الاحتجاجات الصيداوية تحاصر الأسير

هل يشهد الأسبوع المقبل نهاية الاعتصام الذي بدأه الشيخ أحمد الأسير ومجموعته المتطرفة، منذ أسابيع في مدينة صيدا، بعد أن وصل إلى طريق مسدودة؟
كل المعطيات تؤكد أن هذا الاعتصام تحول تدريجياً إلى حالة حصار على الأسير ومجموعته، بعد تفاقم الوضع في المدينة، وتعاظم النقمة ضده من أبناء صيدا على مختلف ميولهم وفئاتهم، لكن كل ذلك لا يؤكد نهاية هذه «الحالة الشاذة»، خصوصاً وأن المعلومات المتوافرة تشير بوضوح إلى أن جهات محلية وخارجية كانت وراء هذه الحركة.
ويقول مصدر مطلع في صيدا، إن الأسير بات يفتش عن مخرج يحفظ ماء وجهه، بعد أن اتسعت رقعة الاحتجاجات ضد اعتصامه وقطعه الطريق الشرقي للمدينة، وأنه يشعر بعد هذه الأسابيع من العصيان أنه بات يكرر نفسه، وهو في أمس الحاجة إلى «خروج مقبول» من الحالة التي وصل إليها.
لكن مرجعاً سياسياً بارزاً لا يرى أن القضية متعلقة بما يشعر به الأسير ومجموعته، مؤكداً أن ما قام ويقوم به الأخير، ليس مجرد فعل شخصي، وأنه يشكل أداة لجهات كانت تريد استثمار اعتصامه لافتعال فتنة بين صيدا والمحيط، لكنها وجدت بعد أسابيع أنها عاجزة عن تحقيق ذلك، لا سيما في ضوء موقف قيادتي حركة أمل وحزب الله بعدم انجرارهما للاستفزازات المتكررة التي قام بها الأسير.
ويقول المرجع، إنه ومنذ البداية ظهر بوضوح أن ما أعلنه الأسير من شعارات كانت أكبر بكثير من حجمه، وأن اعتصامه ليس سوى «صورة كاريكاتورية» لهذه المطالب والشعارات التي تعتبر مادة أساسية لمحاولة خلق أجواء الفتنة في هذه المدينة الوطنية التي أثبتت في كل الأوقات، لا سيما خلال الاحتلال «الإسرائيلي» والحروب التي شنها العدو على لبنان، أنها مدينة المقاومة والمقاومين.
ووفق معلومات مؤكدة فإن محاولات الأسير ومجموعته أخيراً، في التحرك إلى الطريق البحرية وإقفالها لدقائق ثم الاعتداءات التي نفذها ضد بعض أبناء المدينة وعائلاتها زادت من أجواء التوتر كما اعتبرت أنها بمثابة ملامسة للخطوط الحمر. ما يعني خطراً جدياً على انفجار الوضع في صيدا.
وبعد أن كان تجار وفاعليات صيدا الاقتصادية قد نفذوا أكثر من احتجاج على الأرض ضد اعتصام الأسير، تحركت عائلات صيداوية في الشارع، وهددت بتوسيع حركة الاحتجاج في كل الأحياء، ما ينذر بصدامات خطيرة داخل المدينة.
وتضيف المعلومات، أن تيار «المستقبل» وتحديداً النائبة بهية الحريري، التي لعبت دور «النأي بالنفس» عن الاعتصام الأسيري سلباً أو إيجاباً، وجدت نفسها أمام وضع دقيق ومحرج للغاية، خصوصاً بعد تكرار شكاوى التجار وفاعليات صيدا من النتائج الخطيرة المترتبة على استمرار الاعتصام، وقطع الطريق الغربية، وبعد أن لاحظت أن هناك تعاطفاً متزايداً من أهالي وعائلات صيدا مع موقف رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد الذي كان واضحاً منذ البداية على أنه ضد الاعتصام والشعارات التي رفعها الأسير.
وحسب المعلومات، فإن النائب الحريري لاحظت أيضاً أن هناك تململاً أخذ يتوسع في صفوف تيار «المستقبل»، لا سيما لدى الفئات والفاعليات الاقتصادية والثقافية على الرغم من أن بعض مناصري هذا التيار كانوا متعاطفين ومنخرطين في دعم اعتصام الأسير.
يضاف إلى ذلك، أن موقف الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله وتوجيهاتهما المتشددة إلى أعضاء وأنصار الحركة والحزب بعدم الانجرار إلى أي رد فعل ضد الأسير ومجموعته، رغم معزوفة الشتائم التي كان يكررها ضدهما كل جمعة.. هذا الموقف كان له الأثر الحاسم في إفشال أهداف الاعتصام، مع العلم أن الجميع كان يعرف من البداية أن أي محاولة لقطع الطريق البحرية وبالتالي تحويل الاعتصام إلى أداة لمحاصرة الجنوب، هو خط أحمر ولا يمكن الاقتراب منه بأي شكل من الأشكال.
من هنا، فإن حركة الأسير وعصيانه باتا محكومين بنهاية محتمة، وأن مدينة صيدا لم تعد تحتمل استمرارهما، ولذلك فإن الأسبوع المقبل ينتظر أن يحمل تطورات جديدة بهذا الخصوص بعد أن أصبح هذا الشيخ المتطرف ومجموعته مكشوفين محلياً.  

السابق
رسالة من تحت الأنقاض!
التالي
دجاج إيران وأسطول البلطيق