الشرق الأوسط: بري أشاد بدعوة خادم الحرمين إلى الحوار بين المذاهب الإسلامية

قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إن "الهدف مما يحصل في سوريا هو (سايكس بيكو) جديدة". واعتبر أن "سوريا أكبر من معركة في أي مدينة، وهي أكثر اتساعا من معبر حدودي ومن سلاح ومال عابر للحدود، وهي لا تستحق ما يصيبها من موت ودمار كبيرين، ولا تستحق أن تكون ساحة للرماية بالموت على جسدها".
ووجه بري، في كلمة ألقاها أمس في الذكرى السنوية لاختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام موسى الصدر، نداء إلى "العقل العربي والعقل السوري بوقف نزيف الدم وسلوك طريق الحوار"، مبديا أسفه لعدم رؤيته "دورا عربيا كافيا لرسم نهاية سعيدة للمسألة السورية".
واعتبر بري أن "لبنان يمثل تفصيلا بالمشهد، وهو يتأثر حتما بالمشهد ولا يؤثر في النتائج، كما أن هناك أطرافا عديدة تعمدت تجاوز سياسة النأي بالنفس عبر الحدود ليس في التصريحات فقط". وأضاف بري أنه يرى في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد في طهران "ضرورة لإبقاء الدعم لحل الأزمة السورية ودعم مهمة الإبراهيمي، وإلا فإن الحوار بالدم والنار سيستمر".
ودعا بري إلى رفض دعوات التكفير، وإلى التنبه إلى أن "أعداء الإسلام يحاولون أخذنا بيدنا نحو الفتنة، وندعو لرفض العنف ومبدأ فرض الإصلاحات والتغيير بالقوة، وندين منع التغيير بالقوة". وقال "أشهد أننا شيعيو الهوية سنيو الهوى لبنانيو الحمى والمنتهى، أليس لبنان وطنا نهائيا؟ قالها موسى الصدر". ورحب بدعوة الملك عبد الله لتعزيز مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض، مشيدا بالوحدة التي لولاها "لسادت الفرقة وأعيد إنتاج الاستعمار والانتداب وإسرائيل الكبرى".
وأعلن بري أنه على الصعيدين الرسمي اللبناني وحركة أمل (التي أسسها الصدر ويرأسها بري) ما زال العمل قائما من أجل تحرير الصدر وأخويه، وقال "إننا نمحص كل شاردة وواردة تتعلق بالقضية من دون أن نغفل أي تفصيل، لكنها تبقى محصورة بدوائر النظام الضيقة ممن كان يثق فيهم القذافي". وأضاف "اتصالاتنا توسعت لتشمل دول الجوار الليبي إلى حيث اعتقل أبناء القذافي وأزلامه"، وأعلن أنه "تلقى إشارات إيجابية لإمكانية استجواب، وغدا (اليوم) أو الأحد إحدى المحطات الأساسية في هذا الموضوع". كما شكر بري كل تعاون من أعلى السلطات الليبية قائلا "نعتبر تحرير الإمام الصدر قضية وطنية، وقد تأكدت ليبيا ونحن أن كل ما سرب عن جثامين غير صحيح، وأن النظام البائد ما زال يحاول التضليل".
ورحب بري بزيارة البابا إلى لبنان، ووجه عناية الجميع إلى أن "الوحدة هي الرد على الفتنة"، وأننا "في لبنان قد أصابنا ما أصابنا نتيجة الحروب الصغيرة والكبيرة التي عشناها". وأضاف أن "أحد أهداف ما يجري من حولنا حفظ أمن إسرائيل والسعي لتحويل وجهة الصراع من عربي إسرائيلي إلى عربي فارسي وإلى إسلامي إسلامي، والهدف أن تتحول إسرائيل إلى كيان قومي يهودي". وأكد أن "الاستقرار في الشرق الأوسط يبقى مرهونا بتحرير فلسطين والعودة، وأحد فصول التصعيد الإسرائيلي يتمثل في الاستيطان، كما أن إسرائيل لم تلتزم حتى الآن بالقرار 1701"، بالإضافة إلى تأكيده على الوحدة الوطنية باعتبارها "السلاح الأمضى في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي". واعتبر أن "قوة لبنان هي في مقاومته ووحدته وجيشه". وأضاف "لا نزايد في مسألة المقاومة والدفاع، ونحن لا نعتبر أن المقاومة والحدود صفتان شيعيتان بل مسؤولية الدولة".  

السابق
الحياة: بري: ندعم مهمة الإبراهيمي لحوار ملزم للسوريين وما سمعتموه عن جثامين في ملف الصدر غير صحيح
التالي
نحن وإسرائيل اليوم