الجمهورية: الحريري يُشارك في 14 شباط ومحاولات لـتطييب خاطر عون

حفل يوم أمس بأحداث ومحطات ومواقف سياسية لافتة، وتوزع المشهد السياسي بين ملف الأجور ولجنة الدفاع النيابية ومؤتمر حول قانون الانتخابات، تخللته مواقف بارزة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي إطلع لاحقا من نواب بيروت على حصيلة لقاءاتهم حيال مسألة «بيروت منزوعة السلاح»، الى الأجواء المتصلة بزيارة الأمين العام للأمم المتحدةبان كي مون لبيروت، وتأكيد الرئيس سعد الحريري أنّه سيشارك في تجمّع سيقام في ساحة الشهداء في 14 شباط المقبل الذي يصادف الذكرى السابعة لإغتيال والده، وهجوم رئيس «جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على مسمّى «تنظيم القاعدة» الذي بات، في برأيه، «جاهزاً غب الطلب، يُسحب من الدُرج عند الحاجة».

ففي ملف الأجور حاول طرفا الانتاج امس، كسر الحلقة الجهنمية التي أُقحم فيها هذا الملف، بعدما تحوّل مادة للتجاذُّب السياسي، بل التحديات السياسية. فتحرك الاتحاد العمالي العام ممثلا برئيسه غسان غصن، والهيئات الاقتصادية ممثلة برؤساء الهيئات والجمعيات الاساسية التي تضم ارباب العمل، في زيارة مشتركة الى الرابية في محاولة لفك "عقدة" وزير العمل شربل نحاس واقناع رئيس تكتل " التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بمباركة الاتفاق الرضائي الذي كان العمال وارباب العمل وقعوه في القصر الجمهوري في 21 كانون الاول الماضي. وبدا من مواقف أعلنها غصن وجاك صراف عبر "الجمهورية" بعد اللقاء، أن الطرفين جهدا لإقناع عون بسحب مشروع نحاس، وتبنّي اتفاقهما، وعدم اعتبار ذلك بمثابة هزيمة سياسية لأي طرف.

في موازاة ذلك، حرص رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال لقائه طرفي الانتاج، على مباركة تحرُّكهما في إتجاه عون، من منطلق دعم كل تحرُّك يحقق التفاهم على إمرار ملف زيادة الاجور والتفرّغ لقضايا أخرى متصلة بالملف الاجتماعي والمعيشي.

وإذ أدت المفاوضات الاقتصادية والعمالية مع ميقاتي وعون الى تأجيل البت بملف الأجور في مجلس الوزراء اليوم، أكدت مصادر طرفي الانتاج لـ"الجمهورية" أن رئيس الحكومة عازم على الوصول بهذا الملف الى الخواتيم المرجوة قبل الاسبوع المقبل وفق الإتفاق الرضائي الموقع بعد الأخذ ببعض التعديلات المستوحاة من مشروع نحاس الجديد.

وعلمت "الجمهورية" ان الهيئات الاقتصادية تلقت نصائح من مختلف الجهات وخصوصا من "حزب الله" و"حركة امل" بالوقوف عند خاطر عون وإشراكه في تحركها كونه المظلة التي يستظلها وزير العمل في عمله ومواقفه، وان زيارتها للرجل أمس كانت بناء على هذه النصيحة في محاولة لـ"تطييب خاطره" ولمست لديه ايجابيات.

وعلمت "الجمهورية" أيضا ان مجلس شورى الدولة الذي صرّح اكثر من مرة انه سيبدي رأيا استشاريا في الطرح الأخير لوزير العمل، وليس مطالعة قانونية في الشكل والاساس، تستوجب الأخذ به او اسقاطه إلزاما، سيصرف النظر عن هذا الطرح لأن درسه سيتزامن مع التوصل الى تسوية للاجور سيقرها مجلس الوزراء الاسبوع المقبل بمرسوم قابل للتنفيذ.

