منصور: لبنان ينأى بنفسه عن القرار المتعلق بسوريا ونامل ان تخرج من محنتها

القى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، كلمة لبنان في مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في جدة، جدد فيها موقف لبنان النأي بالنفس من الموضوع السوري. وجاء في الكلمة:

"اتوجه بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على دعوته الكريمة لعقد هذا المؤتمر الاستثنائي وتنظيمه، وعلى الحفاوة التي لقيناها في هذه الربوع العزيزة منذ وصولنا اليها. كما اغتنم هذه المناسبة لأتقدم من اخي صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل الغائب عنا اليوم، بالتهنئة القلبية على نجاح العملية الجراحية متمنين له الشفاء العاجل والعودة الينا في اقرب وقت للاطلاع بدوره الفعال بجانب أشقائه. كما أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بأحر التعازي لوزير الخارجية الإيرانية على الضحايا التي سقطت من جراء الزلزال الذي ضرب شمال إيران منذ يومين، وأودى بحياة المئات من الإيرانيين".

اضاف: "لقد تضمن البيان الختامي مواضيع حساسة تهم عالمنا العربي والإسلامي، ولا سيما موضوع فلسطين وسوريا ومالي ومنطقة الساحل والاقلية المسلمة في ميانمار وقضايا الاصلاح والتصدي للعنف والتطرف والتعاون بين دول المؤتمر".

وتابع: "إننا وإن كنا نؤيد وندعم ما جاء في البيان الختامي المتعلق بفلسطين ومالي ومنطقة الساحل والاقلية المسلمة في ميانمار وقضايا الاصلاح، فانه بالنسبة للموضوع الفلسطيني كم كنا نتمنى ان يتضمن البيان قرارا حازما من المؤتمر بوقف وتعليق كافة اشكال التعاون والتواصل السياسي والاقتصادي والتجاري مع العدو الاسرائيلي وممارسة الضغوط العملية عليه من خلال تشديد المقاطعة الاقتصادية معه، وهو الذي لم يتوقف عن فرض الحصار على شعب فلسطين وانتهاك الأماكن المقدسة ومصادرة الاراضي وهدم البيوت وبناء المستوطنات غير عابئ بالقرارات الدولية والتوصيات والتنديدات والادانات العربية والاسلامية وغيرها من المقررات التي لا يكترث لها ولا تؤثر فيه، والتي يرى فيها انها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه".

وقال: "اما بالنسبة للموضوع السوري، فإن لبنان سبق له ومنذ بداية الأحداث في سوريا الشقيقة، ان اعتمد سياسة النأي بالنفس وهذه السياسة استندت في جوهرها الى ان الحل في سوريا يجب ان يكون حلا سياسيا داخليا، يعتمد على الحوار بين القيادة والمعارضة وعلى تطبيق الاصلاحات. وان التدخل الخارجي سيعقد الأزمة ولن يحلها، وان تدفق الأموال والسلاح على سوريا يشكل تهديدا خطرا لوحدة ارضها وشعبها وسيادتها، ويزيد من دورة العنف والقتل والدمار. كما ان التأجيج الاعلامي المبرمج والموجه وبث النعرات الدينية والطائفية والمذهبية، واستمرار العنف بكافة اشكاله ستكون له مضاعفاته الخطيرة ليس على سوريا ارضا وشعبا وامان على دول المنطقة ككل امنا واستقرارا وسلاما".

وختم: "لذلك فإن لبنان يجدد مرة اخرى موقفه حيال الموضوع السوري الذي تضمنه مشروع البيان الختامي لمؤتمر القمة الاسلامي الرابع الاستثنائي بتعليق عضوية سوريا، وينأى بنفسه عن القرار المتعلق بسوريا، وكلنا امل ان سوريا قد خرجت من محنتها في اقرب وقت لتستعيد عافيتها ودورها والقومي والاسلامي وسط محيطها ووسط امتها".   

السابق
ناصر: أولى خطوات الاصلاح المواطنة، وتجاوز الطائفية السياسية
التالي
القوات اللبنانية ردت على باسيل: يستهوي التبعية