فنانات الصورة… بلا صوت

هي القصة ليست إلا صرخة أذن و إستدراكا” لغضب أهل الفنّ الأصيل، قبل ان ينتفضوا ليخرجوا من قبورهم، و عندما يخرج المارد، لا يلومن أحد من أيقظه، فلا يخرج المارد الا إذا استفز و أغضب.

صحيح أن العين تستمتع بالفنانات الحديثات في معظم الأحيان، لبسا” و رقصا” و جسدا” حتى يتجاهل العقل الأذن و بدل أن يتطربه الصوت، تمتعه الصورة و تأخذه التخيلات و الأحلام الوردية، المشكلة أن صاحب العين الفوحة هو ذاته صاحب الأذن المتألمة بعد سماع نفس المغنية على الراديو، فيكيل لها الشتائم من كل العيارات، و ينسى أنه ذاته من كان بالأمس يراقصها بعيناه، و يغازل جسدها متأملا” مفاتنها و الإبتسامة الخبيثة لا تفارق محياه، يعني يا عزيزتي المتفننة المتبرجة الهزّازة، لماذا تغنين؟ و إذا ما كان هناك سبب مع تأكدي من إنعدام وجوده، لما تستغلين جسدك لشدّ أعين المعجبين بدلا” من صوتك الثمين؟ في أيامها، ام كلثوم كانت صاحبة خلق رزين و وقفة لا تتزحزح منها لساعات و مع ذلك، يتسمّر لمشاهدتها المعجبون و لو إستمرت ثماني ساعات، أو العندليب الأسمر الذي بفراقه أبكى الملايين، أما أنت يا هزّازة فمن بعد الفيديو كليب بشهر، من يذكرك؟ في زمان محمد عبد الوهاب، كان إذا الطفل أراد ان يأخذ له قدوة، توجه نحو ذلك الرجل المدرسة، اما اليوم، تخيلو لو أن ابنتكم أرادت أن تأخذ من هيفاء وهبي قدوة، أو إبنكم يجعل من جاد شويري مثله الأعلى، أفضل الإنتحار على ذلك أنا، لا أدري أنتم!

في السابق، كان الطرب بعمالقته عملا” شاقا” و تستغرق الأغنيات سنوات لتتحضر كلامتها و ألحانها، أما اليوم، فتطبخ الأغنية في مطابخ المال و تسقط على جسد الفنانة التي ترفض أن تسمى بغير فنانة مطربة و طبعا” لا تنسى فضل أهلها عليها و الرب الذي أعطاها النجاح و الشهرة في وقت قصير، فترفض ليال عبّود تشبيهها بأم كلثوم، و تحتج رافضة المقارنة! ، أما وزاوز الأغنية الحديثة من الشباب “شكلا”"، حدث عنهم و لا حرج، منهم النافش شعره و الرافع رأسه، و منهم النّعوم المهضوم زير النساء، رحم الله زكي ناصيف و نصري شمس الدين، أصوات جبلنا و أسياد الدبكة الأصيلة، ليست الدبكة الهجينة الممزوجة بموسيقى أجنية ترعب الاذن، هذا ما يجعل شبابنا الممسك بالأغاني الأجنبية غير ملام، فماذا سيسمع؟ ماريا و روبي؟ أو مروة؟

عزيزتي الهزّازة و عزيزي الرّقاص زير النساء و قاهر العذارى، إرحموا آذاننا من نشازكم و أتركوا الغناء، إلى عرض الأزياء.

السابق
المسحراتي في حارات صيدا القديمة.. صامدة
التالي
غسان مخيبر: دخلنا مرحلة الحل الجدي لمشكلة السجون