلا رداً على القائلين لنا بعدم جواز التعرّض لنجيب ميقاتي ولمقام رئاسة الحكومة!! فدولته كما الغيارى على الطائفة من حوله لم يحركوا ساكناً بوجه المتطاولين عليه وعلى المقام الذي يشغله!
نعم، للبيوت قيمة وحرمة بقدر ما يدافع أهل هذه البيوت عنها وعن حُرمَتِها أما حينما تُُشرِّع البيوت لاستقبال المتهمين المتطاولين وحينما تُستعمل رمزية هذه البيوت للتلطي وراءها من أجل تمرير القتل والتعدي تفقد هذه البيوت أي قيمة وتسقط حرمتها. إننا من الذين لا يعبدون الأصنام والبيوت، بل إننا من دعاة تحصين البيوت والدور بالكرامة والعزّة.
إننا مع الرجال، الرجال بناة البيوت وحماتها، ونأبى أن تُستغلّ هذه البيوت من قبل أي متسلل مستقوٍ بظالم أو قاتل أو معتدٍ، لذلك واجب على كل حرّ منا "كسر" عناد وتَشبُث نجيب ميقاتي وحلفاؤه باختطافهم الرئاسة الثالثة وانتهاكهم لحرمتها. كان هذا واجبنا الوطني يوم تكليف ميقاتي ولكننا لم نُقدِمْ، وأصبح اليوم واجبنا أكثر إلحاحاً وطنياً و"سنياً" شاء حزب الله أم أبى! شاء أصحاب الفتاوى أم أبوا!

المحامي حسان الرفاعي

السابق
مانجيان: سلسلة الرتب والرواتب على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الاربعاء
التالي
طائرات اسرائيلية ألقت أجسام غريبة فوق الغازية وصيدا