على جدار سليم اللوزي

كبر سليم اللوزي (27 سنة) مع الاسم الذي حمله عمه الشهيد من دون ان يدري، لكن إبن أبي سمراء الذي درس علوم الكومبيوتر في الفرع الثالث للجامعة اللبنانية في طرابلس، التفت الى الأدب والصحافة "رغم ان حلمي الأول كان ان أصبح ربان طائرة".
شرع اللوزي في "ثورة الكترونية" بعد انتهائه من صف "البريفيه"، واطلع على "قيمة" اسمه عام 2004 "عندما قال لي أستاذ في أحد الصفوف الجامعية: لو بتعرف شو (يعني) اسمك ما بتكون بهالصف". حاول "سليم الصغير" الاستفسار عن الاسم من أهل "كانوا دائمي الخوف من ان أتنقل كثيراً بين المناطق أو على المعابر الحدودية". في مراحل لاحقة بدأت الأمور تتبدل، واتجه "سليم الصغير" أكثر صوب ميادين النشاط الاجتماعي، من خلال تجارب كتابية في "نهار الشباب" وتدريب صحافي في "النهار" وجريدة "المستقبل"، وصولاً الى تحوله ناشطاً في المجتمع المدني يفيد من فورة وسائل التواصل وقدرتها على تشارك الأفكار.

أطلق اللوزي عام 2009 مدونته الخاصة "جدار… برسم الايجار" بعدما لمس ان "لكل وسيلة إعلامية خطوطها الحمر المستندة الى معايير سياسية وطائفية وحزبية، وعليه فضّلت الهرب من هذا المقص وكتابة افكاري من دون رقابة مسبقة". بدأ التدوين من خلال "مسلسلات" عن أمور يومية، وانتقل لاحقاً الى التحليل والمشاركة في عدد من الصفحات المعنية بالشباب والتكنولوجيا، وراسل جريدة "المصري اليوم" المصرية ومواقع الكترونية عربية، في "نضال مستمر للإصلاح في لبنان بعيداً من مصالح السياسيين". ومع الوقت، شرع اللوزي في "رفع السقف وعدم الخوف من أحد"، ويشير الى انه يخوض منذ عام ونصف عام في مسار تصاعدي "حمل بعد الثورات العربية لواء الدفاع عن حقوق الناس".

طرح اللوزي أيضاً في مدونته "مسلسلاً" بعنوان "الباص الرقم 4"، وهو حافلة للنقل العام تتنقل بين الحمراء والليلكي "بكل ما يعنيه الأمر من تدرج طبقي واختلاف في البنيان الاجتماعي. ناقشت السلسلة كل أحد مدى ثلاثة أشهر، كل المشكلات المطروحة في هذا السياق، من الزواج المدني والاختلاف الطائفي والعيش المشترك… وعالجنا هذه الأمور بطريقة ساخرة". في 2012 بات التركيز على حرية التعبير عن الرأي ومحاربة "التسلط الرقابي على الأفلام والمسرحيات والكتب وحق التعبير"، وصولاً الى القضايا العربية من "نصرة الثورات دون استثناء، ونقد التصرفات الاسلامية المتطرفة في العالم العربي"، وتحولت المدونة "فشة خلق لأكتب ما أريده بلا مقص رقيب طالما ان ما من قانون يردع المدونات".
يقول اللوزي إن نحو 40 في المئة من متابعي مدونته هم من اللبنانيين "والموضوعات التي لا تنحصر في الاطار المحلي تجذب عدداً أكبر منهم". قبل مدة، ومع انتشار شريط فيديو عن سوء معاملة عاملة أثيوبية من جانب عدد من الشباب، نشر اللوزي على مدونته اسم الشاب المعني ورقم هاتفه "وما هي ساعات حتى وردني اتصال منه قائلاً: "أنا الشخص الذي كتبت عنه، وأريد ان أشرح لك ما حصل".

يعتبر اللوزي ان مدونته "كشكول هي نوع من حصيلة أخبار، لكنها تركز أيضاً على موضوع الحريات"، التي يرى ان ثمة محاولة لإعادة تقييدها عبر فرض نوع من السيطرة الأمنية "الأكيد انها أقل وطأة من جانب، لكن المطلوب منا كناشطين تسليط الضوء عليها ومواجهتها لكي لا نعود الى عهود سابقة"، لافتاً في هذا السياق الى ان التجربة التي خاضها المدونون والناشطون الالكترونيون لدى توقيف زميليهما خضر سلامة وعلي فخري "شكّلت دليلاً على الضغط الذي يمكن المجتمع الالكتروني ان يولّده، ولاسيما ان مدونات جديدة تنشأ ويمكن التكاتف والتعاون بين المدونين ان يؤدي الى تشكيل مجموعة ضغط لا تعرف سقفاً لتحركاتها".

السابق
قمة الثماني تبحث ملفات دولية ساخنة
التالي
لبنان أحيا اليوم الوطني للتراث والمتاحف تفتح اليوم مجاناً للجميع