وعلمت "الجمهورية" أن زيارة طرفي الانتاج للرابية، سبقها مساء السبت الماضي لقاء بين عون والوزير علي حسن خليل، موفدا لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تم التطرق خلاله الى أطر التنسيق بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" من التواصل الحزبي والنيابي والوزاري إلى البحث في عمق الملفات المطروحة وأبرزها التعيينات الإدارية والأجور. وعلم أن هذا اللقاء الذي جاء بعد قطيعة دامت أشهراً بين عين التينة والرابية، سيمهد للقاء قريب بين بري وعون.

 إرجاء التعيينات الدبلوماسية

والى ذلك، أدّت الإتصالات التي جرت على مستويات سياسية ودبلوماسية عدة الى سحب البند الخاص بالتعيينات الدبلوماسية من جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم، والمتوقع أن تشمل موقعي الأمين العام لوزارة الخارجية ومدير الشؤون السياسية، وذلك بعدما تبلغ رئيسا الجمهورية والحكومة بتوصل وزير الخارجية عدنان منصور الى مشروع اشمل للمناقلات والتشكيلات الدبلوماسية ما يؤدي الى البت بسلة تعيينات اوسع لتشمل بعض المواقع الحساسة في بعض السفارات اللبنانية الأساسية في الخارج التي تعاني نقصا في حضور السفراء الأصيلين.

الى ذلك استبعدت مصادر وزارية طرح اي اقتراح آخر بتعيينات قضائية او امنية على رغم من حركة الوساطات التي يقودها اكثر من مرجع ومنهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للتقريب في وجهات النظر بما يسهّل تعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى.

وقالت مصادر مطلعة لـ "الجمهورية" ان ملف التعيينات أخذ بعضا من وقت البطريرك الراعي واللجنة النيابية الخماسية التي ضمت ممثلي الأقطاب الموارنة المكلفة متابعة ملف التعيينات الإدارية ومصير الحضور المسيحي في الإدارات الرسمية.

وقال احد اعضاء اللجنة انها التأمت الأسبوع الماضي لتقويم نتائج اللقاء الماروني الموسع، واقرّت خطة عملها المقبلة والتي ستبدأ بجولة تشمل في مرحلة أولى رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة للتعريف باللجنة ومهماتها ومن ثم البحث في ملف التعيينات الإدارية، على ان تكون لأعضاء اللجنة لاحقا جولة على الوزارات للإطلاع ميدانيا على الحضور المسيحي فيها.

لجنة الدفاع

من جهة ثانية لم تخرج لجنة الدفاع الوطني بجديد يذكر بعد استماعها إلى وزير الدفاع فايز غصن حول ملف "القاعدة"، فنواب 14 آذار لم يقتنعوا بالتبريرات التي قدمها الأخير، وطالبوا الحكومة بموقف واضح ودعوا رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية إلى جلسة لم يحدد موعدها، فيما دافع نواب 8 آذار عن وزير الدفاع.

ولوحظ ان غصن برر حديثه عن وجود تنظيم "القاعدة" في لبنان بالتأكيد أنه تلقى معلوماته من الجيش، وبدا في هذه الحال أنه يزج المؤسسة العسكرية في ملف "القاعدة".

زيارة بان كي مون

وفي جديد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الى بيروت لفتت أوساط سياسية لـ"الجمهورية" إلى التزامن بين موقفي "حزب الله" الذي استبق الزيارة برفضه لها، والحريري الذي استبقها أيضا بتأكيده أن برتوكول المحكمة الدولية غير قابل للبحث.

تعميم… بيروت منزوعة السلاح

إلى ذلك كان لرئيس الجمهورية موقف مؤيد لشعار "بيروت منزوعة السلاح"، حيث شدّد خلال استقباله وفدًا من نواب بيروت، على أنه "من الطبيعي أن تكون المدن والقرى منزوعة السلاح، ولعل أنموذج بيروت في حال تحقيقه، قد يكون أنموذجاً يعمم على سائر المناطق اللبنانية"، معتبرًا أنّ "الوصول إلى "بيروت منزوعة السلاح أكثر ما يتطلب تضافر كل الإرادات إيجاباً لتسهيل عمل القوى الأمنيّة".

