طلاق الفنانين… ماذا يخفي وراءه؟

أبغض الحلال، لا ينكر أحد صدمته مهما كان متوقعاً من الزوجين، فالطلاق لا يتوقف عن إثارة الجدل بين الناس، خصوصاً إذا وقع في وسط المشاهير، فيبرز الكثير من الصحف والمواقع الرسمية انفصال الفنانين من أجل كسب أكبر عدد من القراء، إذ تصاحب أخبار الطلاق أخبار مختلقة ولا تمس الواقع بصلة بينما يرى أصحاب الحكاية أن من الأفضل أن تظل أسرار الطلاق في الغرف المغلقة بعد الوصول إلى التسويات.
ففي العالم العربي؛ من كان يتوقع الطلاق بين ميرفت أمين وحسين فهمي، أو بين بوسي ونور الشريف، أو طلاق حنان ترك وغيرهم من الفنانين، لكن يظل السؤال هل هناك أسباب مختلفة للطلاق بين الفنانين؟… التحقيق الآتي يحاول أن يجد إجابة عن هذا السؤال:
الفنانة باسمة حمادة اعتبرت أن حالات الطلاق في الوسط الفني ليست بدعة أو حالة مختلفة عن كل شرائح المجتمع، «فالفنانة قد تتخذ قرار الطلاق من زوجها للأسباب نفسها التي تنفصل بسببها أي موظفة نتيجة المعاملة السيئة أو حصول الزوج على أموالها، بل وأخذ «كارت البنك» منها بالقوة، فالقضية لم تخرج عن الأسباب نفسها وإن كانت الفنانة تواجه مشاكل بالجملة من زوجها نتيجة الغيرة من المحبين والجمهور، وهو أمر لا يقدّره إلا القليل من الأزواج».
وفي ما يتعلق بعدم استمرار العلاقة الزوجية بشكل طبيعي بين الفنانة والفنان، رأت حمادة أن هذه العملية تواجه سوء تقدير عندما يحدث الطلاق، «فالمرأة الفنانة إذا أصبحت نجمة، وأشار الجمهور إليها بالبنان فهي حصلت على ذلك بمجهودها وتعبها، وللأسف الزوج لا يدرك في الكثير من الأحيان أنه لا يمكن أن تجسّد دوره كرجل ويفترض ألا يغضب أو ينزعج أو حتى يغار نتيجة أن زوجته أصبحت نجمة أو جسّدت دوراً فنياً مميزاً»، مشيرة إلى أن ضعف المرأة في النهاية يستغل بشكل كبير خصوصاً أننا في مجتمع شرقي.
أما الفنانة أمل العوضي، فأكدت أن الموضوع قسمة ونصيب في النهاية وقد يكون للفن علاقة بموضوع الطلاق، «ولا يمكن أن نتكئ على الفن في انفصال الفنانة عن زوجها لأن بعضهن «لا توفق» رغم أنها أعطت لبيتها كل الوقت، لكن ذلك لا يعني أن المرأة ممكن أن توفّق بين الفن والبيت معاً، لأن وقت التصوير يطول ناهيك عن الطاقة التي تبذلها الفنانة طوال اليوم ومن الصعب أن توفق تماماً في علاقتها مع زوجها وهي تعمل في الفن بشكل احترافي»، مشددة على أن الأسرة تحتاج المزيد من الوقت والهدوء والمتابعة حتى تعيش في أجواء صحية.
واعترفت المطربة بسمة أنها كانت متفقة مع زوجها قبل الطلاق أن تمارس الغناء من دون أي تدخل منه، إلا أنه بعد فترة من الزواج رفض هذا الأمر وتم الانفصال، وقالت: «الغناء هواية أحبها وقد اشترطت من البداية عليه، لكن مع مرور الوقت رفض الأمر وقد تكون الأسباب كثيرة، لكن بشكل عام الزوج لا يقدّر ولا يقبل دائماً أن يحيط بزوجته الكثير من الرجال بسبب عملها»، مشددة على أنها غير نادمة على الانفصال لأن زوجها كان يدرك قبل الزواج أنها تحب الغناء.
الفنان أحمد جوهر أرجع سبب الطلاق إلى الفنان نفسه، وقال: «الكثير من الفنانين ينسون أنفسهم بمجرد أن يحصلوا على مساحة من الشهرة، والبعض «يلعب بذيله» ويتعامل بنوع من التعالي مع زوجته، بل وينساها ويتأخّر خارج المنزل وتكون الحجة الحاضرة دائماً أن لديه تصويراً، لكن هناك بعض النساء تصيب الزوج الفنان بصداع وتراقبه على مدار 24 ساعة وتتجسس عليه بداعٍ ومن دون داعٍ إلى أن «تطيح» عليه أو يمل من الدور الذي تمارسه عليه»، مشدداً على أنه مع العلاقة الزوجية التي تسير وفق القواعد الاجتماعية المعروفة والتي يمارس فيها كل طرف دوره في العلاقة بشكل يحترم من خلاله الآخر.
أما الفنانة أماني الحجي، فاعتبرت أن انشغال الفنانة هو السبب الرئيسي لطلاقها، وقالت: «الفن واسع ومن السهل أن ينشغل الإنسان بالعمل فيه على مدار الساعة، لكن لابد أن يدرك طبيعة الحياة، فهناك أمور يجب أن توضع في الحسبان».
وأضافت الحجي: «سهولة الزواج الثاني للزوج جعلته يتخذ قرار الطلاق في أسرع وقت ممكن لأنه ليس مكلفاً كالزواج الأول، لا سيما إذا كانت الزوجة الثانية مطلقة سابقاً».
وشدد الفنان شهاب جوهر على أن الفنان يقبل على الطلاق عندما يقع في المحرمات، «ولا شك أن لكل من يعمل بالوسط الفني معجبات ومعجبين خصوصاً عندما يصبح اسماً معروفاً، ومن السهل أن يقع في أخطاء يدفع تكلفتها من استقراره الاجتماعي، وعندها يصبح مُطالباً بأن يوازن الأمور بين ما هو مسموح وما هو ممنوع، وكلما كان صريحاً مع زوجته في اتصالاته وعلاقاته كانت علاقته الزوجية آمنة وكلما شاب علاقته أي محرمات عجّل بنهاية استقراره وعلاقته بزوجته».
وأضاف جوهر: «بعض الفنانين لا يدرك طبيعة العلاقة الزوجية ويتصرّف كأنه وصل إلى القمة حتى أمام الكاميرا من دون وضع حدود إلى تصرفاته»، مشدداً على أنه رفض الكثير من الأعمال بسبب مشاهد لم يرغب في أن تشاهده فيها زوجته وأسرته وجمهوره.
من جانبه، أكد الفنان محمد الصيرفي أن الأضواء والشهرة مدمّرة للعلاقة الزوجية إذا لم تكن هناك ضوابط من الفنانة أو الفنان، وقال: «علينا أن نكون أكثر واقعية مع أنفسنا ونعترف بأن العمل في الفن مختلف عن الأعمال الأخرى، فنحن نمارس تجسيد المشاعر المختلفة، بمعنى أن كل مسلسل نظهر فيه بسلوك مختلف وهذا الأمر قد ينعكس على سلوكه الشخصي بشكل أو بآخر، لكن القضية أننا جميعاً لا نتصارح مع أنفسنا لأن النفس أمّارة بالسوء».
ورأى الصيرفي أن «المعجبين ومن يعمل مع الفنان قد ينسفون حياة الفنان أو الفنانة، فالقضية بحاجة إلى «كنترول» في السلوك واحترام للطرف الآخر في العلاقة الزوجية، لأن الاستهتار بمشاعر شريك الحياة هو السبب الأول في الطلاق، إذا ما وضع في الاعتبار انني جسّدت بطولة مسلسلين كانت المحاور الدرامية تدور في هذا الفلك وهما مسلسل «المزواج» و«رجال وسط حريم»، واكتشفت أن لمجتمعنا خصوصية نحتاج أن نذكر بها أنفسنا كل فترة حتى تسير حياتنا بشكل طبيعي من دون أزمات زوجية».

