اللواء: الأمن إلى الواجهة: نواب بيروت لإخراج السلاح واشتباكات بعين الحلوة

عاد الوضع الامني المقلق الى الواجهة، في ضوء الاشتباكات التي تجددت في عين الحلوة اكبر المخيمات في لبنان، ليفرض في اولوية أجندة الاهتمام الرسمي والسياسي، خصوصاً وانه لم يكن معزولاً لا عن استهداف <اليونيفل> في الجنوب، واطلاق الصواريخ، ولا عن الاشتباكات المتنقلة في العاصمة، مثلما حصل قبل يومين، وكأن هناك من يريد ايصال رسائل معينة الى جهات محددة، خدمة لاهداف اقليمية وإن كانت ادواتها لبنانية·
واذا كانت الاتصالات الكثيفة قد نجحت في ابقاء الوضع تحت السيطرة في مخيم عين الحلوة، وسحب فتيل التفجير، القابل للاشتعال في أية لحظة، فإن الوضع المتفلت في العاصمة استدعى اجتماعاً سيعقده نواب بيروت ظهر اليوم في المجلس النيابي للمطالبة بجعل العاصمة مدينة منزوعة السلاح، او اقله اخراج السلاح منها، مقدمة لنزعه من سائر الاطراف وعلى مستوى المناطق اللبنانية كافة، خصوصاً بعدما تعاظمت الشكوى من فوضى السلاح، وكان آخر من انضم الى الشاكين رئيس جبهة <النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط الذي تساءل <عما اذا كنا نستطيع عصر الزيت بأمان واستقرار وسلم بعيداً عن فوضى السلاح؟!

وبطبيعة الحال، فإن جنبلاط الذي كان يتحدث في الاحتفال الذي اقامه تكريماً لأمين السر السابق للحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض، استشرف الجواب على السؤال بسؤال آخر، عما اذا في الامكان الاتفاق على خطة دفاعية لحماية لبنان في مواجهة اسرائيل، في اشارة الى ارتباط السلاح بالمقاومة، واذا كان في الامكان ايضاً العودة الى الحد الادنى من الحوار بعيداً عن التشنج·

وشدد جنبلاط بعد لقائه النائب طلال ارسلان على استمراره في التحالف العريض مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي تضم إلى أرسلان حزب الله وحركة <امل> والرئيس ميشال سليمان و<التيار الوطني الحر>·

وهو كان كشف، خلال تكريم فياض عن ميله نحو حل للأزمة السورية يشبه حل مجلس التعاون الخليجي في اليمن، فتمنى للمبادرة العربية النجاح، كما تمنى على الموقف الروسي إخراج سوريا من المحنة وإخراج الشعب السوري من محنته، ولو تطلب الأمر فترة انتقالية من أجل وحدة وسلامة سوريا ووقف حمام الدم فيها، وتقويتها في الخط الممانع الأساسي>·

غداء الجنرالين إلى ذلك، لم يتم التأكد ما إذا كان الرئيس ميشال سليمان ورئيس تكتل <التغيير والاصلاح> النائب ميشال عون، توصلا إلى تفاهم في شأن رئاسة مجلس القضاء الأعلى، في خلال الغداء الذي جمعهما في قصر بعبدا ظهر أمس الأوّل، باستثناء انهما اتفقا على أن تكون آلية التعيينات هي الأساس في كل ما سيطرح على مجلس الوزراء·

ففيما ذكرت معلومات أن <غداء الجنرالين> أنجز تفاهما على تسمية رئيس محكمة التمييز القاضي انطوان ضاهر لرئاسة مجلس القضاء، وهو الخيار الثالث الذي كان طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي، بحسب ما كانت ذكرت <اللواء> في حينه، فلا يكون خيار الرئيس سليمان بالقاضية أليس شبطيني، ولا خيار عون بالقاضي طنوس مشلب، الا أن مصادر مطلعة رجحت أن لا يكون سليمان وعون قد توصلا إلى تفاهم في شأن هذه المسألة بالذات، عدا عن اتفاقهما على ان لا يعملا منها مشكلة، مشيرة إلى ان الرجلين اتفقا على اشياء واختلفا على اشياء أخرى، مثلهما مثل كل النّاس الاخرين في لبنان·

ونقلت المصادر عن الرئيس سليمان وصفه اللقاء <بالجيد>، وقوله أن <الناس ممكن أن تتفاهم عندما تجلس مع بعضها>، وتحدثت عن الظروف التي حتمت عقده، انطلاقاً من أن رئيس الجمهورية ليس على خلاف مع أحد، وانه إذا لم يكن هناك اتصال أو لقاء فلا يعني ذلك أن هناك قطيعة، وعلى هذا الاساس جاءت مبادرة الرئيس سليمان بالاتصال بعون داعياً اياه لتناول الغداء إلى مائدته، لتأكيد علاقة الود القائمة بينهما، وأن كانت الملفات الكثيرة التي جرى تطارحها، مثل قانون الانتخاب واللامركزية الإدارية، وطريقة ملف الأجور في مجلس الوزراء، لا تعني ان وجهات النظر منها كانت متطابقة·

 تصحيح الاجور وفي هذا السياق، أكدت مصادر حكومية أن مرسوم تصحيح الأجور، سيمر في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل من دون عناء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قبول هبة جمعية المصارف للهيئة العليا للاغاثة لتمويل المحكمة·

