الحياة: سفراء أوروبا يشجعون ميقاتي على متابعة نهج الاستقرار في لبنان

اطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، من رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة نواف سلام على التحضيرات النهائية لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبنان اليوم، وتشمل إجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين وعقد مؤتمر صحافي مساء والمشاركة الأحد المقبل في افتتاح الاجتماع الرفيع المستوى الذي تنظمه منظمة «أسكوا» حول موضوع «الإصلاح والانتقال إلى الديموقراطية» الذي يعقد في بيروت. وتشارك فيه شخصيات سياسية عربية وغربية.

ويفتتح الاجتماع الذي يعقد في فندق «فينيسيا – أنتركونتيننتال»، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى جانب بان والأمينة التنفيذية لـ «أسكوا» ريما خلف في فندق فينيسيا. وتقام في اليوم الثاني (الاثنين) طاولة مستديرة بعنوان «آفاق المستقبل في المنطقة العربية» تديرها خلف ويشارك فيها وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام ورئيس الوزراء اليمني السابق عبدالكريم الأرياني، سفير المغرب لدى لبنان علي أومليل، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية المرشح للرئاسة في مصر عمرو موسى، والناشط في مجال الحقوق المدنية وزير الإعلام الفلسطيني السابق مصطفى البرغوثي وعضو هيئة دعم مشاركة المرأة في صنع القرار في ليبيا القاضية نعيمة جبريل.

اعتراض وترحيب

وفي موقف لافت، حمل «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية» على زيارة بان للبنان، واعتبر انه «غير مرحب به»، واتهمه بإطلاق «تصريحات ومواقف معادية لمصالح لبنان وحقه في المقاومة وصادق على تقارير مبعوثه تيري رود لارسن الذي نفذ بأمانة التوجهات الصهيونية». وقرر اللقاء الدعوة الى اعتصام احتجاجي على الزيارة في الثانية والنصف بعد الظهر اليوم أمام مقر «اسكوا» في وسط بيروت.

وفي المقابل، رحبت «حركة التجدد الديموقراطي» بزيارة بان وبالاجتماع الئي تقيمه «اسكوا»، واعتبرت ذلك «مؤشراً على دور لبنان الطليعي ومناسبة للتمسك بالمحكمة الدولية والقرار 1701».

وكان ميقاتي زار أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقره وعرض معه الأوضاع وملفات مطروحة. والتقى ميقاتي في السراي الكبيرة، وفي حضور وزير الاقتصاد نقولا نحاس، سفراء الاتحاد الأوروبي وفي مقدمهم رئيسة بعثة الاتحاد السفيرة انجيلينا إيخهورست. وعقد نحاس وإيخهورست مؤتمراً صحافياً مشتركاً، قالت خلاله الديبلوماسية الأوروبية: «تبادلنا وجهات النظر وعملنا على التوصل إلى رؤية مشتركة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان خلال عام 2012. ويمكن وضع خطة عمل جديدة بين لبنان والاتحاد الأوروبي في أسرع وقت أن يساهم إلى حد بعيد في تعزيز وتركيز جهودنا المشتركة على أولويات المصلحة المتبادلة».

وأشارت إلى أن «الموازنة المدمجة للمساعدات التي يوفرها الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لمشاريع يتم تنفيذها حالياً تبلغ بليون يورو، وهذا الرقم يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي شريك ثابت وموثوق به، ملتزم الإصلاح من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان في لبنان في شكل ملموس».

ولفتت في بيان تلته إلى أن «عام 2011 كان من دون أدنى شك، عام تغيير في لبنان والمنطقة والاتحاد الأوروبي. وإننا مسرورون لأن حكومة لبنان التي يرأسها الرئيس ميقاتي اختارت مسار الاستقرار والاستقلال والسيادة. ونشجع القادة اللبنانيين على متابعة هذا النهج». وأكدت «الثقة بأن لبنان سيستمر في الوفاء بالتزاماته الدولية سنة 2012، وفق قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك ما يتعلق بيونيفيل والتعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان».

وقالت: «الإنجازات في هذه المجالات، إلى جانب العزم على المضي قدماً في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الملحة، توفر أرضية خصبة للبنان للاستمرار في الازدهار والنمو، ما يمكنه من ترسيخ جذوره الديموقوراطية وتعزيز اقتصاد مزدهر». وأشارت إلى أن النقاش مع رئيس الحكومة «تركز بصورة خاصة على الإصلاح الانتخابي وإصلاح القطاع الأمني وتعزيز إدارة الحدود، وتحسين المناخ الاستثماري بما في ذلك محاربة الفساد والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وتعزيز حماية المواطنين والأجانب والمهجرين واللاجئين وتحسين الحوكمة السياسية والاقتصادية، بما في ذلك إدارة المالية العامة».

ولفتت إلى أن في «عام 2011 وفر الاتحاد الأوروبي أموالاً بقيمة 56 مليون يورو، جرى تخصيصها لبرامج تهدف إلى المضي قدماً في ترسيخ «الديموقراطية العميقة» في لبنان من خلال دعم حقوق الإنسان والديموقراطية وتنظيم الانتخابات والسلطات المحلية والإصلاح الإداري وإصلاح القطاع الأمني. وفي ما يتعلق بتعزيز المناخ الاقتصادي والإنتاجية في لبنان، التزم الاتحاد الأوروبي أيضاً بقوة دعم زراعته والتنمية الريفية فيه، فضلاً عن قطاعات الطاقة والمياه والبنية التحتية للنقل. كما أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ملتزمة على مستويات متعددة توفير دعم ثنائي الطرف للبنان. وتبقى أولويتنا المشتركة استمرار استقرار لبنان وازدهاره في سنة 2012 وما بعدها».

وقال نحاس إنه تخلل الاجتماع «أسئلة وأجوبة تركزت على كيفية توثيق العلاقة بين لبنان والاتحاد الأوروبي». وقال إن ميقاتي عرض «الخطة الاقتصادية التي تضعها الحكومة». 

السابق
روايتان عن لقاء ميقاتي نصر اللّه
التالي
البناء: الأجور معلَّقة والكلمة الفصل لمجلس الوزراء