عويد المشعان: النزوات والغيرة وراء طلاق الفنانين

يرى الدكتور عويد المشعان – أستاذ علم النفس والمتخصص في الاستشارات الاجتماعية والنفسية – أن «طلاق المشاهير أصبح سائداً بسبب الغيرة والصراعات من المعجبين والانفعالات اللامنطقية بينهما، وهذه الظاهرة في ازدياد كبير بين الفنانين لبراعتهم في التمثيل وتجسيدهم أدوار الحب، فالكثير من الفنانين العرب قد يتزوج إحدى الفنانات بسبب قبلة في مشهد، كما أن الفنان بشكل عام صاحب إحساس مرهف وقد يؤثر فيه الكثير من المشاهد مع فنانة ويستمر في علاقته معها سواء كان فنانا أو فنانة، ولا ننسى أن حياة الأضواء كثيراً ما تبعد بعض الفنانين عن الأعراف الاجتماعية، فهو لا يفكر في ما يردده الناس بقدر ما يفكر بماذا يريد من غرامياته ونزواته».
وأضاف المشعان أن «الحل يكمن في أن يعامل كل إنسان شريكه في الحياة من منطلق إنساني واجتماعي مسؤول بعيداً عن الأهواء والغرائز من أجل استمرار الحياة بينهما بشكل طبيعي، ويجب على من يعمل بالفن أن يرسم لحياته خطوات ذات طبيعة اجتماعية ويتفاعل مع من حوله في المجتمع حتى يطبّق العادات والتقاليد بشكل طبيعي ومن دون انفصال أو عزلة لينعم هو وعائلته بحياة مستقرة».  

السابق
ريهانا بحذاء أطول من شورتها
التالي
صابر الرباعي: أفكر في الهجرة