ونفت المصادر أن يكون موضوع التعيينات مطروحاً على الجلسة، مشيرة إلى أن النقاش سيكون مفتوحاً على كل شيء، خصوصاً إذا أصرّ الوزير شربل نحاس على طرح مشروعه لتصحيح الأجور، علماً أن جدول الأعمال يتضمن 54 بنداً، يحتل موضوع الأجور البند 36، إلى جانب بنود أخرى تتعلق بوزارتي السياحة والطاقة، حيث سيطرح موضوع تعديل قانون الكهرباء بعدما أنجزته لجنة وزارية في موازاة إقرار خطة الكهرباء·

وكشفت المصادر عن جلسة ثانية لمجلس الوزراء ستعقد في 27 الشهر الحالي في السراي لمواكبة الإضراب العمالي الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام في اليوم ذاته، غير أن مصادر أخرى لاحظت أن تزامن الجلسة مع الاضراب يعني أن الحكومة قد لا تتمكن في جلسة الأربعاء من إقرار مرسوم تصحيح الأجور بحسب ما يطالب الاتحاد العمالي·

قانون الإنتخاب في غضون ذلك، أظهرت المواقف العديدة والمتباينة من قانون الانتخاب، في ضوء البيان الذي صدر عن اللقاء الماروني الموسّع في بكركي والذي تبنّى طرح <اللقاء الأرثوذكسي> الذي يطالب كل طائفة بانتخاب نوابها، أن هناك خلافاً أساسياً بين كافة الفرقاء ومن مختلف الاتجاهات السياسية، سواء عند الأكثرية الحاكمة حالياً، أو لدى الأقلية المعارضة، وأن مقاربة هذا الملف تجري وفق ميزان الربح والخسارة، من دون أن يتوصل أي فريق للبت بصيغته النهائية، إلا أنه في الامكان القول، ونقلاً عن متابعين سياسيين للملف، أنه لا يمكن إقرار النظام النسبي بصيغته الحالية، لأن ذلك يستلزم حواراً مفتوحاً بين الجميع، ويتطلب إرساء أجواء تطمينية للبعض، وهذا ما لا يمكن لأي فريق الالتزام به، مع الإشارة الى أن الأكثرية، ورغم مطالبة أقطابها بالنسبية، إلا أنها لن تذهب في طريق إقرار هذا القانون، إذا ما استمر البعض منهم برفضه، وأكثر ما يمكن عمله في هذه الحالة، هو قولبة قانون الستين وتقديمه بحلة جديدة تناسب الجميع، والأمر نفسه يسري على الطرح الأرثوذكسي إزاء تصاعد الرفض الإسلامي له ضمن الفريقين الأكثري والمعارضة، علماً أن رئيس تيار <المستقبل> الرئيس سعد الحريري ما زال يتريث في إعلان موقف منه، <التزاماً منه بالتفاهم مع المسيحيين على قانون عاقل لا يشجع الأمراض الطائفية>، على حد تعبير عضو كتلة <المستقبل> النائب نهاد المشنوق، في حين رفض عضو الكتلة النائب أحمد فتفت مقولة أن لقاء بكركي قد ضرب اتفاق الطائف وصيغة العيش المشترك، لكنه أكد أن المشروع الأرثوذكسي لا ينسجم لا بالشكل ولا بالمضمون مع اتفاق الطائف وينزلق بالبلاد نحو فيديرالية الطوائف·

مخيم عين الحلوة وكان الوضع في مخيم عين الحلوة قد انفجر امس على نطاق واسع بين حركة <فتح> و<جند الشام> بعد مقتل عامر فستق احد افراد المرافقة لقائد الكفاح المسلح الفلسطيني العميد محمود عيسى <اللينو>، فيما اصيب قائد كتيبة يونس بن عواد في فتح العقيد طلال الاردني، وبلغت الحصيلة الاولية للاشتباكات خلال نهاية الاسبوع 12 جريحاً من الطرفين بينهما مدنيان، اضافة إلى القتيل فستق·

والاشتباكات كانت تجددت عصر امس في حي الطيري واستعملت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وتوسعت حركة نزوح الاهالي باتجاه مدينة صيدا·

وليلاً القيت قنبلة يدوية في حي الطيري في الشارع الفوقاني للمخيم تلاها بعض الرشقات الرشاشة·

وكان عقد اجتماع في منزل العميد <اللينو> شارك فيه مسؤول <الحركة الاسلامية المجاهدة> الشيخ جمال خطاب، ومسؤول <عصبة الانصار الاسلامية> الشيخ <ابو طارق> السعدي، تم خلاله التوافق على ضبط الوضع وعدم افساح المجال امام المندسين لتوتير الاجواء·

وقال الخطاب لـ <اللواء> <يبدو ان هناك طرفا ثالثا، دخل على خط التوتير، وهو ما يستوجب من الجميع العمل لافشال مخطط الفتنة ووئدها في مهدها>·

بدوره اكد العميد <اللينو> لـ <اللواء> <ان الامن في المخيم ممسوك، والوضع تحت السيطرة، وننسق ونتعاون مع الاجهزة الرسمية اللبنانية من اجل ضمان امن مخيم عين الحلوة>· 

السابق
عناوين ومقدمات نشرات الاخبار اللبنانية
التالي
الحياة: مقتل مرافق اللينو في عين الحلوة وجرح 7 … وقلق من تكرار تجربة نهر البارد