عداء الدولة

الحرب على هوية دولة اسرائيل ليست جديدة. عندنا يكاد يكون رأي لكل واحد. كثرة الاراء تجعل الخير للحوار. أحيانا تخلق توترات ومع كل ما في المواجهة من صعوبة، تؤدي ايضا في نهاية المطاف الى استيضاح الامر وايجاد حل ابداعي يكون أصح للجميع. ولكن بعد اجتياز مرحلة تبادل الاراء، توجد خطوط حمراء حتى للنقاش وللسلوك العام. احدها هو الاعراب عن مواقف تتعارض ومجرد وجود دولة اسرائيل حسب تعريف هويتها الاكثير اساسية: يهودية وديمقراطية.
توجد مناقشات لا يمكن لهذه الثنائية ان تحتويها. من يبدي الاستعداد للافشاء باسرار الدولة للعدو فهو خائن وكذا من يتعاون مع الادعاء بان الجيش الاسرائيلي يرتكب جرائم حرب (تقرير غولدستون) أو يدعو الى فرض مقاطعة عليها، وبالتأكيد ايضا من يتجرأ على رفع يده على جنود دولة اسرائيل وشرطييها. هؤلاء المتظاهرون، دون صلة بهويتهم القومية والدينية، يخرجون ضد المبدأ الاساس لدولة اسرائيل وعمليا يسعون الى وقف وجودها في صيغتها الحالية.

انهم يأتون من تيارات يسارية، مثل كل الجمعيات التي تؤيد المقاطعة لدولة اسرائيل ويصطدمون بالشرطة في نعلين او في النبي صالح في كل يوم جمعة. وهم يأتون من تيارات اصولية معينة، لا يرون في الدولة أي قيمة باستثناء السمن والحليب. بعضهم عرب اسرائيليون يسعون الى الغاء هويتها اليهودية وبعضهم يعود مصدرهم الى التيارات التي ترى رؤيا مسيحانية معينة تمنع تحققها دولة اسرائيل ولهذا فان عليهم ان يقاتلوا العدو الصهيوني كي يحققوها. الحكم واحد: اذا كان هذا تيار يعمل على تقويض هوية اسرائيل اليهودية والديمقراطية فان علينا ان نرى فيه عدو الدولة.

لاسفنا الشديد، نحن لطفاء جدا. الدولة اليهودية تعرف كيف تبدي الرحمة الكبيرة جدا. هكذا في كل يوم جمعة يتعين على لواء كامل ان ينشغل بعدة عشرات من الفوضويين في نعلين كي لا يخلق مواجهة؛ نوزع النقب على البدو بالمجان والا فانهم سيثيرون الفوضى؛ ونسمح للعرب في البلدة القديمة من القدس برشق الحجارة على اساس يومي والقيام باعمال تخريبية على نحو دائم في جبل المشارف ضد الطلاب والطالبات. وكل هذا كي لا نشعل الشرق الاوسط. وكذا، ضد خارقي القانون اليهود ايضا يجب تفعيل ذات القانون.

ليلة أول أمس اقتحمت حفنة من الفوضويين من معتمري القبعات الدينية الى قاعدة عسكرية في لواء أفرايم. من اجل احداث كهذه بالضبط جاءت تعليمات فتح النار التي تعرف ما الذي يشكل خطرا وما الذي لا يشكل هذا الخطر. احداث اقتحام معسكر للجيش يقع في داخل تعريف الحدث التخريبي الذي يستوجب استخدام نظام اعتقال المشبوه والذي يمكن أن ينتهي أيضا بالنار.
اذا كنا نريد الا تحكم دولة اسرائيل حفنة من المتطرفين وتدهورها الى الفوضى، محظور علينا ان نسمح بتطبيق انتقائي للقوانين. لا يحتمل أن نتشدد أو نتساهل مع مشاغبين من جمهور معين على خلفية دينية، عرقية، جنسية او الرأي السياسي. القانون في دولة اسرائيل يجب أن يفرض بحكمة وبشكل متساوٍ. تجاه الجميع.   

السابق
فرنجية: لا اوافق على مقترح اللقاء الارثوذكسي لانه يمس بالسلم الاهلي
التالي
لم نكن قط أقبح