احمد الحريري: ما زلنا في “المستقبل” نؤمن أن إتفاق الطائف ميثاق ودستور

افتتح الامين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري بعد صلاة الجمعة قاعة مسجد بلدة مزبود، بعد اعادة تاهيلها على نفقة منسق عام قطاع رجال الاعمال والاقتصاد في تيار المستقبل ابن بلدة مزبود وليد احمد شحادة.

حضر الاحتفال الذي اقيم بدعوة من لجنة المسجد، ممثل وزير المهجرين علاء الدين ترو عدنان حسين، ممثل النائب محمد الحجار محمود الحجار، الامين العام المساعد لشؤون العلاقات العامة في تيار المستقبل الدكتور بسام عبد الملك، المنسق العام للتيار في محافظة جبل لبنان الجنوبي الدكتور محمد الكجك، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور سليم السيد، رئيس مجلس محافظة جبل لبنان في الجماعة الاسلامية الشيخ احمد عثمان، قاضي شرع جبل لبنان الشيخ مصطفى شحادة، وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات والشخصيات وممثلون عن اليسار الديموقراطي ومشايخ واهالي البلدة والجوار.

شحادة
بعد اي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني وكلمة ترحيبية من المهندس يحيى عاشور، ألقى القاضي شحادة كلمة قال فيها: "اجتماعنا اليوم في هذا اللقاء هو ايماني وخالص لله، ونعلن الفرحة بانجاز هذا الصرح الذي هو صدقة جارية، فما أعظم ما ينفق الانسان من الصدقات الجارية لأن اجرها يستمر ولا ينقطع ما دامت السموات والارض"، مشيرا الى "ان اعظم الصدقات هي بناء المساجد". وأعلن "ان القاعة هي جزء لا يتجزأ من مسجد البلدة القديم الذي بدأت الصلاة فيه منذ اكثر من 800 سنة".

بعدها سلم الحريري والشيخ شحادة واعضاء لجنة المسجد درعين للمتبرع شحادة، الذي القى كلمة بالمناسبة أكد فيها ان "مزبود تستأهل الكثير، ولن اتردد في خدمة البلدة واهاليها. هذا المشروع عن روح والدي مخصص لتربية ايتام مسلمين وسوف ينجز بعد حوالي السنة"، مشددا على "الوحدة بين ابناء البلدة لخدمتها ورفع شأنها".

الحريري
وقال الحريري: "جمعتنا اليوم مناسبة روحية وإجتماعية راقية هي إعادة تأهيل قاعة مسجد مزبود، وهي بيت للتلاقي وتأكيد الإيمان والتمسك بمبادئ الدين الإسلامي وقيمه التي تحض المسلمين على المحبة والإلفة والإنفتاح والتسامح، وهي المبادئ والقيم التي تجعل من ديننا، دين الإعتدال والعدل والعدالة، وهي نفسها التي نستلهمها بل نعمل بهديها في حياتنا على الصعد الإنسانية والأخلاقية والثقافية والسياسية والوطنية. سعادتنا لا توصف إذ نرى أمامنا وجوه هذه البلدة من مختلف العائلات والفاعليات مجتمعين متآزرين. ولطالما شددنا ونشدد اليوم على أن وحدة بلدتكم إنما يعززها إيمانكم بالخير وبمصالح مجتمعكم ومنطقتكم ووحدتكم وتلاقيكم وتوافقكم ضمن الخط الوطني اللبناني الذي نلتزم به ويوجه خطانا جميعا في كفاحنا من أجل مستقبل لبنان".

