مكاري: الوضع اللبناني يمر بأسوأ حالة في ظل حكومة غير قادرة وعاجزة

اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري "أن 14 آذار أثبتت من خلال انتخابات الكورة انها متضامنة مع نفسها"، مشيرا إلى "أن النتائج جاءت وفق التوقعات".

وإذ لاحظ وجود تراخي في الصوت السني في الكورة، شدد على "أن هذا الخلل بالرغم من أنه مبرر، هو غير مقبول، وسببه غياب الرئيس سعد الحريري، فهم بحاجة إليه، وبحاجة إلى مساعداته"، وقال: "لا شك أن الاستاذ أحمد الحريري قام بجهود كبيرة، لكنه لن يغني عن غياب 3 سنوات"، موضحا "أن في شارع 8 آذار هناك خلل لناحية الطائفة السنية، لذلك بإمكان المعارضة في حال أجادت التصرف، إغلاق هذه الفجوة".

وعن انتخابت 2013، قال: "نحن فريق نريد ان يجري الاستحقاق بموعده، لأنه مؤشر على وجود الدولة، لكن الفريق الآخر ولانه يشعر بالخسارة، يتكلم عن تأجيل الانتخابات".

ورأى مكاري في حديث الى اذاعة "الشرق" "أن الوضع اللبناني يمر بأسوأ حالة، بخاصة في ظل هذه الحكومة غير القادرة والعاجزة، والتي تتخبط بمشاكلها الداخلية، هي تخدم النظام السوري، وهي تحت سيطرة حزب الله"، معتبرا "ان الوضع اللبناني متأزم جدا، لناحية الاقتصاد والاستقرار والامن"، مشيرا إلى "أن همها الوحيد هو البقاء، لذلك نلاحظ أنه يجري "التطنيش" على مواضيع خلافية عدة لان الاستقالة مرفوضة، والتمسك بها اولوية".

وردا على سؤال، قال: "نحن معارضة راقية، علينا ان نكون اقوى، لكن نحن في النهاية ام الصبي، ونحن الحريصين على البلد، إذ نتمتع بتأييد شعبي كبير، لا نملك قوة عسكرية لمجابهة الغير بعكس الفريق الآخر".

وعن اعلان عدم المشاركة في جلسة الحوار المقبلة، أوضح مكاري "أن رعد وحزب الله هم من اغتالوا الحوار بادئ الامر بمواقفهم وكلامهم"، مشددا على "ان للمعارضة الحق بعدم المشاركة بجلسات مجلس النواب واللجان ليس فقط بالحكومة والحوار والسبب تعرضهم للاغتيال في ظل سكوت الفريق الآخر وعدم المساهمة في كشف الجناة". وفي السياق نفسه، أشار إلى "أن موقف الحرب مع اسرائيل هو بيد ايران، ولو سلم حزب الله سلاحه لكنا تفادينا الكثير من المخاطر"، معتبرا "أن المخطوفين اللبنانيين ال11 في سوريا هم يدفعون ثمن مواقف حزب الله من النظام السوري والاحداث السورية"، متنميا عودتهم سالمين في أقرب وقت ممكن.

وعن مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، رأى "ان هذا الاخير مصاب بفقدان الذاكرة، وهو يدافع عن الجيش اللبناني بالقطعة"، معتبرا "ان هذا الكلام ما هو الا محاولة لتعويض ما يصيب تياره من فشل بسبب انزعاج الشارع المسيحي من مواقفه الحسابية والتي لا تخدم إلا مصالحه السياسية الانتخابية والشعبوية، بخاصة بعدما رأى جمهوره ان رهاناته تخسر دائما سواء اكانت تلك الداخلية ام الخارجية".

واعتبر "أن كلامه عن وجود خمور في سيارة الشيخ الشهيد عبد الواحد ما هو إلا استكمالا لمسلسل مهاجمته للطائفة السنية"، مشددا على "ان هذه المواقف ستزيده خسارة يوما بعد يوم".

إلى ذلك، رأى مكاري "أن وضع الجيش كما هو اليوم سببه رفع غطاء الحكومة السياسي عنه، فهو الذي يزيد من قوته ويدعمه، لكن دائما يعطى الغطاء السياسي للجيش متأخرا".

