فضل الله: جلسات المناقشة عكست انحدار المستوى الخطاب السياسي

اسف العلامة السيد علي فضل الله لانحدار مستوى الخطاب السياسي وقد عكست جلسات مناقشة ذلك في شكل واضح واعتبر زمام الامور في يد المواطنين الذين وحدهم يمكنهم تغيير الواقع في الانتخابات النيابية. وقال في خطبة الجمعة: نعيد التّأكيد بضرورة بروز موقفٍ عربيّ وإسلاميّ داعم لإيران في جهودها النّوويّة السلميّة، واعتبار ذلك قوّةً للعرب والمسلمين، ورفض العقوبات الّتي تطاولها، وذلك أن إضعاف أي بلد إسلامي هو إضعاف للمسلمين ولكل المستضعفين…

كما ندعو في هذا المجال إلى حوارٍ إيرانيّ ـ خليجيّ، يفسح المجال أمام إزالة الإشكال في موضوع الجزر الثّلاث المتنازع عليها مع الإمارات، بدلاًَ من أجواء التشنّج الّتي تسمح بمزيدٍ من التدخلات التي تسيء إلى أمن المنطقة، ولن تكون إلا لحساب الدّول الكبرى، وزيادة هيمنتها على المنطقة العربيّة والإسلاميّة، والخليج بالذات…

أمّا سوريا، الّتي استقبلت المراقبين الدّوليّين، فقد بدأت الأحاديث تتصاعد من هنا وهناك، لتنعي مهمّتهم حتّى قبل مباشرتهم عملهم، تماماً كما حصل مع المراقبين العرب، ما يشير إلى وجود أطراف إقليميّين ودوليّين لا يريدون للوضع في سوريا أن يستقرّ، وبالتّالي، لا يريدون أن تنطلق عمليّة الحوار المطلوبة بين مختلف فئات الشّعب السوري…

ونصل إلى العراق، حيث تستمر التفجيرات الدامية المتنقلة، من الذين لا يريدون للعراق الاستقرار، مستفيدين من الانقسامات والصراعات التي تأخذ بُعداً طائفياً ومذهبياً وعرقياً…

إننا ندعو الشعب العراقي إلى التنبه إلى كل ما يُحاك له والوقوف صفاً واحداً لحفظ البلد وبناء الدولة القوية، واستعادة الدور الريادي للعراق وإيقاف نزيف الدم، دم الأبرياء فيه…

أمّا لبنان، الّذي ينعم بمناخ ربيعيّ مميّز، فهو يعيش حالة خريفيّة على المستويات المعيشيّة والاجتماعيّة كافّة، وقد ضجّ البلد بالحديث عن الإضرابات لمعالجة المشكلات وتلبية المطالب، حتّى شملت قطاعاً واسعاً من اللّبنانيّين، بدءاً بالأساتذة الثّانويّين وفي التّعليم الأساسيّ، إلى أساتذة الجامعات، إلى أصحاب الأفران، وكلّ ذلك بعد صيحات أصحاب المستشفيات ومحطّات الوقود…

لقد دخل البلد في الاهتزاز الاجتماعيّ بعد الاهتزاز السياسيّ، وبات الجميع يخشى من الاهتزاز الأمنيّ، وخصوصاً بعد متابعة السجالات الأخيرة، وتحت قبّة المجلس النيابي…

إنّنا ندعو الحكومة، كما ندعو المعارضة، إلى العمل سويّاً لإخراج البلد من كلّ أزماته، بدلاً من كل هذا السجال الّذي نشهده على شاشات التّلفزة في جلسات المجلس النيابي، والّذي وصل فيه الخطاب إلى أدنى المستويات في كلّ ما يتّصل بآداب الخطاب والحوار، بحيث يضطرّ رئيس المجلس مشكوراً إلى محو الكثير من محاضر الجلسات، لكنّها بالطّبع لن تُمحى من أذهان اللّبنانيّين وكلّ من يسمع، وكم كنّا نتمنّى لهذه الجلسات أن تُخرج البلد من التشنّج الطائفي والمذهبي والسياسي بدلاً من أن تعمّقه، وأن تركّز على الواقع السياسيّ والاجتماعيّ والأمنيّ، وعلى كيفية مواجهة التهديدات الصهيونية، ووقاية البلد مما يجري في محيطه، بحيث تقدّم الحكومة أطروحتها وتقدم المعارضة البديل، ليتمّ اختيار المشروع الأنسب، لا أن يضع كل فريق اللوم على الفريق الآخر تاريخاً أو حاضراً…

إنّنا نخشى أن ينطلق البعض ليقول: إنّكم تتحدّثون عن مثاليّات في هذا البلد، لأنّ البلد هكذا كان وهكذا سيبقى، ولقد تعودنا في هذا البلد على كلام كثير وتغيير قليل…

لذلك نقول للناس جميعاً: زمام الأمر بأيديكم، وأنتم الّذين تستطيعون تغيير الواقع، فالانتخابات النيابيّة قادمة، فماذا أنتم فاعلون؟ هل ستكرّرون المشهد الذي تعانون منه؟ أم أنّ الخيار في لبنان القادم هو خياركم وقراركم؟!
  

السابق
ماروني: لا تداعيات لطرح الثقة على مستوى 14 آذار
التالي
خريس: نريد قانونا انتخابيا يبعدنا عن الطائفية