اللواء: عون ينتظر التحقيق في خبر إستهدافه ولا أثر للرصاص في صيدا

بقيت الاحداث الامنية الجارية بين الخطف وطلب فدية، وفرار من عصابات، وهواجس القتل والاغتيال، وملاحقة هاربين من وجه العدالة، يتصدون للقوى الامنية من جيش وقوى امن بالرصاص والنار، تقض مضاجع اللبنانيين، في ظل غياب ملموس لدوائر السلطة، مع ان العناصر الامنية تدفع حياتها لاستعادة هيبة الدولة، تماما كما حصل بالنسبة للضابط الشهيد عباس جمعة الذي سقط في مطاردة حسن كركي المعروف بـ"عنتر" على ابواب الضاحية الجنوبية في محلة الغبيري.

وفي ظل معمعة الكر والفر هذه، حاول التيار العوني اضفاء مزيد من التعمية على ما اعتبره محاولة لاغتيال رئيسه النائب ميشال عون، وهو في طريقه من جزين الى بيروت عبر صيدا، مستمراً في سجال اعلامي وامني ليبرر السقطات التي رافقت الكشف عن محاولة الاغتيال بعدما لجأت المؤسسة اللبنانية للارسال الى الرد على التيار العوني بأنها لم تكن أول من اذاع خبر تعرض عون للمحاولة الملتبسة، لينتهي التيار الى طلب انتظار نتائج التحقيق وعدم الغوص في الاستنتاجات، وفي وقت كانت فيه مصادر قضائية تنفي ان يكون الموكب الفعلي قد مر في صيدا، او ان اطلاقاً للنار جرى في تلك المنطقة، مرجحة ان تكون الرصاصة التي اخترقت سيارة الموكب قديمة.
على ان الاخطر في الشق الداخلي تحذير القمة الروحية من زيادة حجم التضخم، ومطالبة الدولة "اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تنقذ من خطر الانهيار الكبير"، متبنية نداءات الهيئات الاقتصادية والصناعية، داعية المسؤولين للتعاون على تحقيق الخير العام وتعزيز الوحدة الداخلية.

وتجاهلت القمة التي انعقدت امس في بكركي الاشارة الى سلسلة الرتب والرواتب، لكنها طالبت الدولة بإنتهاج سياسة اجتماعية – اقتصادية تعتمد نظاماً ضرائبياً اكثر عدالة، وتوفر الخدمات الاجتماعية والصحية والانمائية للفئات والمناطق المحرومة، مشددة على ان المناخ السياسي والامني هو الشرط الاول والاساسي للاستقرار والنمو الاقتصاديين.
وفي مجال آخر، ثمنت القمة الروحية زيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر، وادانت فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام ونبيه محمد (ص)، وقررت تشكيل لجنة من القانونيين المتخصصين في القانون الدولي من اجل صياغة توصية لرفعها الى الامم المتحدة وجامعة الدول العربية من اجل صيانة الاديان السماوية.

وجاءت صرخة القمة الروحية تجاه "خطر الانهيار الكبير"، بالتزامن مع ارتفاع صوت الهيئات الاقتصادية، والخبراء وأهل المال والأعمال والبنك الدولي وصندوق النقد، بالتحذير من موضوع السلسلة والضرائب المقترحة لتغطيتها.
ولفت رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمّد شقير في هذا السياق، إلى انه أصبحت لديه قناعة ثابتة بأن هناك قراراً بإفلاس البلد، مشيراً إلى أن فرض ضرائب جديدة بقيمة 4 مليارات دولار تساوي 10 بالمائة من الناتج المحلي يهز كيان اكبر بلد.
اما رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، فقد رأى أن الوضع الاقتصادي يتطلب قرارات جريئة، مطالباً ليس فقط بعدم إقرار الزيادة في الرواتب للرؤساء والوزراء والنواب والمسؤولين بل بخفضها إلى النصف لإعطاء المثل الصالح للمواطنين.

