اعتصام امام الاونروا في صيدا وبيروت

لم يكن بوسع السيّدة السبعينية، التي تعاني من مرض الربو، تحمّل حرارة الشمس الساطعة، فدخلت تستريح في بيت حديدي للحراسة أمام المقر الرئيسي لوكالة «الأونروا» في بئر الحسن. فالسيدة، وبالرغم من مرضها، أصرت على المشاركة في الاعتصام الذي دعت إليه «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» والمنظمات التابعة للجبهة، ولجان «العسر الشديد» التي تتألف من أصحاب القضايا الإنسانية والاجتماعية في المخيمات، بهدف الضغط على «الأونروا» لتأمين تكاليف الأدوية وتحسين شروط الاستشفاء، بالإضافة الى صرف قيمة أدوية الأمراض المستعصية بنسبة مئة في المئة.

حضرت السيدة، وحضر معها عشرات اللاجئين من المصابين بأمراض مستعصية. فاسماعيل مصاب بمرض السرطان وتبلغ كلفة علاجه ثلاثة ملايين ليرة كل شهر. وهدى مصابة بسرطان الثدي، وزوجها لا يعمل، فتستدين لتأمين علاجها، بما أن الأونروا لا تسدد إلا نسبة خمسين في المئة من كلفة علاج السرطان. واستمع نائب المدير العام «للأونروا» روبرت هورت، الى مطالب المعتصمين، واعداً بمساعدتهم قدر المستطاع.
وكانت «الأونروا» قد اتفقت مع وزارة الصحة اللبنانية في آذار الماضي على تأمين أدوية ألأمراض المستعصية للمرضى الفلسطينيين، بحسم يتراوح بين ثلاثة في المئة وستين في المئة، وفقاً لنوع ألأدوية التي يشترونها من طرف ثالث عيّنته الوزارة. وفي ما يتعلق بمرضى السرطان، تغطي «الأونروا» نسبة خمسين في المئة من ثمن الأدوية ، على أن يحصل المريض على الدواء «بسعر الجملة من المورّد الذي حددته وزارة الصحة»، كما جاء في بيان صادر عن الوزارة والأونروا حينها. وتقدر كلفة علاج السرطان بثمانية آلاف دولار، تغطي الأونروا خمسين في المئة منها. ووفقاً للاتفاق، لن يضطر المريض إلى أن ينتظر حتى تعيد له «ألأونروا» نسبة الخمسين في المئة، لأنه لن يدفع سوى شطره بعد تطبيق الحسم عليه إلى ممثل الطرف الثالث في منطقته. أما بالنسبة لذوي الأمراض المستعصية الأخرى، فيستمرون في دفع كلفة أدويتهم كاملة بعد الحسم، «ليصبح الدواء بسعر الجملة».

ولفت مصدر من الأونروا لـ«السفير» إلى أن « الطبابة هي من أولويات الوكالة، ويحق للمعتصمين أن يطالبوا بحقوقهم، إلا أنه لا توجد ميزانية حالياً لتغطية العلاج الكامل لكل المرضى». وأكدّ المصدر على أن «الوكالة خصّصت صندوقا خاصا لتغطية العلاج للأمراض المستعصية، يتكفّل من خلاله بعض المتبرعين بتغطية العلاج».   

السابق
المحافظة على صور تستغرب عدم إشراكها في مؤتمر الآثار
التالي
مصير علوش رهن الشيخ سعد