الانباء: استحقاق تمويل المحكمة الدولية يؤزم الوضع اللبناني

عادت قضية تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إلى واجهة الأحداث السياسية في بيروت، لا بل ان تأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على الالتزام بالتمويل في رسالة الاستقلال التي اطلقها من راشيا في البقاع الغربي، عكس مدى أهمية وخطورة هذا الاستحقاق على الوضع الداخلي اللبناني المأزوم.

ويلعب تضاؤل هامش الوقت أمام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تبتنى عملية التمويل من خلال اعداد سلفة خزينة تتطلب موافقة مجلس الوزراء، دوره في تأزيم الأجواء، وهذا ما سيفرض عليه تأجيل ادراج الموضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء لجلسة الجمعة المقبل. وعلى هذا فقد بات مرجحا الا يطرح ميقاتي موضوع سلفة الخزينة لتمويل المحكمة على أي من الجلستين المقبلتين اليوم الأربعاء، وبعد غد الجمعة، إنما سيدرجه على جدول أعمال جلسة الأربعاء في الثلاثين من هذا الشهر، وذلك بعد عودته من زيارة مقررة للفاتيكان. وردت مصادر ميقاتي هذا التأجيل إلى الحاجة لمزيد من الاتصالات والمشاورات، وبالتالي عزلها عن المواقف السياسية المتشنجة، حول سياقات أخرى.

والراهن ان كل الاتصالات التي اجراها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، مع الأطراف الممانعة في تمويل المحكمة بما فيها حزب الله لم تفض الى نتيجة حاسمة، بل أن تشبث الحزب وحلفائه برفض التمويل لايزال كما كان.

رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدأ بتلمس صعوبة الحوار الذي يدعو اليه ومعه رئيس الجمهورية في الوقت الراهن، وقد بدأ يتحدث امام زواره عن مبادرة معينة لحماية البلد ومنعه من الانفجار.

اما رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة فقد اعتبر ان من يتنكر للمحكمة الدولية يعرض لبنان للمخاطر.

واضاف السنيورة، لكن الرئيس ميقاتي تنكر فعليا لهذا الالتزام، وقد سمعنا الكثير من التعهدات اللفظية والذي يتنكر للتعهدات للمحكمة، هو فعليا من يعرض لبنان للخطر.

وخلص الى القول: على الرئيس ميقاتي ان يصل بهذه المسألة إلى خواتيمها، وبالتالي الالتزام بالتمويل لأن التمويل هو احد جوانب التعاون مع المحكمة الدولية.

رئيس جبهة النضال الوطني النيابية وليد جنبلاط قال امس ان تمرير تمويل المحكمة الدولية فيه مصلحة وطنية لبنانية، لن تتحقق في حال الاحجام عن التمويل.

واضاف من الانسب لحزب الله مع الاخذ بتحفظاته التعاون الايجابي في هذه المسألة بما يخفف من الاحتقان. جنبلاط رأى ان حساسية الوضع السياسي الحالي تحتم أقصى درجات التضامن الحكومي للحؤول دون سقوط لبنان في الفراغ وسط هذه اللحظة الاقليمية الحساسة.

وتساءل جنبلاط في موقفه الاسبوعي لنا الناطقة بلسان حزبه بالقول: كم كان من الافضل تلافي لبنان الموقف الذي اتخذه في الجامعة العربية وبالتالي اعتماده موقفا اكثر توازنا؟ بدوره النائب اكرم شهيب قال ان تمويل المحكمة خيار حاسم.

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري تمنى تمرير مشروع تمويل المحكمة الدولية في مجلس الوزراء، مستبعدا قيام المعارضة بأي خطوة في اتجاه اسقاط الحكومة لانها كما قال بعد لقائه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ستسقط بنفسها. مكاري اعرب عن ثقته بان الرئيسين سليمان وميقاتي لن يتمكنا من نيل موافقة مجلس الوزراء على عملية التمويل، واضاف على أي حال ساعة الاستحقاق اقتربت وسنرى مدى الالتزام بالتعهدات.

مكاري استبعد نشوب حرب اهلية في سورية لكنه توقع ان يحاول النظام السوري افتعال المشاكل في لبنان لتحويل الانظار عما يجري عنده.

في هذا الوقت يصل رئيس المحكمة الدولية القاضي ديفيد براغونات الى بيروت اليوم الأربعاء يرافقه نائب رئيس المحكمة القاضي اللبناني رالف رياشي.

وسيلتقي رئيس المحكمة الرئيس ميشال سليمان ومسؤولين آخرين يعملون مع المحكمة، اضافة الى مؤسسات وافراد من المجتمع الاكاديمي والقانوني.

واكد القاضي الدولي ان قضاة المحكمة لا يعتبرون انفسهم قضاة دوليين فحسب بل قضاة في خدمة لبنان ويحترمون سيادة لبنان وشعبه، وشدد على ان لديه النية على ضمان الانصاف وسرعة عمل المحكمة واحترام حقوق المتهمين ومصلحة المتضررين، احتراما تاما. 

السابق
النبطية وفعاليات المنطقة تحتفل بعيد الاستقلال
التالي
3 سيناريوات لمستقبل ميقاتي السياسي …وأحلاها مُرّ