الأنوار: مجلس الوزراء يكتفي بحفلة كنافة

نتائج الايام الثلاثة للمناقشات المتلفزة وما انتهت اليه من طرح الثقة بالحكومة، انعكست امس على فريق الموالاة والمعارضة، فالحكومة في اجتماعها مساء امس احتفلت بنيلها ثقة غير منتظرة، فاحضرت الكنافة بالجبنة واكل رئيسها والوزراء وضيّفوا الاعلاميين. اما المعارضة، فقد حرصت على تأكيد وحدتها رغم عدم توافق قواها على طرح الثقة.
النائب الكتائبي ايلي ماروني، شدد على ان الكتائب لم تتمايز سلبيا عن حلفائها في 14 اذار، انما انسجمت مع نفسها ومعارضتها وهي ذهبت الى الجلسة لطرح الثقة. واضاف ان الكتائب تتمايز سياسيا وهذا معلوم عبر تاريخها، الا انها لا تزال في صلب 14 اذار وهي التي صنعتها.
وقال نائب رئيس الكتائب سجعان قزي ان النائب سامي الجميل باصراره على طرح الثقة لم يسجل كرة في مرمى حلفائه، لا بل سجل كرة هادفة في مرمى الحكومة الميقاتية، وابرز للرأي العام انه لا يزال هناك معارضة حقيقية، مضيفا: ونحن فخورون في هذا الموقف ولا نندم عليه.
عكاز للحكومة
اما النائب محمد قباني فقال ان موقف النائب الجميل كان خدمة غير مقصودة للحكومة اذ اعطاها عكازا كي لا تقع. واشار الى ان بقاء نواب الكتائب داخل الجلسة امن النصاب للتصويت على الثقة.
واعتبر النائب جان اوغاسبيان، ان الحكومة خرجت مصدعة ومهمشة اكثر مما هي منهارة. وقال: لو كان هناك موقف موحد من 14 اذار بطرح الثقة لكنا صوتنا بعدم اعطاء الثقة وكنا قمنا بتوازن. لكن التوافق كان ان لا طرح للثقة والذهاب الى الطرح بالسياسة لتأليف لجنة تحقيق برلمانية بمسألة الطاقة في لبنان.
وقال النائب زياد القادري ان انسحاب نواب 14 اذار من الجلسة كان مقررا.
رفع معنويات
ورأت مصادر تيار المستقبل ان الحكومة خرجت من تحت قبة البرلمان مهشمة المصداقية والانتاجية، وهذا ما دفع رئيسها نجيب ميقاتي الى دعوة الوزراء خلال الجلسة التي انعقدت في السراي الكبير مساء امس الى عدم التأثر بالانتقادات التي وجهت اليهم، في محاولة لرفع المعنويات المحبطة لحكومة غارقة في صراعات بين اقطابها تتوزع على الحصص والمكاسب.
اما مصادر عين التينة فقالت ان الحكومة دخلت متصدعة الى المناقشات النيابية فخرجت متماسكة بقوة الاكثرية، والمعارضة دخلت موحدة صلبة فخرجت مربكة مشتتة. المناقشات النيابية واللعبة الديمقراطية انتصرت، والثقة بالحكومة تجددت. وبعد ثلاثة ايام وليال من الماراتون في ساحة النجمة، اصابت لكمات المعارضة جسم الحكومة، لكن الاكثرية جددت الشباب الحكومي.
وباستثناء الاحتفال بالثقة واكل الكنافة، لم يخرج مجلس الوزراء بأي مقررات مهمة. وكان الموضوع الملح في الجلسة موضوع الخبز ومطالب الافران. وقد عرض وزير الاقتصاد للحوار الحاصل مع نقابات الافران حيث تقدم بثلاثة اقتراحات حلول اكد فيها على اهمية الحفاظ على سعر رغيف الخبز.
وقال وزير الاعلام بالوكالة وائل ابو فاعور انه جرى نقاش تقييمي لجلسات مناقشة الحكومة، حيث كان اتفاق وإجماع على ضرورة التخفيف من حالة الاحتقان والتوتر التي عبر عنها بعض الطروحات المتناقضة من اكثر من ضفة في النقاش النيابي، والتي لم تأخذ بالاعتبار موجبات التفاهم الوطني ولم تراع اعتبارات الوحدة الوطنية..
وقال ابو فاعور ردا على سؤال ليس هناك ما يدعو الى الاحتفال بنيل الثقة، مع التقدير والشكر لهذه الثقة، واضاف ان حدة التشنج والتوتر وبعض الخطابات المذهبية لا تبشر بالخير، معتبرا ان هذا الحد غير المسبوق سيلقي أعباء إضافية على القوى الحكومية.
ورأى ان الأكثرية الحكومية موجودة والتشكيك كان من المعارضة والموالاة، والاكثرية ليست بالامر العابر. وما جرى في مجلس النواب لا يهدد فقط الحكومة بل الاستقرار ايضا.
ومع عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد غياب اسبوعين تعود الى الواجهة الملفات الخلافية التي لم تجد بعد علاجا لها ولا يتوقع ان تجد حلولا في الايام المقبلة.

السابق
اللواء: ميقاتي للوزراء: لا تميّزوا بين الأحزاب والطوائف في الخدمة العامة
التالي
هشاشة