يا عنتر..عبلة أقوى منك!

لا يريد ربّ المنزل الخادمة إلّا من الفيليبين، فإلى جانب إتقان الفيليبنيات للّغة الإنكليزيّة، يملكْنَ حسّاً مرهفا في تربية الأطفال، وهذا ما يجعل ربّة المنزل قادرة على البقاء خارج المنزل، للقيام بالصبحيّات والـ"شوبينغ". ولهؤلاء الخادمات اللواتي يملكن هذا الحسّ المرهف حرّية في التصرّف أكثر من الأخريات، إذ إنّ لهنّ الحقّ بالـ"ويك إند" والرحلات مع الأصدقاء، وأن يكون لهنّ "بوي فراند" أيضا، ولا عجب أن تستقطب أحاديث الخادمات 80 في المئة من جلسات النسوة في الصبحيّات، تتباهى كلّ سيّدة بخادمتها وقدرتها على التأقلم السريع، إن كان من ناحية تعلّم اللغة العربية، أو السرعة في إنهاء الأعمال المنزليّة. على رغم كلّ هذه التسهيلات، فإنّ ربّة المنزل إذا تقاعست ذات يوم ولم تشترِ للخادمة الفضيلة كارت كلام لكي تهاتف أهلها، تتوعّد هذه الأخيرة وتهدّد بالشكاوى لمنظّمة حقوق الإنسان، وتنعت ربّة المنزل بالمستبدّة، وربّ المنزل بالمتسلّط. يا ضيفنا لو زرتنا… يُطبّق على الضيوف الأعزّاء القادمين من آخر المعمورة، ليصبحوا بعد فترة "متبلّدين"، على أهل المنزل الاستئذان منهم، إذا أرادوا القيام بنزهة، أو الخروج لتناول العشاء خارج المنزل.

والطريف في الأمر، أنّ هذه الفئة التي تشتكي، دائما من سوء المعاملة، تحظى برضى الجميع واستعطافهم، وخصوصا الأولاد الذين لا "يفشخون" فشخة خارج المنزل من غير اصطحاب الخادمة، ولا يوفّرون مناسبة إلّا ويقدّمون لها الهدايا.

يا عنتر… وما حدا ردّني

أدعو اللبنانيّات، الى تخفيف المديح بالخادمات، حتى لا يصبحن، "عناتر"، لأنّ حالتهم المادية والمعنوية، صدقّوني، "أحسن من حالتنا".  

السابق
800 خوذة لدرّاجي قوى الأمن
التالي
النيبالية تجهّز معمل النفايات في عيترون