وأضاف "نجتمع اليوم على مشارف الذكرى السابعة لجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري.. تلك الذكرى التي أسست لتاريخ لبنان الحديث. ونحن هنا بينكم لنؤكد لكم أن هذه الذكرى ما كانت لتبقى حية في ذاكرة اللبنانيين ووجدانهم لو لم تكن المبادئ التي حملها الرئيس الشهيد بحجم وطن وأمة، مبادىء يستحق لبنان وتستحق عروبتنا أن نكافح من أجل استكمال تحقيقها. وما كانت هذه الذكرى لتبقى حية كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه لولا ان جميع اللبنانيين من كل المناطق والأطياف والطوائف الذين خرجوا من قمقم الخوف ولم يعودوا إليه، مصرين على أن يجعلوا من حلم الرئيس الشهيد حقيقة وقد أنجزوا الكثير بإتجاه لبنان الوطن المستقل السيد، لبنان الإنسان الحرالكريم، لبنان الشعلة المضيئة، لبنان الدولة السيدة، وما زال أمامهم الكثير من النضال والتضحيات لإنجاز تحرير لبنان من كل ما يعوق مستقبله وحياته الطبيعية الآمنة والمستقرة والديموقراطية بالشراكة الإسلامية – المسيحية تحت سقف دولة تفرض شروطها على الجميع، وفي مقدم هذه الشروط أن لا يكون أحد، جماعة أو طائفة أو مذهبا أو فردا فوق القانون، أن لا يكون أحد فوق الدولة ومؤسساتها، أن لا تكون دولة ضمن الدولة أو دولة موازية للدويلة أو دولة فوق الدولة، وأن لا يكون سلاح خارج القانون يتحكم بالبلد وبرقاب أبنائه.. دولة يحترم الشعب وتحترم إرادته في إطارها، دولة للجميع في رحاب ديموقراطية سياسية الكلمة الفصل فيها للشعب الحر".
وأكد الحريري اننا "ما زلنا في "تيار المستقبل" نؤمن بأن إتفاق الطائف ميثاق ودستور يتضمن الأسس والمنطلقات التي نستطيع أن نبني عليها مستقبل لبنان، الوطن النهائي والدولة المدنية، الطائف الذي لم يتم تطبيقه منذ إقراره إلى اليوم بسبب الوصاية السورية البغيضة ونظامها الأمني ردحا من الزمن ثم بسبب إستخدام القوة والعنف والترهيب ردحا آخر. لا شك أنكم استمعتم قبل أيام إلى وزير خارجية تركيا الصديقة يعترف لكم زللبنانيين، بأن ربيعكم ربيع لبنان الذي أزهرته دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتضحياتكم، كان الإشارة الأولى إلى ربيع العرب. فما قاله الوزير أحمد داود أوغلو ليس فيه مجاملة للبنانيين بمناسبة زيارته إلى لبنان بل هو الحقيقة العلمية والعملية."

واشار الى "مليونيات لبنان على إمتداد السنوات الماضية، لكن مليونية 14 آذار 2005 بالدرجة الأولى، كانت أول تغيير من نوعه في عالمنا العربي. أول تغيير من عدة زوايا: من زاوية كسر جدار الخوف وإسقاط نظام أمني مخابراتي إرهابي، من زاوية إستعداد الشعوب للإنتفاض سلميا وفرض إرادتها، ومن زاوية إنهاء زمن أسود في العلاقات العربية – العربية، زمن ما يسمى نفوذ دولة على دولة أخرى أو وصاية الشقيق الكبير على الشقيق الصغير.. وهو ما أنهته إنتفاضة ربيع لبنان بالفعل بإخراج وصاية النظام السوري من لبنان، وهو ما فرضته إنتفاضة ربيع لبنان منذ ذلك التاريخ لبناء نظام عربي جديد لا يزال بحاجة إلى مزيد من العمل لتوليده. شكرا للوزير داود أوغلو".

وتابع: "لكنني أضيف أن ربيعنا اللبناني شكل الحدث التأسيسي في عالمنا العربي الذي لن يتأخر عن إطلاق موجات ربيعية متوالية. وها نحن اليوم، وإذ نلتقي عشية 14 شباط، نلتقي أيضا بمرور عام على بداية الربيع العربي من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى اليمن إلى سوريا، إلى معظم الدول العربية. ومهما تعددت معطيات الربيع في كل بلد من البلدان العربية، فلا جدال في أن هذا الربيع العربي يشكل بالنسبة الينا نحن اللبنانيين عمقا إستراتيجيا".

وقال: "لا نفاخر بربيعنا الذي أعطى نموذجا في العالم العربي فحسب، لكننا نفاخر بأننا ساهمنا فيه"، مؤكدا "ان الثورات العربية فعل شعوب تثور للكرامة والحرية وحقوق الإنسان. وإذا كنا لم ولن نتدخل في سياقاتها، فإننا نفاخر في تضامننا معها ووقوفنا الى جانبها".

واعتبر "ان التغيير في سوريا هدف للشعب السوري وفرصة للبنان والشعب اللبناني في آن. فرصة لنا كي نعزز إستقلالنا وكي نعيد بناء بلدنا وكي نرسي العلاقات اللبنانية – السورية بثقافة جديدة. فالربيع العربي بمجمله بالنسبة الينا هو المرتكز لتجديد موقع العرب في المنطقة وفي العالم، وهو الرافعة للإستقلال الوطني الفلسطيني الذي لا سلام في المنطقة ولها إلا بتحقيقه".

وختم بالقول :"نلتقي اليوم معا في خضم ربيع عربي يثمر وربيع سوري يتقدم بالتضحيات والدماء، فإنني أؤكد لكم أننا في "تيار المستقبل" و14 آذار نعي ضرورة أن يكون هذا العام مناسبة لتجديد ربيعنا وإندراجه في الربيع العربي. صيغتنا قائمة وحية، وعيشنا المشترك أقوى من أي زمن، ودستورنا راهن وفعال، وربيعنا هو أن تنتصر الدولة بكل أبنائها ولكل أبنائها".  

السابق
وزير العمل وقع مرسوم تصحيح الاجور رافضا توقيع مرسوم بدل “النقل” غير القانوني
التالي
ابي رميا: مقتنعون بان مشروع نحاس يحمل الحل الشامل ويعيد الكرامة للعمال