وفي هذا السياق، نقل عن الرئيس نبيه برّي انه ضد إعطاء الرؤساء والوزراء والنواب الزيادة المقررة في مشروع الحكومة لتمويل سلسلة الرواتب، في وقت سجل فيه لقاء سياسي لافت انعقد في عين التينة بينه وبين رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي زاره ظهر أمس بناء على دعوة واتفاق مسبق.
وفُهم أن الاتفاق على الاجتماع جرى خلال انعقاد الجلسة الأخيرة لطاولة الحوار، وهو جاء تتمة للاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس السنيورة بالرئيس بري في أعقاب الخطاب الذي ألقاه بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في النبطية، والذي هنأه فيه على موقفه، وأبلغه في ذلك الحين أنه يرغب بتناول فنجان قهوة معه، فرحّب به بري قائلاً: "أهلاً وسهلاً بك على الغداء"، وهكذا حصل.
ولفتت مصادر الرئيس السنيورة، التي حرصت على وصف اللقاء بأنه "إختراق للحواجز من أجل كسر الجليد" إلى أن البحث بين الرجلين شمل كل المواضيع المطروحة من الوضع الأمني وحوادث الخطف، إلى الوضع المالي والاقتصادي، وقانون الانتخاب، والحوار، إلى الظروف المحيطة بلبنان والمنطقة، مشيرة إلى أن الجو كان إيجابياً، إلا أن ذلك لا يعني أنه كان هناك اتفاق على كل شيء، مستدركة بأن الخلاف لا يمنع من استمرار التواصل من أجل تجنيب البلد أية ردات فعل سلبية، خصوصاً وأن ثمة من لا يرغب في أن يلتقي الناس مع بعضهم.
وحيال هذه النقطة بالذات، أوضح المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة، "أن الزيارة جاءت للحفاظ على الاستقرار وحماية السلم الأهلي، في ظل استمرار التباين والخلاف السياسي، وبهدف السعي لتعزيز سلطة الدولة".

ولم يتم التأكيد من أي من الطرفين، عما إذا كان البحث تناول موضوع تأليف حكومة إنتقالية للإشراف على الانتخابات النيابية، لكن الوزير السابق وئام وهّاب ذكر بأن الرئيس ميشال سليمان فاتح "حزب الله" بموضوع الحكومة، وكشف في مقابلة مع تلفزيون M.T.V بأن رئيس الجمهورية طرح فكرة تأليف مجلس أعلى للدفاع يتمثل فيه الجيش والمقاومة، كآلية لتطبيق تصوّره للاستراتيجية الدفاعية، إلا أن الحزب لم يتحمّس للفكرة.
وكان مصدر نيابي في قوى 14 آذار، قد كشف بأن موضوع التحالفات الانتخابية، ولا سيما بين جنبلاط وتيار "المستقبل"، لا يزال سابقاً لأوانه، وهو سيأتي في مرحلة لاحقة، بعد ان يتم التفاهم على الوضع الحكومي، على اعتبار ان الانتخابات لا يجوز ان تجري في ظل الحكومة القائمة والتي لا يزال يتمسك بها زعيم المختارة.
تجدر الاشارة الى ان قانون الانتخاب سيحضر مجدداً امام اللجان النيابية الخميس، رغم انه لا يتوقع ان تشهد تلك الجلسة اي جديد طالما ان التوافق السياسي حول مشروع الحكومة النسبي غير متوافر، وان وزير الخارجية المعني بتقديم اجابات في شأن آلية اقتراع المغتربين غائب عن لبنان بسبب مشاركته مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في زيارته الى نيويورك والتحاقه نهاية الاسبوع بالرئيس سليمان في جولته الأميركية.

مسألة المخطوفين
وعلى صعيد آخر، اعلنت هيئة العلماء المسلمين بأن انفراجاً قريباً جداً ينتظر حدوثه في ملف المحتجزين اللبنانيين في سوريا، بحيث يتم الافراج عن أحدهم في الساعات القليلة المقبلة.
وفيما جددت الهيئة مناشدتها لاطلاق جميع المحتجزين واعادتهم الى ذويهم سالمين في اقرب وقت. كشف عضو الهيئة الشيخ سالم الرافعي، ان المخطوف الذي سيتم اطلاقه اليوم هو عوض ابراهيم.  

السابق
لن يسمع استسلامنا…
التالي
الحياة: عون يطلب انتظار التحقيق في اطلاق النار على موكبه ردا على المغالطات والتسريبات الكاذبة