قانون الانتخابات

وكان لرئيس الجمهورية أيضا موقف لافت من قانون الانتخابات خلال افتتاح "مؤتمر لبنان والنظام النسبي في مشروع قانون الانتخابات النيابية 2013 " قبل ظهر أمس في فندق فينيسيا حيث نعى القانون الحالي المعمول به، أي 1960، بقوله "ان القانون الحالي لم يعد يتناغم مع ميثاق العيش المشترك وروح وثيقة الوفاق الوطني"، ملمحا إلى رفضه الاقتراح الارثوذكسي بكلامه عن "المناصفة الحقيقية والعيش المشترك من دون أن يكرس "الطائفية السياسية".

لجنة قانون الإنتخاب

ومواكبة للتحرك الجديد الذي احيا النقاش حول قانون الإنتخاب كشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" ان اللجنة النيابية الخماسية المكلفة من اللقاء الماروني الموسع البحث في قانون الإنتخاب ستعود غدا الى الإجتماع للبحث في خطة عملها في ضؤ المهمات الجديدة التي انيطت بها بعد التوافق على اعتبار مشروع اللقاء الأرثوذكسي قاعدة لإستئناف البحث في القانون الإنتخابي العتيد، وذلك لتقويم المرحلة المقبلة على ان تلتقي اللجنة البطريرك الراعي الجمعة المقبل للبت بالخطوات النهائية التي يمكن القيام بها.

الحريري

إلى ذلك، أكّد الرئيس سعد الحريري أنه سيعود إلى لبنان، وقال: "الخطر موجود دائماً لكنّني على استعداد لمواجهته"، كاشفاً أنّ تجمّعاً سيقام في ساحة الشهداء في 14 شباط المقبل، بمشاركته. وشدّد في جلسة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على أنّ "النظام السوري ساقط، ولا حرب أهليّة في سوريا"، موضحاً أنّ "إشاعة تعرّضه للاغتيال وصلت عبر رسالة نصّية على الهاتف الجوّال "بلاكبيري" من شركة "بي بي برودكاست نيوز". وفي ردّ على احتمال أن لا توافق الحكومة اللبنانية على تجديد بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، قال: "عندئذ، لكلّ حادث حديث".

حوار مع "حزب الله"

ومن جهة ثانية سأل الراعي:"لماذا ممنوع تسليح الجيش؟ وحزب الله يقول ان الجيش غير قادر على الدفاع عن لبنان؟ وقال: اعتبر اللبنانيون عندما قلت هذا الكلام أنني مع سلاح حزب الله، وانا احاكي الاسرة الدولية لأن ثلاثة ارباع مشاكلنا في الخارج والربع في الداخل، وعندما تحل هذه الأمور استطيع ان أسأل حزب الله لماذا تحمل السلاح؟ والعيد الكبير عندي اليوم هو اذا سلم الحزب سلاحه. لكن يجب ان نكون واقعيين. المعالجات تحصل اليوم بحبة مسكن، والمطلوب عملية جراحية". وتمنى على الاعلاميين ان ينقلوا هذا الكلام مثلما ورد "وليس كما حصل في فرنسا، وأنا أدليت بهذا الحديث لنقل الحقيقة كاملة وليس ربعها". وأشار الى أن "البطريركية بدأت حوارا رسميا مع حزب الله لكي نتكلم بكل الامور وليس في الاعلام بل حول الطاولة، ولا نعير أحدا بالغلط".

جنبلاط و"القاعدة"

ومن جهته رأى جنبلاط أنّه "أصبح في إمكان الطبقة السياسيّة اللبنانيّة الركون إلى مصطلحٍ جديدٍ تستطيع أن تستخدمه في أدبيّات الحياة السياسيّة اليوميّة، وأن تستغله وفقًا لما يتطابق مع مصالحها ومواقفها وهو مسمّى "تنظيم القاعدة" الذي بات جاهزاً غب الطلب، يُسحب من الدُرج عند الحاجة"، معتبراً أنّ "استخدامه في هذه المرحلة يزدهر بعد أن نُفضت مرجعيّات رسميّة وأمنيّة الغبار عنه، وهي في حد ذاتها تعمل غُب الطلب" 

السابق
تحضير لتفجير أو اغتيال كبير؟
التالي
السفير: بدل النقل … يؤجّل الأجور