وعن موضوع المياومين، لفت إلى "أن من حق هؤلاء العمال التثبيت، فقانون العمل ينص على ان كل شخص عمل في مؤسسة لفترة تتعدى الثلاثة اشهر اصبح موظفا لديها، لكن وزير الطاقة جبران باسيل لم يعطهم الامان لذلك تفاقمت أوضاعهم، علما أن أكثرية العمال ينتمون للطائفة الشيعية لكن ما العمل إذا لم يجر توظيف نسبة كبيرة من المسيحيين؟".

واعتبر "أن موقف حزب الله من المياومين مشابهة لموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكنهم (حزب الله) ملزمون بمسايرة حليفهم العوني في الامور الداخلية، لانهم يحصلون على تأييد منه لمواقفهم الخارجية".

وعن الموازنة، رأى "انها رفع عتب، اذ تفتقر الى رؤية اقتصادية ومالية واساسها قائم على مصالح فرقاء الحكومة الانتخابية، فهي موازنة الامر الواقع، ستبقى في الادراج".

هذا، وتطرق مكاري في حديثه إلى الوضع السوري، مشيرا إلى "أن تفجير دمشق الذي أدى إلى مقتل الرؤوس الأربعة، قضى على أدمغة النظام، إلى جانب التأثير النفسي الكبير، وهو انتصار كبير للجيش السوري الحر"، ورأى أن قريبا جدا "ستتخلص سوريا من حكم البعث، وستصبح دمشق للشعب السوري وليس للنظام"، وتابع: "بشار الاسد اثبت انه مستعد لاستعمال كل الوسائل للبقاء بالحكم، وبالتالي فلا مشكلة لديه باستعمال الاسلحة الكيمائية، لكن ليعلم أن المجتمع الدولي لن يترك له المجال في استعمالها".

وإذ عبر عن اعتقاده بأن روسيا تعلم بقرارة نفسها "ان هذا النظام لا يمكن ان يبقى، ويبدو ذلك جليا من خلال حديث الروس في فرنسا بالامس، الامر الذي يدل على أن روسيا دولة كبرى وعظمى لها مصالح إذا تحققت بالتأكيد ستتخلى عن النظم السوري"، ورأى "أن الوضع في سوريا اليوم خرج عن السيطرة، وبشار الاسد اصبح في مرحلة "السترة"، والحل الامني يمكن ان يكون الخيار الاخير لكن الحل السياسي هو اقرب لهذا النظم وهو افضل له".

وأضاف: "انفجار دمشق هو لعنة الشهيد رفيق الحريري عليهم، وكل شخص ساهم باغتياله سيموت بالطريقة نفسها".

إلى ذلك، رأى "أن ايران بسقوط نظام الاسد ستخسر حليفا كبيرا"، لافتا إلى "أن حزب الله بالرغم من أهمية سوريا له كحليف ونقطة عبور، يختطون لمرحلة ما بعد نظام الاسد، لكن ليس بتفكير الجمع بين اللبنانيين والعودة إلى الدولة، لكن بمنطق السيطرة على الدولة، وخطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله يدل على ان الحزب يريد السيطرة على الجيش اللبناني، ليسيطر بعدها عسكريا على كل البلد، فهذا الفريق يتغاضى دائما عن خروقات النظام السوري على لبنان، إذ أن الحكومة غائبة كليا، ووزير الخارجية عدنان منصور يبرر ما يحصل وكأنه وزير الخارج الايراني والسوري وليس الدولة اللبنانية"، مثمنا مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذا المجال.

وإذ دعا الحكومة لمساعدة النازحين السوريين، شدد على "أن المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على عاتقها لان هذه الجماعة بحاجة إلى أقصى المساعدة".
  

السابق
سليمان تابع الاوضاع الامنية في البلاد وعلى الحدود
التالي
اجتماع في بعبدا بعد الظهر برئاسة سليمان يضم ميقاتي والمعنيون للبحث في إمكانات إعطاء “داتا” الاتصالات